حرب الشيشة… مواجهات قانونية وإصرار حكومي

الداخلية تعهدت بمحاربتها والمعارضون يرونها غير قانونية أعلنت المصالح الأمنية بالبيضاء، منذ أسابيع، «حربها» على مقاهي الشيشة، رغم الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أزيد من 150 من أرباب المقاهي أمام مقر ولاية الأمن، احتجاجا على المداهمات، وإيقاف بعض المستخدمين. ولم تمنع الاحتجاجات المصالح الأمنية من مواصلة حملتها، إذ تلقت تعليمات جديدة بشأن مواصلة حربها على مقاهي الشيشة ، و داهمت، عشرات المقاهي بالبيضاء وفاس ومراكش، ونجحت في حجز مئات النرجيلات وكيلوغرامات من المعسل المهرب وإيقاف بعض مسيريها. ولا يعرف العدد الحقيقي للموقوفين في الحملات الأمنية ضد مقاهي ومحلات الشيشة والنرجيلة بالمدن الكبرى التي شاركت فيهاالدوائر الأمنية التابعة لولايات الأمن، إلا أن كل المعطيات تشير إلى العدد الأكبر منهم يتم إطلاق سراحه، في حين يوضع بعض المتهمين في قضايا الدعارة والمخدرات تحت الحراسة النظرية، قبل تقديمهم إلى العدالة. حملات قال عنها وزير الداخلية إن السلطات المحلية عازمة على اتخاذ إجراءات تطبيقية لمنع تدخين الشيشة في المحلات المفتوحة للعموم، مشيرا إلى أن استخدام الشيشة في المقاهي والمطاعم سيجعلها تحت طائلة الإغلاق في حالة إصرارها على قبول تدخين الزبائن للشيشة في فضاءاتها، علما أن ظاهرة استهلاك الشيشة ترافقها تصرفات تمس»بالأخلاق والصحة العامة». واستند الوزير في مبرراته إلى إحصائيات حول النرجيلة، إذ سرد أرقاما تهم نتائج محاربة الشيشة بالمغرب خلال سنة 2009، إذ أوقف 667 شخصا وحجز 783 نرجيلة، وأغلقت السلطات الأمنية زهاء 241 مقهى بسبب استهلاك الشيشة، بل رحب نواب برلمانيون باهتمام الحكومة بمنع تدخين الشيشة في المقاهي، وحرصها على اتخاذ تدابير في سبيل تحقيق ذلك الهدف، الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع والأفراد صحة وسلوكا، خصوصا أن الشيشة منتوج دخيل على المغاربة الذين عُرفوا بعاداتهم وأصالتهم، لكنه رغم ذلك انتشر بشكل كبير في المقاهي بالمدن الكبرى خاصة. بالمقابل يدعو المعارضون لحملات الشيشة إلى احترام القانون وسريانه على الجميع دون استثناء، إذ لا يعقل أن تسمح الدولة ببيع المواد الأولية الشيشة في محلات مرخص لها تستخلص منها رسوما ضريبية، وبعد ذلك تعاقب مستعمليها بجرائم يختلط فيها التحريض على الدعارة بالتغرير بالقاصرات واستعمال محلات لأغراض مشبوهة مع إيواء المشتبه فيهم والمجرمين، وأصبح أرباب المقاهي أكثر تنظيما في مواجهة الحملات الأمنية، وقرروا تصعيد احتجاجهم في حالة إذا لم تتراجع السلطات عن حملاتها، خاصة أنهم يتعرضون لـ»تعسفات غير مبررة ودون سند قانوني، أدت إلى بث الرعب والقلق وإشاعات إغلاقات تلقائية خوفا من المجهول»، حسب قولهم. صراع لن ينتهي أبدا، فتاريخ المواجهة بين أرباب مقاهي الشيشة والمصالح الأمنية يعود إلى سنوات خلت، اضطرت خلالها السلطات إلى التراجع مؤقتا ثم العودة إلى حملاتها، علما أنه لم يعارض الحملة على الشيشة إلا القليلون لأسباب عديدة ومتداخلة، منها تخوف أرباب ومسيري المقاهي والمطاعم من عزم الحكومة الضرب بيد من حديد على من يساهم في ترويج الشيشة في المحلات العمومية، لأن هذه المادة صارت بالنسبة إليهم عامل جذب أساسي للزبناء. خالد العطاوي

حرب الشيشة… مواجهات قانونية وإصرار حكومي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشيشة... حرب الأمن ضد المباح الممنوع

الوجه الآخر لحملات الشيشة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات