تمثيلية وازنة لأعيان الصحراء داخل الأحزاب

الوزن الانتخابي للأعيان ومكانة الصحراء المغربية عوامل مفسرة للاهتمام المتزايد بهذه الفئة طفت على سطح الحياة الحزبية في السنوات الأخيرة ظاهرة استقطاب الأعيان المنتمين إلى الأقاليم الجنوبية، بالنظر إلى وزنهم القبلي والاجتماعي والانتخابي. وإضافة إلى الوزن الانتخابي لهؤلاء الأعيان ودورهم في استقطاب الناخبين، فإن لهم مكانة رمزية بالغة الدلالة، بالنظر إلى محورية القضية الوطنية الأولى، التي تجعل من الاهتمام بالأقاليم الجنوبية مسألة مصيرية. ووسعت قيادة الاتحاد الاشتراكي التمثيلية السياسية لجهة الصحراء في الدائرة الضيقة للقيادة، التي أصبحت تضم أربعة قياديين ينتمون إلى الأقاليم الجنوبية، وتمكنوا من الفوز بعضوية المكتب السياسي للحزب، وهي سابقة في تاريخ الأحزاب. وقالت مصادر"الصباح" إن الاتحاد الاشتراكي حرص خلال مؤتمره الوطني التاسع على توسيع تمثيلية أبناء الصحراء في هياكل الحزب، بما فيها المكتب السياسي، من خلال ضمان تمثيلية كل جهاته، رغم أن لا شيء يلزم القيادة بذلك.وقالت المصادر نفسها إن توسيع تمثيلية أبناء الأقاليم الجنوبية يكتسي طابعا سياسيا محضا، بالنظر إلى الأهمية والأبعاد التي تتخذها القضية الوطنية الأولى، دون أن يعني ذلك أن هؤلاء المناضلين "اختيروا" لعضوية المكتب السياسي ليس عن جدارة واستحقاق وانسجاما مع نتائج العملية الانتخابية، بل بسبب الانتماء الجهوي. ومن اللافت للنظر أن التنظيمات السياسية ظلت، في الفترة الأخيرة، حريصة على إدماج المناضلين المنتمين إلى الأقاليم الجنوبية في هياكلها، بالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها جهة الصحراء، وبحكم منطق العدل والإنصاف، الذي يفرض نوعا من التوازن في التمثيلية بين كل جهات وأقاليم المملكة، وهكذا أصبحت جل الأحزاب المغربية، خاصة الكبرى، ممثلة بمناضلين ينتمون إلى الأقاليم الجنوبية، ممن تمكنوا من الوصول إلى الأجهزة التنفيذية لهاته الأحزاب. في السياق ذاته، حرص ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على ضمان تمثيلية وازنة لأبناء الأقاليم الجنوبية في هياكل الحزب، إذ بالإضافة إلى اللجنة الإدارية التي تتوفر على عضوية عدد من أبناء هاته الأقاليم، يلاحظ أن المكتب السياسي للحزب يضم أربعة أعضاء ينتمون إلى الأقاليم الجنوبية، وهم حسن الدرهم، وحسناء أبو زيد، ورقية الدرهم، ومحمد بلفقيه. ولا ينصب اهتمام قيادات بعض الأحزاب على ضمان التمثيلية السياسية لأبناء الأقاليم الجنوبية في الأجهزة الحزبية، بل يتجاوز هذا الاهتمام المؤسسة الحزبية ليشمل السلطة الحكومية. ولا بد أن نستحضر، في هذا الإطار، أن من بين مبررات التعديل الحكومي الذي يطالب به حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ضرورة ضمان تمثيلية أبناء الصحراء في الجهاز الحكومي، إذ اعتبر أن إقصاء هذه الجهة، ينم عن إجحاف في حق المنطقة. عبد الله الكوزي

تمثيلية وازنة لأعيان الصحراء داخل الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قالوا ...

النخب الصحراوية من عباءة القبيلة إلى بذلة الحزب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات