مجلس الجالية يناقش واقع الإسلام في الغرب

أحمد المديني والمصري إبراهيم عبد المجيد يستعرضان واقع الرواية العربية تواصلت أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار الدورة 19 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بتنظيم ندوة في موضوع "واقع الإسلام في الغرب وضرورة تجديد الخطاب الديني" شارك فيها مجموعة من الباحثين والمهتمين.ومن بين المشاركين خلال الندوة طارق أوبرو، الإمام الأكبر لجامع بوردو والرئيس الشرفي لجمعية أئمة فرنسا، الذي اعتبر الأحكام الدينية للإسلام تطبق في كل مكان، وأن البعد الثقافي للإسلام سلوكا اجتماعيا وحضاريا يعيشه المرء وفق السياقات التي يوجد بها.قال أوبرو إن "الإسلام في الغرب محكوم بمنطق هوياتي لا بمنطق عقدي وصوفي"، داعيا في هذا الصدد إلى بلورة خطاب ديني جديد على ضوء المتغيرات المرتبطة على الخصوص بالعولمة، ومحاولة تكييف أحكام الشريعة مع الواقع الاجتماعي والنفسي والسياسي الذي يعيشه المسلمون بالغرب.أما خالد حجي، الكاتب العام للمجلس الأوربي للعلماء المغاربة، فاعتبر أن المسلمين بالغرب مطالبون بمراجعة العلاقة بين الاعتقاد والانتماء متسائلا عن دلالة الحديث عن مسلمي الغرب، وعما إذا لم يكن في ذلك تمييز غير دقيق قد يخلق نوعا من الالتباس.من جهته، اعتبر الباحث رشيد إد ياسين الاجتماعي والمتخصص في علم الأديان أنه من الناحية القانونية، فإن الجالية المسلمة بالغرب يمكن تقسيمها إلى أربع فئات، تشمل مواطني بلدان الاستقبال ممن يعتنقون الإسلام، لكنهم ينتمون إلى الثقافة الغربية، والمقيمين وهم أجانب اختاروا العيش بالغرب وتفاعلوا مع القيم الاجتماعية والثقافية هناك، إلى جانب المهاجرين المقيمين بشكل مؤقت، والمهاجرين السريين. إلا أنه يضيف فئة أخرى تضم الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام، والذين يعيشون إسلامهم بطريقة مختلفة.وأكد المتدخل ذاته أنه الضروري مواكبة الأئمة حتى يصبحوا قادرين على التواصل ليس فقط مع المسلمين، ولكن مع الناس جميعا، وذلك ليدركوا غاية التعايش في هذه المجتمعات. كما أن تكوين الأئمة على ضوء السياق المحلي، أصبح أساسيا حتى يتمكنوا من إدماج المجال العام بالغرب في الإطار الإسلامي.كما أشار إد ياسين إلى أن هناك تمايزا بين الطريقة التي يعيش بها المسلمون إسلامهم في الغرب على المستويين العقدي والسلوكي، ففيما يرتبط "بالمعاملات"، هناك نوع من المرونة، فالمسلمون مثلا لا يحتفلون بالزفاف بالطريقة ذاتها في أندونيسيا ومالي والولايات المتحدة الأمريكية. وبالمقابل فإن "العقيدة والعبادات" لها صورة وحيدة عبر العالم، فالكل يتجه في صلاته نحو القبلة أينما كان.ومن جهته، أبرز طارق أوبرو أن الانتماء للإسلام يفرض تبني قيم ثقافية قابلة للتغير تمكن من تلقي ونشر الدين الإسلامي، مضيفا أن العنصر الديني يبقى أساسيا، لكنه ليس الأوحد في تحديد الهوية الإسلامية.وفي سياق الندوات التي تحتضنها الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، شارك الروائيان المغربي أحمد المديني والمصري إبراهيم عبد المجيد، في ندوة بعنوان "الرواية العربية وأسئلة الكتابة والواقع".واعتبر المديني في مداخلته أن الرواية نقد جوهري للحياة لكن بأدواتها الفنية وتقنياتها الجمالية، ذلك أن الواقعية لا تكمن في نسخ الواقع والتوسل بتطوراته الظرفية.كما أكد المديني أن التخييل هو ما يصنع هوية العمل الأدبي باختلاف عن الكتابة التقريرية ذات الطابع الخطابي الوعظي، مشيرا إلى أن "المجتمع الذي لا يقبل البوح لا يقبل التخييل".وخلص المديني إلى أن الكاتب الذي يساهم في تطور مجتمعه هو الذي يحقنه بالخيال ويسبغ عليه قيم الجمال، لا من يوثق ذلك المعيش اليومي الذي يتقاسمه الجميع، بلا "صنعة سردية" تصنع فنية العمل الإبداعي وخلوده.من جهته، اعتبر المصري إبراهيم عبد المجيد، أن البناء الفني أهم من موضوع الرواية، فالكاتب يتميز عن غيره بسؤال "كيف يكتب؟" لا "ماذا يكتب؟".واعتبر عبد المجيد أن عودة الهاجس السياسي بقوة في بداية الألفية أعاد سؤال الواقع إلى المشهد الأدبي في حين أن الأفكار مكانها الصحيفة والكتاب النظري، أما الرواية فهي مسكن الأحاسيس والإشراقات الروحية. إن الواقع الذي تحتفي به الرواية هو قضايا الوجود الإنساني الأزلية مثل سؤال الوجود والحب والاغتراب.عزيز المجدوب

مجلس الجالية يناقش واقع الإسلام في الغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حكومة بنكيران... المعارضة من الداخل

اعتقال مغتصب أطفال بمحل مهجور بخنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات