كرونولوجيا السقوط بأولاد زيان

بدأ مشروع سقوط قاض متلبسا بتسلم مبالغ مالية على سبيل الرشوة للتدخل في إصدار حكم قضائي، منذ مساء الخميس الماضي حين عثر المشتكي، محمد أيت بن علي، على الهاتف الشخصي لعبد العزيز أفتاني، برلماني العدالة والتنمية بوجدة، بعد استشارة مع أحد أصدقائه بعين السبع، حيث يملك المتقاضي مقهيين.أول اتصال ببرلماني العدالة والتنمية كان في الساعة الثالثة والنصف، من الهاتف الشخصي لصديق المشتكي الذي طلب من البرلماني ضرورة التدخل في توجيه ملف يندرج في صميم إصلاح العدالة وإنقاذها من براثن الرشوة والفساد واستغلال النفوذ. البرلماني، حسب مصادر الصباح"، طلب بعض التفاصيل الموجزة عن الملف وأطرافه، كيف أن يضرب موعدا للمشتكي صباح السبت الماضي بمحطة القطار الدار البيضاء المسافرين.في الساعة السابعة صباحا، ينزل عبد العزيز أفتاتي من القطار القادم من طنجة، ويجد في انتظاره محمد أيت بن علي محملا بحقيبتين من الوثائق التي تضم عددا من الأحكام والوثائق الرسمية لملف يتداول أمام المحاكم منذ 1991، ويتعلق بنزاع حول أرض للجموع بمنطقة افنوان التي تبعد عن الجماعة القروية تازناخت بـ20 كيلومترا التي تبعد عن ورزازات بحوالي 120 كيلومترا وصدرت فيه أحكام نهائية بالتنفيذ منذ 1995، لكنه مازال يتداول إلى حد اليوم، ومن المقرر أن تنظر محكمة الاستئناف بورزازات زازات اليوم (الثلاثاء) بحكم جديد فيه بعد المداولة، وهو الحكم موضوع الرشوة التي تورط فيها نائب الوكيل العام للملك بالمحكمة الاستئنافية بالجديدة. لكن ما علاقة نائب الوكيل العام للملك بالمحكمة الاستئنافية بالجديدة في ملف تجري أطواره في محاكم ورزازات؟يجيب المشتكي محمد أيت بن علي بتلقائية: المتهم كان قاضيا في المحكمة الاستئنافية بورزازات قبل 2012، سنة انتقاله إلى الجديدة، وله علاقة بعدد من القضاة بالمدينة، مؤكدا أنه تعرف عليه، بالصدفة، في أحد أيام 2010 بمقهى شهير قرب محطة ولاد زيان للمسافرين، وتوطدت علاقتهما منذ ذلك الحين.في الساعة السابعة والربع، يطلب البرلماني من المتشكي التوجه إلى أقرب مقهى من محطة الدار البيضاء للمسافرين لتناول وجبة فطور أصر البرلماني على أداء واجبها، قبل أن يطلب منه التوجه معا إلى سطات، حيث كان أفتاتي مرتبطا بموعد تنظيمي هناك. في المسافة الرابطة بين الدار البيضاء وسطات، اطلع البرلماني على التفاصيل الكاملة للملف، ومن ذلك أن نائب الوكيل العام للملك طلب مبلغ أربعة ملايين سنتيم للتوسط لدى هيأة المحكمة بورزازات لإصدار حكم في صالح المشتكي بحجة أن الطرف الآخر في الدعوى يقترح مبلغ ثمانية ملايين سنتيم. أثناء ذلك، يقترح البرلماني على المشتكي توجيهه إلى أقرب وكيل ملك من منطقة سكنى المشتكي، وفي هذه الحالة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لعين السبع.في الساعة التاسعة والنصف، يلتقي عبد العزيز أفتاتي والمشتكي ومحام وشخص رابع في مقهى الدار البيضاء قرب محطة القطار، وفي محيطهم كانت عيون الفرقة الوطنية تتجول في المكان، ما أكده محمد أيت بن علي الذي قال "إن الشخص الذي كان يجلس غير بعيد عنا في سطات، هو نفسه الذي رأيته في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بشارع إبراهيم الروداني".في الجسلة نفسها، يركب محمد أيت بن علي هاتف نائب الوكيل العام ويجيبه على مسمع من البرلماني والمحامي والصديق، فاتحا معه موضوع الرشوة، مؤكدا له أن قاضي ورزازات المعني يوجد الساعة بخريبكة، وحين يعود إلى الدار البيضاء "سنلتقي نحن الثلاثة لتسوية الموضوع"، قبل أن يذكره بالمبلغ المتفق عليه، وهو أربعة ملايين سنتيم.بعد نصف الساعة، يركب المشتكي الهاتف الشخصي بقاض بسطات سبق أن عرض خدماته عليه للتوسط له في إصدار الحكم. وقال محمد أيت بن علي أن قاضي سطات له علاقة صلة بقاضي الجديدة، وهي العلاقة التي عرفها المشتكي بالصدفة، حين كان يجلس يوم الأربعاء الماضي مع نائب الوكيل العام للملك في مقهى غير بعيد عن فندق حياة ريجنسي، بحضور صديق للمشتكي. في هذه الأثناء، اتصل النائب بقاضي سطات، وحين عرف أنه يجلس مع المشتكي وسبق أن التقى به في مقهاه في عين السبع خاطب النائب قاضي سطات قائلا: "واش فايت منك نجرتيه"، في إشارة إلى أخذ مبالغ منه على سبيل الرشوة في ملف معين. يوسف الساكت

كرونولوجيا السقوط بأولاد زيان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يشهد تحولا ديمقراطيا هادئا

اعتقال شيخ بسلا بتهمة اغتصاب قاصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات