ألتزم بتسديد عجز التقرير المالي فقط

بودريقة رئيس الرجاء قال لـ "الصباح" إنه وضع إستراتيجية للعودة بالفريق إلى العالمية قال محمد بودريقة، رئيس الرجاء الرياضي، إنه سيلتزم بأداء مبلغ العجز المالي الذي ورد في التقرير المالي الأخير فقط، وأن أي درهم أو فاتورة خارجة عن هذا التقرير، لا تعنيه في شيء. وكشف بودريقة (30سنة)، في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي»، أن مشروعه الرياضي، يهدف إلى إعادة الرجاء إلى العالمية، من خلال المشاركة في مونديال الأندية، موازاة مع تكوين جيل جديد من اللاعبين قادر على الدفاع عن ألوان الفريق في مختلف المحطات. وأفاد بودريقة أن صغر سنه، وقلة تجربته في مجال التسيير، لن يشكلا عائقا دون تحقيق أماني جماهير الرجاء العريضة التواقة إلى معانقة الألقاب. إلى ذلك، لم يستبعد رئيس الرجاء احتمالات الفشل، رغم كل الإمكانيات المرصودة، ودعا الجمهور إلى مساندة الفريق في أوقات الشدة، لأن المشروع الذي وضعه، أكبر من مجرد نتائج. وفي ما يلي نص الحوار: ستة وثلاثون يوما على انتخابك رئيسا للرجاء، ما هي ملاحظاتك الأولى حول الفريق؟ مازلت لم ألاحظ شيئا مثيرا أو مغايرا لما كنت أتوقعه. وضعت استراتيجية للعمل، وأعتقد أنني بصدد إنجازها. وما هي هذه الاستراتيجية؟ كما جاء في برنامجي، هدفي الأول كان هو ترميم الفريق الأول، وإجرائه معسكرا تدريبيا مغلقا، وأعتقد أنني نجحت إلى حد بعيد في هذه المهمة، بعد ذلك سألتفت إلى باقي الأوراش، بداية بمركز التكوين، والفئات الصغرى، قبل الوصول إلى إعادة الهيكلة لتأهيل الفريق لولوج الاحتراف من أوسع الأبواب. الحمد لله الشطر الأول من مهمتي، والمتمثل في التعاقد مع مدرب في المستوى، ولاعبين قادرين على تحمل المسؤولية، أنجزته في زمن قياسي، وأظن أنه بمساهمة الغيورين سنصل إن شاء الله إلى هدفنا، ونعود بالرجاء إلى العالمية. شكلت الترتيبات الإدارية هاجس الرجاويين منذ عقود، إذ استولت أسماء بعينها على بعض المراكز... (مقاطعا) هذا هو الورش الثاني في مخططي، فبعد إعلان المكتب المسير، وتعيين مدير إداري في شخص الدولي يوسف روسي، ومدير عام، في شخص محمد النصيري، سأباشر مجموعة من التغييرات، وربما فاجأت البعض، لكن الأكيد أن كل هذه الإصلاحات ستكون في مصلحة الرجاء أولا وأخيرا. بالعودة إلى المكتب المسير، لاحظ المتتبعون أنكم قلصتم عدد أعضائه، ما السبب في ذلك؟ قلصت العدد بالفعل، وسأقول لكم لماذا في ما بعد، لكني بالمقابل احترمت الاختصاصات، فكما لاحظتم عينت لاعبا دوليا سابقا على رأس لجنة المتابعة التقنية، ومحاسبا في المالية، ومهندسا معماريا في لجنة البنية التحتية. أما عن تقليص عدد الأعضاء، فإن ذلك يدخل في إطار تسهيل عملية التواصل، وكذلك اتخاذ القرار السريع في الوقت المناسب، دون الحاجة إلى انتظار هذا العضو أو ذاك. نعود إلى مركز التكوين، الذي شكل على امتداد سنوات مفخرة للرجاويين، أعتقد أنكم وقفتم الآن على الحالة التي آلت إليها الأوضاع بداخله... بالفعل هناك عمل كبير ينتظرنا داخل مركز التكوين، بداية بإعادة تأهيله ليكون في مستوى استقبال لاعبين يشكلون مستقبل الرجاء، بعد ذلك اختيار أطر في المستوى لتدبير شؤونه الإدارية والتقنية، وأعد الجمهور أنني سأعيد الاعتبار لهذه المؤسسة في القريب العاجل. وإذا كان باستطاعتنا تكوين ثلاثة فرق داخل المركز، فإننا سنفعل ذلك، وإذا كنا لا نستطيع تكوين سوى فريق، فإننا سنكتفي به، مع توفير الظروف الملائمة، التي تليق بسمعة فريق بقيمة الرجاء، ظل دائما مثالا يحتدى به في مجال اكتشاف وتكوين المواهب. هل ستوفرون لمركز التكوين مستشهرا خاصا على غرار بعض الأندية الأوربية؟ المستشهر هدفه الربح المالي، وهذا حق مشروع، ونحن هنا نتحدث عن تكوين على المديين المتوسط و البعيد، سنحاول دراسة مستلزمات المركز مع المدير الذي كان مكلفا، لتكون لدينا فكرة شاملة حول الموضوع، بعدها سنعمل جميعا داخل المكتب المسير على توفيرها، لكن قبل ذلك يجب علينا تأهيل هذا الفضاء، لأن وضعيته الحالية لا تحتمل استقبال حتى ...مركز تكوين ليس سريرا وأكلا وشربا فحسب، وإنما هو دراسة، ولباس في المستوى، وفضاء للترفيه، وأمور أخرى لها علاقة مباشرة بنفسية اللاعبين، وتكوينهم الذهني، الذي في اعتقادي يأتي في الدرجة الأولى، قبل التكوين البدني والتقني، الذي يمكن لأي لاعب أن يتلقاه في أي حي من الأحياء. الانتدابات الأخيرة التي أقدمتم عليها، زرعت نوعا من الخوف في قلوب المحبين، الذين بدؤوا يتساءلون عن مصير شباب الفريق؟ انتدابات هذا الموسم والموسم المقبل إن شاء الله، تدخل في إطار العمل على تحقيق هدف بعينه، ألا وهو الفوز بالبطولة، والمشاركة في مونديال الأندية الذي سينظم في بلادنا السنتين المقبلتين، أما مستقبل الرجاء، فهو بين أيدي شبابه، وهذا ما قلته الأسبوع الماضي لبعض اللاعبين أثناء الاحتفال بنيلهم شهادة الباكلوريا، حينما أكدت لهم أنهم يشكلون المستقبل، وما الانتدابات الحالية سوى مرحلة ضرورية لإعادة الثقة إلى الجمهور والفريق، الذي هو في حاجة آنية إلى النتائج والألقاب، حتى يستعيد هيبته. كثر الحديث عن المشروع الرياضي الذي وضعته للرجاء بمعية المدرب فاخر، هل لنا أن نطلع على خطوطه العريضة؟ بطبيعة الحال، مشروع أي فريق عريق بقيمة الرجاء، لا يمكن تحقيقه بمنأى عن النتائج الإيجابية والألقاب. على المدى القريب سنعمل على إعادة الرجاء إلى العالمية، من خلال استعادة مكانتنا القارية، ولعب الأدوار الطلائعية في الكؤوس الإفريقية، خصوصا عصبة الأبطال، التي ستمنحنا فرصة المشاركة في مونديال الأندية، أما المنافسة على البطولة وكأس العرش، فإن ذلك من المسلمات، ولا سبيل للحديث عنه. على المدى البعيد، سنعمل على تأهيل الفريق على مستوى الفئات الصغرى، لتكوين لاعبين يمثلون الرجاء أحسن تمثيل مستقبلا، ولم لا والمادة الخام متوفرة، ففريقنا بطل في مجموعة من الفئات دون إمكانيات، فماذا سيكون عليه الحال لو توفر جزء منها؟إن مشروعنا قائم على معطيات مجسدة على أرض الواقع، وليس مجرد أوهام، أو حلم كما يعتقد الكثيرون، والأكيد إذا توفرت النيات الحسنة، وتجاوزنا خلافاتنا، سنحقق أهدافنا في زمن قياسي. رفعت التحدي عاليا، ألا تخشى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك، خصوصا أنك مازلت شابا، وهذه أول تجربة لك في التسيير؟ فعلا إنه تحدي شاب مغربي طموح، وأنا واثق إن شاء الله من النجاح. البداية مشجعة من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. تعاقدنا مع مدير رياضي له اسم في خارطة كرة القدم الوطنية، وسطرنا معه أهدافا على مدى موسمين على مستوى الفئات الصغرى طبعا، وأعتقد أنه بتظافر الجهود سنحقق آمالنا، في ما يخص الفريق الأول، ارتبطنا مع مدرب ابن الدار، يعرف كل صغيرة وكبيرة حول الرجاء، وأعتقد أن فاخر قادر على رفع التحدي بدوره. لكن هناك من يتحدث عن قلة التجربة... كان من الممكن أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، لو اشتغلت بمفردي، لكن أعتقد أنني اخترت أعضاء في المستوى سيساعدونني في مهمتي، ثم إن عامل السن ليس مقياسا للحكم على نجاح الشخص من عدمه، فأنا شخصيا عبرت جميع المراحل قبل أن أصل إلى كرسي الرئاسة، بدأت مشجعا في المكانة، وانتقلت إلى المنصة المغطاة، بعد ذلك منخرطا، وخضت تجربة الانتخابات قبل سنتين، وفي الشهر الماضي بلغت كرسي الرئاسة، باختيار من المنخرطين. نعود إلى مشروعك في الرجاء، بكلمة مقتضبة، وبعيدا عن الأرقام، ما هو مشروعك القريب للفريق؟ أريد أن أجعل من الرجاء أول فريق مغربي محترف بكل ما للكلمة من معنى. فريق محترف يعني مديرين عاما و رياضيا، وهذا تحقق لله الحمد، الموسم المقبل سنعين مديرا ماليا، وفي الموسم الموالي مديرا تجاريا، وهذه الأطر كلها تحصل على رواتب شهرية محترمة، كما هو الحال في الأندية الأوربية الكبيرة. وإذا توفرت هذه الهيكلة داخل أي ناد فإنه يصبح محترفا وفق لوائح «فيفا»، بعد ذلك تأتي الأوراش الأخرى تدريجيا. هذه طريقة مقاولاتية تضمن النجاح بنسبة مائوية كبيرة، لكن أن يظل الفريق جمعية أو يتحول إلى مقاولة، فالكلمة الأولى والأخيرة ستظل للمنخرطين.الرجاء كان سباقا في جميع المجالات، وأتمنى أن نكون كذلك في الاحتراف. هل كانت لديكم اتصالات مع مسؤولي الجامعة بعد انتخابكم رئيسا للرجاء؟ اتصل بي رئيس الجامعة وهنأني بعد انتخابي رئيسا، والأمر ذاته بالنسبة إلى بعض الأعضاء، ثم كانت لدي فرصة لزيارة مقر الجامعة لتسوية بعض الأمور الإدارية، هذا كل ما في الأمر. هل لديكم تطلعات لدخول المكتب الجامعي؟ في الوقت الحاضر همي الوحيد أن أقود الرجاء إلى العالمية، مستقبلا لست أدري، ولكن أعتقد أن ما ينتظرني من أوراش داخل الرجاء لن يسمح حتى بالتفكير في هذا الموضوع في الوقت الحالي. ما هي الوضعية الحقيقية للرجاء الآن، الجميع تحدث عن مشاكل مالية، وأن الفريق بات على عتبة الإفلاس، وقريبا ربما من السكتة القلبية، فإذا به يضرب بقوة في سوق الانتدابات، ويحول مركب الوازيس إلى ورش بناء، ويواجه بلباو والبارصا؟ حدد التقرير المالي، خلال الجمع العام الأخير، عجز الفريق في 500 مليون سنتيم، ومستحقات عالقة بحوالي 15 مليون درهم، منذ التحاقي بالرئاسة لم يدخل إلى خزينة الفريق سوى 200 مليون سنتيم، عبارة عن منحة الجامعة (150 مليون)، ومستحقات عالقة لدى أحد المستشهرين (50 مليون)، السؤال المنطقي هو كيف قام الرجاء بكل هذه الانتدابات؟كنت على اطلاع بالوضعية المالية للفريق، ووضعت مجموعة من البرامج للتغلب عليها، كمقهى الرجاء، الذي جلب عددا كبيرا من المستشهرين، وهناك برامج أخرى في الطريقة، ستدر على خزينة الرجاء مبالغ مهمة.بالنسبة إلى الانتدابات، فعكس ما تداولته بعض وسائل الإعلام، فإنها لم تتجاوز 750 مليون سنتيم، توصل اللاعبون الجدد بربعها، وأظن أنه مبلغ في حدود المعقول. هناك من يتحدث عن ديون الرجاء المتراكمة... (مقاطعا) سألتزم بأداء العجز الذي ورد في التقرير المالي الذي صادق عليه المنخرطون، غير ذلك لست مسؤولا عن أي درهم أو فاتورة خارج هذا الحساب. ما هو الفرق بين الرجاء من الخارج وأنت تتابع مبارياته، ومن الداخل حيث تجد نفسك مضطرا للتعامل مع وضعيات أقل ما يقال عنها إنها صعبة؟ بالفعل هناك فرق شاسع بين الجلوس في المدرجات والمطالبة بالنتائج، والجلوس على كرسي الرئاسة، وتدبير شؤون فريق بحجم الرجاء، لكن بالنسبة إلي أنا المتيم بحب الفريق، والذي قطع جميع المراحل (متفرج ومنخرط ثم رئيس)، الأمر يختلف، لأن ما أقوم به يشعرني بالسعادة. قد لا تواكب النتائج في البداية كل هذه التحولات، ما هي رسالتك إلى الجمهور؟ كرة القدم ليست علما صحيحا، والفشل يظل واردا، وبغض النظر عن النتائج المحققة، فإن العمل الذي ينجز الآن داخل الرجاء، أكيد أنه سيعطي أكله في يوم من الأيام. أجرى الحوار: نورالدين الكرف

ألتزم بتسديد عجز التقرير المالي فقط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري : بودريقة...من المكانة إلى الرئاسة

الاتـحـاد الـروسـي يـفـكـر فـي مـقـاضـاة أدفـوكـات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات