ضريف: استعمال الحكومة لغة المعارضة يعني إخفاقها

أعطى محمد ضريف تفسيرا لظاهرة يرجع فيه سبب استعمال أحزاب الأغلبية لخطاب المعارضة، إلى إخفاقها في تنزيل ما وعدت به من تعهدات وتنفيذ ما التزمت به مع المواطنين سواء في برامجها الانتخابية أو على مستوى التصريح الحكومي المشترك. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن الساحة السياسية المغربية تعيش على وقع تداعيات إشكالية حقيقية على مستوى الحدود الفاصلة بين دور المعارضة ودور الأغلبية، معتبرا أن المنطق الديمقراطي يقتضي، على عكس ما هو حاصل حاليا، أن يكون هناك نوع من التمايز بين خطاب التحالف المكون للحكومة وخطاب الأحزاب الموجودة في صف المعارضة.كما أوضح ضريف في تصريح لـ" الصباح" أنه يفترض في كل تحالف حكومي أن يتوفر على قدر معين من التماسك والتناسق، على اعتبار أن عملية تشكيل التحالفات الحكومية تبدأ أولا بعقد توافقات سياسية تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين مكونات الأغلبية، مع ما يتطلبه ذلك من العمل على تذويب الفواق والتناقضات التي قد تكون بين خلفيات وتوجهات كل مكون على حدة.وأضاف أن هذه التوافقات السياسية يتم تكريسها بواسطة آليات دستورية، تتمثل في ضرورة صياغة برنامج حكومي يتم تقديمه إلى المؤسسة التشريعية قصد المصادقة عليه، وأنه بمقتضى تلك المصادقة تشرع الحكومة في ممارسة مهامها، ليخلص إلى أن أهم شروط قيام التحالفات الحكومية العمل ببرنامج موحد وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون توفر حد أدنى من الانسجام بين المواقف السياسية لأحزابها، وأنه بمقابل ذلك لا يشترط في جبهة المعارضة أن يحصل الانسجام في مواقف مكوناتها وأن كل ما يطلب من الأحزاب المشكلة لها هو توجيه الانتقادات للحكومة كل حسب توجهاته.وتأسف ضريف لما يحدث مع حكومة بنكيران من عدم وجود حدود واضحة بين الخطابات السياسية على هذا المستوى، موضحا أن هناك معارضة في قلب الأغلبية، وهو ما يشوش في نظره على الرؤية داخل المشهد السياسي و يعقد من مأمورية المواطن في تحديد موقفه من مجريات الحياة السياسية الراهنة.واستبعد أن يكون للانتخابات المحلية المرتقبة أي دخل في اعتماد خطاب المعارضة من قبل أحزاب التحالف الحكومي، وذلك على اعتبار أن الانتخابات المحلية تحكمها محددات لا علاقة لها، أحيانا، بالعمل الحكومي، بالإضافة إلى أن الكتلة الناخبة المغربية ليست عقلانية في اختياراتها الانتخابية حتى يمكننا القول إن لجوء مكونات الأغلبية إلى استعمال خطاب معارض إنما يهدف إلى استمالة الناخبين خلال الاستحقاقات الانتخابية المحلية والجهوية المرتقبة.ويرى ضريف في استعمال خطاب المعارضة من قبل أحزاب التحالف الحكومي محاولة من الأخيرة لتبرئة ذمتها بتقاذف المسؤولية بينها أو بإلقائها على الآخرين سواء كانوا معروفين أوغير معروفين، في إشارة منه إلى تسميتهم من قبل رئيس الحكومة ب"العفاريت" و"التماسيح" و"الفلول".ياسين قطيب

ضريف: استعمال الحكومة لغة المعارضة يعني إخفاقها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توأمة بين المحمدية وأويراس البرتغالية

الأغلبية تبحث عن هويتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات