12 سنة سجنا لقاتل زوجته بتاونات

الضابطة القضائية استمعت إليه في محضرين وأسرته تشبثت برواية الانتحار طوت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، الملف رقم 14/13 المتعلق بقتل زوج لزوجته نواحي تاونات وادعائه انتحارها، بعدما ناقشته صباح الاثنين الماضي في ثاني جلسة منذ تعيينه في 19 فبراير الماضي، والاستماع إلى المتهم المعتقل بالسجن المحلي عين قادوس، ووالدته وأختيه وأقارب الضحية الذين انتصبوا طرفا مدنيا ، ومرافعات دفاع الطرفين والنيابة العامة. قضت بإدانة الزوج «ح. د»، فلاح في عقده الرابع، بـ12 سنة سجنا بتهمة «الإيذاء العمدي المفضي إلى الموت دون نية إحداثه»، مع أدائه 30 ألف درهم تعويضا مدنيا لكل واحد من المطالبين بالحق المدني «مح. ع» والد الضحية ووالدته «مر. ع»، اللذين استمع إليهما في جلسة المناقشة. وتعود وقائع القضية إلى أشهر خلت لما أشعرت عائلة الضحية بوفاتها قبل تنقلها إلى منزلها وإخبار الدرك بالحادث وحضورهم وإنجازهم محضر معاينة والاستماع إلى إفادات الزوج وعائلته في محضر قانوني أكدوا فيه جميعهم، انتحار الزوجة الأم لطفل صغير. لم تنطل هذه الحيلة التي ابتدعتها عائلة الزوج، على أصهاره والمحققين خاصة أنهم لم يعاينوا أي أثر لغبار في العمود الخشبي الذي زعم المتهم تثبيت زوجته غطاء رأسها به قبل الانتحار بالاستعانة بكرسي خشبي. وكانت الهالكة المعروفة بنحافة جسدها، التي لم تزر عائلتها طيلة أسابيع سبقت وفاتها، ممدة ومحاطة بلحاف في قلب الغرفة، حين حضور والدتها، وقد بدت عليها زرقة على خدها وعلى عنقها آثار جرح غائر وعزاه الزوج حين الاستماع إليه تمهيديا إلى «الفولار» المستعمل في الانتحار، فيما أكد التشريح الطبي الذي أخضعت إليه، وفاتها خنقا.في أول محضر استمع فيه إلى الزوج المتهم، تشبث برواية انتحار زوجته دون أن يقدم أسباب مقنعة لإقدامها على ذلك، ما استحضره حين الاستماع إليه من قبل هيأة الحكم، لكن مواجهته بحقائق صادمة حين أخذ أقواله من قبل الضابطة القضائية للدرك، جعله ينهار بعد محاصرته بأسئلة دقيقة حول الكيفية التي قد تكون استعملتها في شنق نفسها أمام ضيق الغرفة وعلوها.تحدث عن قطع «الفولار» الأحمر الذي استعملته الضحية في الانتحار، بسكين جلبه من المطبخ في قصة لم تقنع الضابطة، خاصة أمام عجزه عن تقديم أجوبة مقنعة لكيفية رفع الضحية. لكنه سرعان ما اعترف بجريمته في حق أم ابنه بسبب خلاف بسيط.لم يستسغ الزوج إهانته أمام أخته فانفجر غضبا ولحق بزوجته إلى غرفتها حيث اختارت الانزواء تلافيا لأي تطورات غير محمودة لنزاع بسيط. لكن ذلك لم ينفع أمام إصرار الزوج على الانتقام لكرامته، اعتقادا منه أن رد فعل الزوج، دليل على عدم احترامها له، قبل أن يحكم قبضته على عنقها ويمسك بيدها تلافيا للمقاومة، إلى أن أحس بها جثة هامدة بين يديه.غادر الزوج الغرفة قبل أن يعود بعد نصف ساعة للتيقن من وفاة زوجته، ليفكر مليا في طريقة يخفي بها الجريمة، بادعاء انتحارها، كرواية تشبث بها أمام المحكمة حين الاستماع إليه ومحاصرته بمجموعة من الأسئلة الرامية إلى كشف حقيقة ما وقع، مدعيا ترهيبه وتعنيفه من قبل عناصر الدرك حين الاستماع إليه في مرحلة ثانية بعد انفضاح رواية الانتحار. وتشبثت أم المتهم وأخته، برواية انتحار الزوجة «ف. ع»، إلى درجة حكيهما القصة ذاتها بالطرق ذاتها، رغم اطلاع الأولى على الصور التي أخذت للضحية بعد تنقل الدرك، ومحاصرتها وابنتها بعدة أسئلة دقيقة، فيما ذكر ممثل النيابة العامة بغياب أي دليل أو قرينة على الانتحار، والشكوك التي راودت عائلة الزوجة والضابطة القضائية، خاصة بعد ظهور نتائج التشريح.وقال إن أخت المتهم من أججت المشاكل، التي قالت حين الاستماع إلى إفادتها تمهيديا، إن أخيها أخبرها بقتله زوجته، شأنها شأن الأم، مبررا الجرح البادي على عنق الضحية بآثار ظفر أصابع زوجها حين إحكامه قبضته على عنقها، فيما تساءل دفاع المتهم عمن كسر قفل باب الغرفة المحكمة الإغلاق من الداخل، متحدثا عن انتزاع اعترافات بالعنف من موكله.حميد الأبيض (فاس)

12 سنة سجنا لقاتل زوجته بتاونات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهم بالنصب بمراكش

محاكمة ثلاثة أقرباء متهمين بالقتل العمد بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات