لوحات في مسارات تهريب العملة

ضبط أعمال فنية بـ 650 مليونا يوظفها أثرياء لتحويل الأموال للخارج اهتدى أثرياء إلى طريقة من أجل تهريب أموالهم إلى الخارج والاحتفاظ بها خارج أعين الرقابة المالية إلى حين الاحتياج إليها، إذ يعمدون إلى اقتناء لوحات فنية لفنانين مغاربة مشهورين وإخراجها من المغرب والاحتفاظ بها في أماكن سرية آمنة. وأفادت مصادر "الصباح" أن سعر اللوحة يمكن أن يصل إلى 5 ملايين درهم أو أكثر، ويسهل نقلها، أثناء السفر إلى الخارج، دون أن تخضع إلى مراقبة الجمارك في النقط الحدودية لسهولة إخفائها. وأوضح مصدر "الصباح" أن سوق اللوحات والمنتوجات الفنية لا يخضع لتقنين خاص، ما يجعل الاستثمار فيه خارج دائرة مصالح مديرية الضرائب. لذا، فإن العديد من أرباب المقاولات والأثرياء يفضلون اقتناء التحف الفنية بمختلف أنواعها لأن مردود توظيف الأموال في اقتناء اللوحات والمنتوجات الفنية مضمون ومعفي من كل أشكال التضريب، كما أنه يسهل تهريبها إلى الخارج بالاستعانة بأشخاص محترفين في هذه الأنشطة. وتمكنت عناصر الجمارك من ضبط أربع لوحات كان أحد المغاربة المقيمين بالخارج يحاول إخراجها إلى إيطاليا، وبعد البحث معه تبين أنه مجرد ناقل وأن صاحبها ثري مقيم بطنجة، كان ينوي إخراجها من المغرب بالاستعانة بخدمات مغربي مقيم بالخارج. وأكد الشخص الذي ضبطت معه اللوحات الفنية أنه سبق أن أخرج لوحات في ملكية الشخص ذاته، ما يزال يحتفظ بها عنده بإيطاليا، مضيفا أنه لم يكن يعلم أن القانون يمنع نقل أعمال فنية من المغرب إلى الخارج. وقدرت الجمارك القيمة الإجمالية لهذه اللوحات في 6.5 ملايين درهم (650 مليون سنتيم)، علما أن إعادة بيعها يمكن أن تدر مداخيل مضاعفة، بالنظر إلى الانتعاش الذي تعرفه سوق الأعمال الفنية بأوربا. وأشار المصدر ذاته إلى أن أثرياء يجدون في اللوحات الفنية فرصا لتحقيق أرباح لا يمكن تحصيلها في أوجه التوظيف الأخرى، كما أن الأرباح المحققة من هذه التجارة تظل معفية من الضرائب، ما دفع العديد منهم إلى الإقبال على سوق التحف والأعمال الفنية، سواء من قبل أصحاب "الشكارة"، أو الوسطاء، الذين اقتحموا المجال دون دراية بتقنيات الفن التشكيلي أو القطع الفنية والمدارس الفنية. وتحول سوق الأعمال الفنية إلى مجال، أيضا، لتبييض الأموال، إذ أن العديد من أصحاب الأموال المتأتية من نشاطات غير قانونية يعمدون إلى اقتناء أعمال فنية بمبالغ هامة، ويعيدون بيعها، في ما بعد، ولو بأسعار أقل من ثمن الشراء، لأن الهدف وراء نشاطهم هو تبييض الأموال أو تهريبها وليس تحقيق الربح ويستعين بعض السماسرة والوسطاء بمستشارين فنيين من أجل تحديد اللوحات التي يمكن أن يحققوا من بيعها هامش ربح مهما. وهناك من يترصد بعض جامعي اللوحات الفنية من أجل اقتناء ما لديهم من تحف، خاصة أن عددا منهم لا يلمون بخصائص هذه اللوحات وبقيمتها الفنية، ما يجعلهم يبيعونها بأسعار زهيدة، ليعاد بيعها وتحقيق هامش ربح هام بالخارج. عبد الواحد كنفاوي

لوحات في مسارات تهريب العملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإرث والسحر وراء جريمة سيدي بنور

"فين مشات 524 مليار ديال التقاعد؟"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات