الأثواب المستوردة تغرق الأسواق المغربية

عدد من المقاولات أغلقت أبوابها وبعض الصناعيين تحولوا إلى مستوردين يشكو الفاعلون في قطاع النسيج، خاصة مصانع النسيج المتخصصة في صناعة الألبسة من ارتفاع وتيرة واردات هذه المنتوجات، التي أثرت بشكل كبير على النسيج الصناعي الوطني. وأكد مهنيون أن هناك العديد من الشركات التي أغلقت أبوابها، نظرا لعدم مجاراتها لأسعار الأثواب التي تستورد وتسوق داخل السوق الوطني ، إذ أغرقت قيساريات البيضاء بالأثواب المستوردة من تركيا ومصر والصين والهند. وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف المهنيين ووزارة التجارة والصناعة، فإن واردات الأثواب الموجهة إلى صناعة الملابس عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا، إذ تمثل هذه الواردات ما يناهز 20 في المائة من السوق الوطني، أي ما يعادل 8 ملايير درهم، بالنظر إلى أن رقم معاملات سوق الأثواب يناهز 40 مليار درهم. وتأثرت الصناعة الوطنية بشكل ملحوظ، منذ 2010، بالمنتوجات المستوردة، فهناك عشرات الشركات التي أغلقت أبوابها، في حين لم تتبق سوى الشركات الكبرى التي تصارع من أجل البقاء، علما أنها تعد على رؤوس الأصابع. وتجدر الإشارة إلى أنه، أمام التدفق وعدم مسايرته من طرف المقاولات المغربية، خاصة أن الأسعار غالبا ما تكون منخفضة، تحول عدد من الصناعيين، بدورهم، خلال 2011، إلى مستوردين للأثواب بعد ان كانوا يصنعونها. وفي هذا الإطار، أرجع مصدر من الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة ارتفاع الواردات المغربية من هذه السلع خلال أربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، إذ ارتفعت بنسبة 10 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وأضاف المصدر ذاته أنه إذا كان هؤلاء الصناعيون يستوردون الأثواب وفق القوانين المعمول بها في هذا المجال، فإن بعض المستوردين يتلاعبون بالفواتير، من خلال تخفيض قيمة المنتوجات، ما يجعلهم يؤدون واجبات جمركية أقل ويسوقون هذه المنتوجات في السوق الوطنية بأسعار تقل عن سعر كلفة الإنتاج بالنسبة إلى الصناعات المغربية. وأكد أنه يمكن اقتناء قطعة الثوب من ثلاثة أمتار بسعر يتراوح بين 30 و50 درهما حسب جودتها ومصدرها، في حين لا يتعدى السعر 30 درهما بالنسبة إلى الأثواب المستوردة من الصين. بالمقابل، يضيف عضو الجمعية، تتراوح كلفة المواد الأولية بالنسبة إلى المقاولات المغربية بين 50 و 60 درهما، ما يجعل من الصعب على المنتوجات المغربية منافسة الأثواب المستوردة من الخارج. يذكر أن المهنيين سبق أن نبهوا وزارة التجارة والصناعة وإدارة الجمارك إلى استفحال الظاهرة والضرر الذي تتسبب فيه للصناعة الوطنية، واتخذت مجموعة من الإجراءات، خاصة ما يتعلق بالتلاعب بالفاتورات، من خلال تقليص القيمة الحقيقية للمنتوجات المستوردة، إذ شنت إدارة الجمارك حملة ضد هذه الظاهرة، ما مكن من تقليصها، لكن ذلك يظل نسبيا، إذ أن المنتوجات المستوردة ما تزال تغرق الأسواق المغربية، ما يتطلب حلولا جذرية وهيكلية من أجل محاربة أي تلاعبات، إضافة إلى تأهيل النسيج الإنتاجي الوطني ليصبح أكثر تنافسية.عبد الواحد كنفاوي

الأثواب المستوردة تغرق الأسواق المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملفات طبية لمرضى سويسريين "تصنع" بالمغرب

شخصيات في ذاكرة الحي المحمدي : تاريخ الحي ... "الحلقة" ودار الشباب وسينما السعادة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات