خطاب القتل وسفك الدماء حي لا يموت

شيوخ التكفير "يستعيدون" مواقعهم على هامش النقاش الوطني حول الحريات الفردية لم يكن أحد يتوقع أن مجرد نقاش حول الحريات الفردية بالمغرب، مهما بلغت حدته، سينتهي إلى دعوة صريحة بالقتل تصدر في حق مواطن مغربي عبر عن رأيه بلسانه ولم يحمل سيفا، أو رشاشا أو امتطى ظهر مدفعية لإقناع الآخرين بـــــه. لقد أعاد الفقيه عبد الله النهاري باقتباسه الشهير «اقتلوا من لا غيرة له»، سير فتاوى القتل والتكفير والتحريض على الاعتداء الجسدي في حق مخالفي الرأي إلى الواجهة، بعد أن اعتقد كثير من المغاربة أن مياها عذبة جرت تحت جسور مغرب ما بعد 16 ماي 2003 ومغرب ما بعد 20 فبراير والدستور الجديد، بمكتسباته السياسية والحقوقية، ووصول حزب إسلامي إلى سدة الحكم، وأن مرحلة من الإرهاب الفكري والدموي طويت إلى غير رجعة، قبل أن يذكرنا «كشك» وجدة بأننا مجرد قوم يمارس هواية الحلم في النهار الجهار.من حسن الحظ أن السلطات القضائية تحركت في الوقت المناسب لإرجاع الأمور إلى «سلكتها» الصحيحة، وتذكير الإمام «المبجل» أن ليس ما يفكر فيه في الخفاء وظلام العقل الباطن، يمكن أن يقال ويذاع وينزل، على «علاته» و»كوارثه»، على مواقع التفاعل الاجتماعي، ونحن ننتظر أن يتحول التحقيق لدى الوكيل العام باستئنافية وجدة إلى حكم قضائي يقطع دابر الفوضى في مجال الإفتاء، ويخرس الألسن التي تقطر دما وفتكا وتقتيلا في حق مخالفي الرأي، ويكف عن زرع بذور الفتنة في مجتمع يتداوى بصعوبة من تداعيات هزات إرهابية تختبئ وراءها، دائما، دعوة صريحة، أو مستترة تتلبس بالدين والأحاديث النبوية وآيات من القرآن لسفك الدماء وإشاعة الخوف والإحساس باللاستقرار.ومهما يكن، فلم يقترف عبد الله النهاري، أي «ذنب»، غير تذكيرنا، مرة أخرى، أن الخطاب التكفيري والدعوات إلى القتل على خلفية حرية التفكير والرأي والاختلاف في زوايا الاجتهاد الديني «حي لا يموت»، وهو ليس بالخطاب الجديد على الثقافة والتاريخ الإسلاميين الحافلين بحملات التكفير لمجموعات بشرية، أو لأشخاصٍ بعينهم، وما صاحبه، في كثير من الأحيان، من عمليات تطهير عرقي لطوائف بعينها، كما حدث مع الطائفة الإسماعيلية الإسلامية في فترة الدولة العباسية.وكثيرا ما تجتمع فتاوى التكفير والإرهاب في كفة واحدة لأن الأول يمهد للثاني، أو يأتي تنظيرا له، قبل مرحلة التخطيط والتنفيذ، ما يبرر هذا التواتر المخيف لجرائم التفجيرات الإرهابية والعمليات الانتحارية عبر العالم، ومنها المغرب الذي لم يشف بعد من آثار حادث 16 ماي 2003 وما تلاه من تفجيرات، آخرها حاث مقهى أركانة بمراكش. إن التحريض على القتل والإرهاب باسم الأحاديث النبوية وآيات من القرآن الكريم، يضع صورة الإسلام، وهو براء من ذلك، موضع تساؤل، وتسويقه لدى الآخرين أنه دين متعطش إلى الدماء، بسبب «فتاوى التكفير» التي يتمنطق بها مجانين لتفخيخ الأدمغة وتدمير المقدرات والإخلال بالأمن. يوسف الساكت

خطاب القتل وسفك الدماء حي لا يموت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرباع قتل رجل أمن خنقا وقطع جسده

حرب الفتاوى من الدين إلى السياسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات