الشنا: الأطفال المتخلى عنهم سيحاكموننا بعد 20 سنة

«تنظيم الإجهاض في المغرب أصبح أمرا ملحا»، هكذا ظلت عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسوي، تصرخ منذ سنوات نضالها إلى جانب الأمهات العازبات، ووحدها تعرف أن كل هؤلاء الأطفال الذين يولدون خارج مؤسسة الزواج سينتجون جيلا من المعقدين والمنحرفين «الذين لن يرحموا المجتمع مستقبلا مادام هذا الأخير لم يرحمهم. أطفال متخلى عنهم، تقول الشنا، لا يتمتعون بالمواطنة الكاملة وسيأتي يوم «سيقاضون فيه الدولة المغربية على ذلك لأنها حرمتهم من حق إلحاقهم بنسب آبائهم الطبيعيين». الشنا ما فتئت تطالب الجهات المسؤولة بأن تتحرك لتعديل القانون الخاص بحقوق الأمهات في حالات الاغتصاب أو زنى المحارم، «ذلك لأننا نقع في حالات قصوى يكون فيها الإجهاض الحل الأمثل والوحيد، إلا أننا نصطدم بحاجز القوانين الحالية المتعلقة بهذا الأمر. كيف يعقل لفتاة تعرضت لاغتصاب جماعي، أن تحتفظ بالجنين؟ وكيف لامرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة أن تنجب طفلا من المفترض أن تعتني به وتوفر له كل احتياجاته؟ وكيف لجنين نتج عن زنى المحارم أن ينجب؟.«الأم تيزيزا المغرب» لن تكتفي بطرح الأسئلة الصعبة، بل تعطي أمثلة من واقع معايشتها الميدانية لحالات يصعب على المرء تصديقها، منها تلك المعاقة ذهني التي تعرضت لاغتصاب نتج عنه حمل غير شرعي، والأكثر من ذلك، بعد الفحوصات الطبية التي أجريت لها، اكتشف أن الجنين غير طبيعي أيضا، فكيف يعقل أن معاقة تتكلف برضيع معاق؟ وحالات أخرى كانت دون حل باستثناء الإجهاض. من أجل ذلك تحديدا، تطلب الشنا بتقنين الإجهاض في الحالات القصوى، في المستشفيات العمومية وليس في السر. و»هذا لا يعني أنني أشجع على أن يكون الإجهاض في المراحل الأولى بالنسبة إلى الحالات التي لا تعتبر قصوى، فعلى العكس من ذلك، في تلك الحالات وقبل أن تفكر الأم في التخلص من الجنين يجب أن تمر من المراحل الأولى وأن تحاول إقناع والد الجنين بالزواج وعدم التخلي عنها وعن جنينها وبحلول أخرى».ورفعا لكل لبس، تقول الشنا «لا يمكنني وأنا أعيش في دولة إسلامية أن أحلل ما حرم الله. هناك آية صريحة تقول: (ادعوهم لآبائهم)» وأوضحت الشنا «وازمان كان عند المغاربة الإلحاق والنصابة، كان الرجل يسافر كثيرا وقد يتزوج بالفاتحة بأكثر من امرأة وعندما تلد المرأة يلحق الابن بنسبه. «واش بغاونا نطيحوا في زنا المحارم»، «هناك حالات وردت علينا في الجمعية تبين فيها أن أخا تزوج أخته وآخر ابنته».وتستدل الشنا بدراسة، أنجزتها جمعية التضامن النسوي، خلصت إلى أن حوالي 500 ألف طفل مغربي ولدوا خارج مؤسسة الزواج بين سنتي 2003 و2009، حسب ما جاء في دراسة عن هذا الموضوع. مضيفة أن هؤلاء الأطفال ولدوا من طرف 200 ألف أم عازبة، وأنه يولد يوميا 100 طفل خارج إطار الزواج، وأن 24 طفلا يتخلى عنهم في الشارع يوميا.وحذرت الشنا من ارتفاع العدد خلال الـ20 سنة القادمة بنسبة 50 في المائة في حال لم يتدخل المسؤولون المغاربة بإعادة النظر وتعديل الفصل 446 من القانون الجنائي. يوسف الساكت

الشنا: الأطفال المتخلى عنهم سيحاكموننا بعد 20 سنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمينة وسمية... أمان عازبان مغتصبتان

بنسليمان: الإجهاض أحد حلول ظاهرة التخلي عن الأطفال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات