مآس اجتماعية بآسفي بسبب القمار

أشخاص وجدوا أنفسهم رهينة لأوكار القمار بعدما خسروا كل شيء تنشط بآسفي، عدة محلات للقمار، سيما بالأحياء الشعبية، والتي يجني أصحابها مبالغ مهمة، في حين تتسبب هذه المحلات في مآس اجتماعية عدة لروادها، تصل حد الإفلاس، مع ما يواكب ذلك من اضطرابات في الحياة الأسرية، كما هو حال العديد من الأشخاص، الذي استقت «الصباح» آراءهم، في وقت تقوم المصالح الأمنية بحملات من حين لآخر. وتحتضن عدة أحياء بآسفي، محلات للقمار، وتبدو هذه المحلات في ظاهرها مقاه، لكن بمجرد أن تلج إليها، حتى تكتشف زبناء من نوع خاص.. ليسوا رواد مقاه، بأكثر ما هم نشطاء القمار، وزبناء معتادين لمثل هذه المقاهي مع وقف التنفيذ.بهذه المقاهي، المنتشرة بأحياء الكورس وكاوكي والمدينة القديمة، تجد كل ما قد تحتاجه في القمار، من قروض بالفائدة وغيرها من الأنشطة.وإذ كانت هذه المقاهي تنشط أكثر في شهر رمضان، فإن رمضان الأخير، عرف قيام عناصر الشرطة القضائية، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة، بحملة أمكنت من إيقاف عدة أشخاص، وتقديمهم للعدالة، لتتم إدانتهم، طبقا للقانون، في وقت تحدثت عدة مصادر، عن عدم حجز مبالغ مالية مهمة، تواكب ما يتم تداوله من مبالغ بهذه الفضاءات، التي تشتغل بشكل غير قانوني، وتتجاوز القمار إلى ممارسات أخرى من قبيل منح قروض بالفائدة، وغيرها من السلوكات الأخرى، التي يعاقب عليها القانون.ويشير نادل بمقهى للقمار بآسفي، في حديثه إلى «الصباح»، إلى أن زبناء هذه المحلات أو المتعاطين للقمار، لا يمكن تصنيفهم من خلال مستواهم المعيشي أو التعليمي، «فهذه المحلات يتردد عليها أشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية، إذ يمكن أن تجد الطبيب والمهندس، كما يمكن أن تجد العاطل أو ذوي السوابق»..بالمقابل، يشير العديد من السكان، الذين يقطنون بجوار هذه المحلات، إلى ما يعانونه، نتيجة الفوضى والضوضاء التي يحدثها بعض الأشخاص المترددين على هذه المحلات، من كلام ناب ومشاجرات، تتطلب في بعض الأحيان تدخل عناصر الشرطة.ويتسبب القمار في العديد من المآسي الاجتماعية، كحالة العشرات من الأشخاص بآسفي، الذين تقطعت بهم السبل، ووجدوا أنفسهم رهينة للقمار.«عزيز».. أستاذ بالسلك الثانوي الإعدادي، واحد من الأشخاص الذين يترددون على أحد محلات القمار منذ مدة طويلة، إذ أن إدامنه على هذه المحلات، جعله يعيش مششاكل اجتماعية جمة، بعدما وجد نفسه مرغما على الطلاق، بعدما رفعت به زوجته دعوى للطلاق، نتيجة إصراره على التعاطي للقمار، إذ أن أزيد من نصف أجرته يخسره في التعاطي لشتى أنواع القمار، وهو وضع أصبح يعيش معه مشاكل مادية خانقة، بعدما أثقلت الديون كاهله، لتقرر الزوجة اختيار طريق الطلاق، لوضع حد لهذه المعاناة.ورغم ذلك، لا يجد «عزيز» أدنى حرج في استمرار تردده على محلات القمار، رغم أنه صار رهينة للقمار، على حساب حياته واستقراره الأسري.عزيز ما هو إلا حالة من بين حالات أخرى لأشخاص، خسروا كل شيء نتيجة القمار، ك «أحمد» الذي يشتغل بإحدى الوكالات البنكية، والذي يرتدد دوما على هذه المحلات، مما دفعه في إحدى الفترات، إلى اختلاس مبلغ مالي قارب 50 ألف درهم، وذلك لتوفير السيولة لممارسة نشطاه الاعتيادي المتجلي في القمار. وتشير العديد من المصادر إلى أن ليس الأشخاص البالغين وحدهم من يترددون على محلات القمار، وإنما يتعداه إلى مشهد تحلّق الأطفال على أبوابها وعلى الجنبات بمحيطها، أمرا لافتا للانتباه، وهو ما يستدعي تدخل السلطات للضرب بحزم على ظاهرة التساهل مع الأطفال والقاصرين في الولوج إلى هذه المحلات.طقوس القمار لم تعد خافية على أحد طوال أيام الأسبوع، وتحديدا خلال الفترة المسائية من يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع، هذا في الوقت الذي جعلت فيه بعض المقاهي من فضائها مكانا لوضع «الرياشات» التي بدورها تقوم على «نتف» و «ترياش» المقبلين عليها، في حين أن أخرى عرجت على توفير خدمات رهان الخيول المصطلح عليها «الكورس بار كورس» على مدار الساعة، بدون تسجيل العملية، وذلك بالاستعانة ب «تكيتات» توزع على المقامرين، وهي اللعبة التي قد تستعملها المقاهي المرخص لها بهذا النوع من الأنشطة التجارية، وقد يكون غير مرخص لها من الأصل، وفقا لما ذكره مصدر حقوقي. محمد العوال (آسفي)

مآس اجتماعية بآسفي بسبب القمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ظاهرة القمار تغزو البيوت والمقاهي الراقية بطنجة

فيلات فاخرة بمراكش لهواة القمار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات