ترجمة : شركات عالمية مشتركة لمواجهة الضرائب

المؤسسات متعددة الجنسيات تتهرب من أداء واجباتها تعد جزر فيرجي البريطانية، فضاء مناسبا لرجال الأعمال، إذ تم تعداد 34 شركة للفرد الواحد، أما بالنسبة إلى جزر كايمان، أو جزر ترينيداد وتوباغو، فإنها لا تمنح فقط الشواطئ الخلابة، بل توفر كذلك ملاذا آمنا للشركات متعددة الجنسيات، وجنة دون ضرائب. الصحيفة الفرنسية "كوريي أنتيرناسيونال" نشرت ملفا خاصا في الموضوع في عددها 1171، والذي تقدم "الصباح" ترجمة لأهم مضامينه. يظهر إبداع المحامين أن هذه الدويلات الصغيرة ليس لديها ما يدعو إلى القلق حيال مضاربات البنوك المركزية في العالم، وذلك لعدم وجود ترسانة قانونية لمحاربة التهرب الضريبي، كما يتضح من سجلات التسريبات التجارية في الخارج. ومن بين التقنيات المستعملة "السندويش الهولندي"، الذي يفسر جاذبية الشركات الفردية.على الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، وبالضبط في سنغافورة، حيث الملاذ المزهر للثروات الكبرى والمحتالين الحقيقيين، التي تقوم بمحاولة لإنقاذ سمعتها ما يدعو إلى الاعتقاد أن الجيوب الممتلئة لا تتكلم إلا لغة واحدة، وهي "تجارة الخارج".في سنة 1922، افتتح فلوريس هازيميير، مصنعا للصناديق الكهربائية في بلدة هولندية، بعد الحرب الحرب العالمية الثانية، أصحبت الشركة التي تطورت تحت اسم "هولند سينيال" واحدة من الشركات المعروفة في قطاع الدفاع في هولندا، وفي سنة 1990، ضمتها شركة "طومسون سي إس إف"، المتخصصة في قطاع الدفاع، والتي غيرت اسمها بعد ذلك، ليصبح سنة 2000 "تاليس".يوظف الفرع الهولندي لشركة "تاليس"، ألفي عامل، كما أن لديه مواقع تابعة في هويزن، وهوتين، ودلفت، إيندهوفن، وأنشيد، والأنشطة التنفيذية لهذه الشركة تحمل بين طياتها حول إنتاج البرامج المتقدمة حول المراقبة الليلية، الموقع الداخلي لـ"تاليس"، لا ينص على أن الشركة موقعا في مطار "سخيبول" (أكبر مطار في أمستردام)، إذ يحتضن مركز التجارة العالمية، للتمويل والمقتنيات، ومنذ سنة 1999 بدأت "تاليس" في تعزيز فوائد عقودها بتركيا، وبولندا، والسويد، وكازا خيستان، واليونان، وروسيا. وفي سنة 2005، أضافت إليها عقودا في فنزويلا، والشيلي، والبرازيل، وخلال سنة 2012، تمركزت شركة "تاليس" الدولية الإفريقية في سخيبول، إلا أنه عبر هذه الشركات غير المحدودة تقوم "تاليس" بالاستثمار في شركات خارج الاتحاد الأوربي، حيث تستفيد من المعاهدات التي وقعتها هولندا مع الدول الأخرى، وهكذا على سبيل المثال، فإنه من الأفضل أن تستثمر بولندا عبر هولندا، على أن يكون الاستثمار في فرنسا مباشرة.وليست "تاليس" الوحيدة التي لجأت إلى هولندا لتحقيق بعض العمليات والعقود، فإن المجموعة الطاقية "EDF" تمتلك من خلال إحدى الشركات العالمية الهولندية حصصا في اثنتين من محطات الطاقة البولونية، بموجب المعاهدات الضريبية بين فرنسا وهولندا، إذ تنال بولندا 10 في المائة على الأتاوات، لكن بموجب أن المحطات البولندية تدخل في نطاق المعاهدة الموقعة بين بولندا وهولندا، فإنها تخضع لضريبة قدرها 5 في المائة.في بداية السنة الجارية، ومع حصول الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو، على جواز سفر روسي، الذي كان يحاول التهرب من الضرائب بنسبة 75 في المائة، أثيرت ضجة كبيرة في فرنسا، إضافة إلى إعلان برنارد أرنو، الرئيس التنفيذي لشركة السلع الفاخرة لمجموعة "LVMH"، وهو أغنى رجل في فرنسا، عن مخططه للانتقال إلى بلجيكا، حيث أثار جدلا كبيرا، وقد اتضح أن الشركات الفرنسية التي تمتلك الدولة فيها نصيبا هاجرت هي الأخرى إلى هولندا لأسباب ضريبية.وهكذا، فإن مجموعة من الطاقة الفرنسية GDF سويز، إضافة إلى أنشطتها عبر بعض الشركات العالمية في هولندا، فإنها أضافت إنتاج الغاز في بحر الشمال، مع إعطاء الأولوية لمصالح الغاز في شمال إفريقيا، وأذربيجان، وقطر وأندونيسيا، وتملك الدولة الفرنسية حوالي 36 في المائة من رأسمال GDF سويز، إلى جانب الشركات الأخرى التي تساهم فيها الدولة كـ"فرانس تيليكوم" التي لديها شركات عالمية في هولندا دون موظفين، ووظفت "فرانس تيليكوم" أرباح أنشطتها في إسبانيا، والسويد، والعراق، والكونغو الديمقراطية، ومولدوفيا ضمن شركة عالمية للتدبير.ويعتبر أن الجانب الضريبي هو الدافع الأساسي، والمحرك لتأسيس الشركات في هولندا، إلا أن هناك دوافع وعوامل أخرى تؤثر على القرار، وكمثال على ذلك شركة "رونو نيسان"، وهو مشروع مشترك فرنسي ياباني لصناعة السيارات، وإنشاء هذا المشروع المشترك في فرنسا، يمكن أن يكون غير مقبول، وفي اليابان أيضا، لذا تم اختيار دولة "محايدة"، وهو العامل الذي أدى إلى تأسيس العديد من الشركات المشتركة، أخيرا، في هولندا، حسب العديد من عملاء الضرائب، وهو ما يفسر تموقع الدفاع والفضاء في EADS. المغرب يواجه الحسابات المصرفية في عين تيزغة، إحدى القرى الصغيرة داخل غابة بنسليمان، على بعد 55 كيلومترا من الدار البيضاء، يمثل قطاع استخراج الأحجار، واحدا من أهم المصادر الرئيسية للعائدات المادية، إذ سجل 18 موقعا بالمنطقة.ولا يصرح المستعملون بكل ما يستخرجونه، من حصى، ورخام، والحص الرملي، وفق التقرير المحلي حول الموارد المالية المحلية خلال سنة 2009، إذ قدم للإدارة العامة، أنه فقط 30 في المائة، من المواد المستخرجة يتم التصريح بها للجماعة، وتصفح صحافيين مغربيين، من أحد المواقع الإلكترونية المغربية، الميزانية العامة لهذه الشركات ضمن تحقيق أنجزوه، إذ يكشف الامتيازات التي يتمتع بها بعض السياسيين، كما يسلط الضوء على أنشطة شبكة محدودة ومنظمة حول دوائر السلطة.أول رخصة لاستغلال الملك الغابوي العام، ترجع إلى 1998، واستفادت منها شركة "أزيكوما" المغربية، وفي 2007، أحد المستغلين للعقد الأول حصل على رخصة ثانية للاستغلال، لكن هذه المرة ملكا خاصا بالشراكة مع شركة يقع مقرها في لوكسمبورغ، وتعذر معرفة من يقف وراء هذه الشركة حيث لا يمكن التوفر على المعلومات المتعلقة بها، خاصة أن دوقية لوكسمبورغ تعد ملاذ المتهربين من الضرائب داخل الاتحاد الأوربي، كما أن المعلومات البنكية في غاية السرية.في سنة 2011، يعرف هذا المقلع تغييرا في مالكه، ما طرح سؤالا حول كم نسبة مردوده بين 2007 و2011، إذ خلصت الإجابة إلى عدم احتساب الأرباح في الميزانية السنوية، التي أعلن مباشرة عنها عن عجز في النتائج.على بعد كيلومترات من عين تيزغة، وفي سنة 2009، استطاعت شركة البناء "سوبليي" من الحصول بدورها على رخصة لاستغلال مقلع صخري على مساحة 51 هكتارا، بشراكة مع شركة غير معروفة ذات مقر في جزر فيرجي البريطانية، وهي شركة "ميلينيوم أنفست ليميتيد"، وضعت قدمها للمرة الأولى بالمغرب في يونيو 2008، ممثلة في شخص أنطونيو مفيكا، مدير الترواث في جنيف، ومدير شركة "ديكستيما" للاستشارات المتخصصة في الحسابات والتحسين الضرائبي.ما هي أنشطة هذه الشركات بالمغرب؟ الإجابة على هذا السؤال، تكمن في أن الاستثمار في مشاريع سياحية وعقارية، يدخل في إطار شركات أخرى قانونية تابعة للشركة الأم، من بينها "الرباط ريل إستيت"، و"اسمنت ساندر أند ساند" للبناء، و"سوبليي"، هذه الأخيرة هي المالكة لرخصة استغلال المقالع الصخرية تعلن في آخر المطاف عن 0 في نشاطها، وعجز في نتائجها. ترجمة: ياسين الريخ بتصرف (عن كوريي أنترناسيونال)

ترجمة : شركات عالمية مشتركة لمواجهة الضرائب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حديث الصباح : طالبان بين ظهراني علمائنا...

محاكمة متهم بالنصب بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات