الموقف من الصحراء يفرق الرفاق

بغض النظر عن الخلافات ذات البعد التنظيمي، والمتعلقة بالمداخل الممكنة والسيناريوهات المؤسسة لورش الوحدة، تشتد الفرقة بين أحزاب اليسار على مستوى الموقف من الصحراء المغربية، إذ في الوقت الذي يتبنى فيه اليسار الحكومي والبرلماني الموقف الرسمي بخصوص القضية الوطنية الأولى، يصر بعض أطراف اليسار الراديكالي على معاكسة الإجماع الوطني .وتجسدت هذه الفرقة بشكل واضح لمناسبة ندوة سياسية عقدت، أخيرا بمراكش، إذ اضطرت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، إلى التدخل في مواجهة المواقف الراديكالية بهذا الخصوص، عندما طالبت بتأمين الاختلاف بخصوص القضية، موضحة لرفاقها في النهج الديمقراطي الاشتراكي أنه لا يمكن الاستمرار في وصف الانتصار للقضية الوطنية بـ»العمالة للمخزن».من جهته، دافع مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، عن مواقف الأطراف الأخرى بالتشديد على أنه لا يمكن لأي تنظيم أن يغير قناعاته، وأن كل ما يمكن الالتزام به في هذا الموضوع هو التركيز على القواسم المشتركة»، مذكرا أن أصحاب هذا الموقف اعتقلوا، لا لشيء، سوى لأنهم اقترحوا، منذ البداية، الحل السياسي المتفاوض بشأنه تحت إشراف الأمم المتحدة.وفي الوقت التي ذهب فيه البراهمة إلى حد المطالبة بـ «طرح قضية الصحراء للنقاش العمومي، كي لا تبقى حكرا على الرسميين»، جدد عضو حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، محمد بلاط، التذكير أن «ليس كل من يطرح الوحدة الترابية يدافع عن أطروحة المخزن»، وذلك على أن «الروابط القوية بين أبناء الأقاليم الجنوبية وباقي المغاربة واضحة، ناصحا بقراءة ما كتبه الزعيم الاتحادي المغتال عمر بن جلون حول القضية.ويتجاوز التناقض الذي يطبع المواقف اليسارية حول قضية الصحراء السجال الفكري والإيديولوجي، كالذي حدث في ندوة مراكش حول «الوضع السياسي الراهن ومهام اليسار» بين أحزاب اليسار الاشتراكي الموحد، والنهج الديمقراطي وحزب الطليعة بالإضافة إلى المؤتمر الوطني الاتحادي، ليمتد إلى قواعد اليسار التي بدأت تميل، بعد أحداث مخيم «أكديم إيزيك»، إلى الأصوات اليسارية الداعية إلى تحصين الوحدة الترابية.وتؤشر حدة النقاش في ملف الصحراء والصحراويين، بحسب المتتبعين، على أن القضية ستشكل عقبة حقيقية في وجه كل طموح نحو التقارب بين أحزاب اليسار، وذلك في ظل استمرار تشبث كل طرف بموقفه. كما ينتظر أن تشكل مسألة الصحراء أهم نقاط الخلاف بين قوى اليسار الراديكالي وأحزاب اليسار المشاركة في العملية السياسية، التي تعتبر القضية الوطنية خطا أحمر لن تتنازل بشأنه، وذلك في وقت تركب فيه الأولى الملف من أجل مؤاخذة كل من (الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية) عن التبني المطلق لمواقف الدولة كما كان الحال باختيارها عدم الخروج ضمن فعاليات حركة 20 فبراير، وهو ما وصفته منيب بـ «الخذلان الكبير».ياسين قطيب

الموقف من الصحراء يفرق الرفاق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أئمة مساجد بتاونات غاضبون من "ابتزاز" موظفين

ضريف: تاريخ اليسار حافل بإخفاقات التوحيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات