الجامعات… منبر آخر لمطلب “تقرير المصير”

الطلبة الصحراويون حولوا المواقع الجامعية إلى ساحات معارك لترويج أطروحة الانفصال بموازاة المعارك السياسية والدبلوماسية الدائرة في المحافل الأممية والدولية بين المغرب وما يسمى بالجبهة الشعبية لتحرير وادي الذهب والساقية الحمراء (البوليساريو)، تجري بالجامعات المغربية معارك أخرى ميدانية في عدد من المواقع الجامعية تختلط فيها الإيديولوجيا بالدم والتحصيل العلمي ويذهب ضحيتها في الغالب أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحصل.الجامعات المغربية، وعلاوة على كل أشكال العنف الأخرى التي تعيشها بين مختلف أطيافها وفصائلها ومكوناتها، صارت موقعا يرفع فيه الطلبة المتحدرون من مدن وأقاليم الصحراء المغربية مطلب "تقرير المصير". فالرباط مثلا تحولت في مطلع العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، إلى وجهة مفضلة لدى الكثير من الطلبة الصحراويين وغالبيتهم من أولئك المتشبعين، حتى النخاع، أو الذين يحملون بعض آثار مطلب وإيديولوجيا تقرير المصير، إذ مباشرة بعد إتمام إجراءات التسجيل في واحدة من كليات جامعتي ابن زهر بأكادير أو القاضي عياض بمراكش يسارع عدد لا بأس به منهم إلى بدء مساطر الحصول على انتقال إلى كليات جامعات "الداخل"، كما يسمي الصحراويين مدن الشمال المغربي.ينتقلون إلى فاس ومكناس والمحمدية والجديدة والدار البيضاء والرباط والقنيطرة، كما يتوجه بعض منهم إلى مدن أقصى الشمال (وهم قلة قليلة لكنها متشبعة بالفكر الانفصالي). الذين حظوا بفرصة متابعة مواصلة مشوارهم الدراسي بأحد المعاهد أو المدارس العليا أو الجامعات الموجودة بالرباط لا بد أنهم تفاجؤوا على غرار كثير غيرهم من تلك الحلقيات أو المسيرات التي كانت تتشكل أو تتجمع بالتزامن مع مناسبات متفرقة يحتفل بها حاملوا فكرة تقرير المصير، أو لمناسبة حدث ما مثل أحداث اكديم إزيك أو الداخلة...حرم الحي الجامعي السويسي الأول أو الثاني كان يتحول إلى فضاء للهتاف والصدح بشعارات من قبيل "لا بديل لا بديل عن تقرير المصير"، كما كان يتحول بين الفينة والأخرى إلى ساحة حرب يشن فيها بعض الطلبة الصحراويين "غارات" على مرافق الحي مثل الإدارة أو المطعم أو المقصف، وبطبيعة الحال غرف باقي الطلبة، إذ أن أي تجمع لهؤلاء "الهمج"، كما كان يسميهم باقي زملائهم الطلبة المتحدرين من أقاليم أخرى غير تلك المتنازع عليه بين المغرب والجبهة، كانت احتمالات تحوله إلى أعمال فوضى ونهب وسلب واعتداء كبيرة جدا، وطبعا في مقابل ذلك يكون هذا الوضع ذريعة تتخذها الأجهزة الأمنية لإتمام ما يتوقف عنده الطلبة الصحراويون، الذين كان عددا كبير منهم متفرغا لإطلاق شرارة مثل هذه الأحداث وقيادتها والتخطيط لها ولم تكن تربطهم بالتحصيل الجامعي أي صلة؛ علما أن الغالبية العظمى من هؤلاء كانت تحظى بامتياز الحصول على كل ما تشاء من سكن ومنحة وغيرها من الامتيازات، في مقابل حرمان طلبة "الداخل" منها.آخر الأحداث المخلدة لانتقال مطالب الانفصاليين إلى المواقع الجامعية هو ما حدث في شهر أبريل من سنة 2011، إذ أن مقتل شاب صحراوي إثر تحرشه بإحدى الطالبات ليتدخل أصدقاء لها ويوجهوا إليه طعنات قاتلة. الطلبة الصحراويون استغلوا الواقعة لرفع مطالب الانفصال وتقرير المصير، وانخرطوا في عمليات تخريب ونهب واسعة كما أضرموا النار في المرافق الإدارية للحي الجامعي السويسي الأول، زيادة على تحطيم وتخريب بعض معدات ترامواي الرباط."نضال" هؤلاء الطلبة، الذين كان عدد لا بأس به منهم يشارك في دورات تكوينية وجامعات صيفية بالجزائر وبعض بلدان التي تعترف بالجبهة وبالجمهورية الصحراوية، لم يكن يقتصر على الأحياء الجامعية، بل كان متفشيا في حرم الجامعات إلى درجة أن غالبية الطلبة الصحراويين لا تنخرط في النضال من أجل القضايا والمطالب الطلابية، وتكون في طليعة المتحلقين عندما يتعلق الأمر بتنظيم حلقية لترديد شعارات مطالبة بتقرير المصير أو شن هجوم أو اعتداء على أستاذ أو طالب آخر ليحولوا الواقعة إلى مهرجان لترويج الأطروحة الانفصالية.. محمد أرحمني

الجامعات… منبر آخر لمطلب “تقرير المصير”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزاكي غاضب من لاعبيه

الرميد يعد بتحسين ظروف عمل القضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات