منظمة الصحة العالمية تصنف الغازوال مادة مسرطنة

استنشاق غاز الغازوال يسبب سرطان الرئة والمثانة ضجة كبيرة أثارتها منظمة الصحة العالمية، أخيرا، بإعلانها أن الغازات المنبعثة من سيارات الغازوال مسببة للسرطان. ورغم أن الأخبار المتعلقة بهذا الشأن انتشرت منذ ثمانينات القرن الماضي، إذ تم تصنيف الغازوال ضمن المسببات المحتملة للسرطان، فإن تأكيد ذلك من قبل منظمة الصحة العالمية كان له وقع كبير ، ومن المنتظر أن تستمر الضجة في انتظار ردود فعل من الشركات المصنعة للسيارات، أو حتى حكومات بعض الدول الأوربية. وجاء إعلان منظمة الصحة العالمية بعد اجتماع لخبراء المركز الدولي للأبحاث حول السرطان، الأسبوع الماضي، والذي تم إثره تصنيف الغازوال ضمن المسببات المباشرة للسرطان، للإنسان، أي في "المجموعة 1"، بعدما كان في السابق مدرجا في "المجموعة 2". وحسب التقرير الرسمي الصادر عن المركز الدولي للأبحاث حول السرطان، التابع لمنظمة الصحة العالمية، فإن المعطيات العلمية التي وضعت أمام خبراء المركز أثبتت أنه "بوجد ما يكفي من الأدلة التي تثبث أن الغاز الصادر عن محركات الغازوال مسرطن...وأن هذه الغازات تتسبب في سرطان الرئة"، كما تحدث التقرير عن وجود مؤشرات تربط بين غازات الغازوال والإصابة بسرطان المثانة. وحسب تقرير المركز، فإن نسبة هامة من السكان معرضون لاستنشاق غازات الغازوال بشكل يومي، سواء في مقرات عملهم أو في الشارع، مؤكدا أن الخطر لا يتعلق فقك بالغازات المنبعثة من سيارات الغازوال، بل أيضا من محركات تعمل بالغازوال، منها المولدات الكهربائية ووسائل النقل الأخرى كالقطارات والبواخر. وصرح كريستوفر بورتيي، رئيس مجموعة العمل في المركز الدولي في البلاغ الذي نشرته منظمة الصحة العالمية أنه "بالنظر إلى التأثير المتزايد للجزيئات المنبعثة من محركات الغازوال على الصحة، فإن التعرض لهذا الخليط الكيميائي يجب أن يتقلص". المنظمة العالمية، رغم ذلك، أشارت إلى فرض بعض الدول الأوربية والأمريكية معايير صارمة على المواد النفطية، سواء البنزين أو الغازوال، منذ الشكوك التي انطلقت في بداية الثمانينات حول علاقة الاصابة بمرض السرطان والتعرض لغازات الغازوال، بعد دراسات لمنظمة الصحة العالمية صنفت الغازوال ضمن المواد المسرطنة من الفئة الثانية، أي التي توجد إشارات إلى احتمال تسببها في السرطان، قبل أن يتأكد ذلك أخيرا من خلال دراسات المركز الدولي للأبحاث حول السرطان. وفي الوقت الذي اعتبرت المنظمة أنه لا توجد أدلة كافية حول التأثير الإيجابي المحتمل للتدابير التي اتخذتها بعض الدول الأوربية والأمريكية للتقليل من مخاطر غازات الغازوال، فإنها أكدت أن تعويض المحركات الحالية بأخرى أكثر أمنا من الناحية الصحية سيتطلب وقتا طويلا، خصوصا في الدول النامية حيث لا توجد معايير لحماية صحة المواطنين ومراقبة جودة المحروقات. هذا، ويلتزم مصنعو السيارات حول العالم الصمت إزاء إعلان منظمة الصحة العالمية، لكن هذا الصمت لن يدوم طويلا، باعتبار ردود الفعل التي اتخذها نواب أوربيون من أحزاب الخضر، منها النائبة الفرنسية في البرلمان الأوربي ميشيل ريفازي، التي طالبت صناعة السيارات الفرنسية بالتحرك بشكل سريع، بالنظر إلى العدد الكبير من سيارات الغازوال التي تسير في الشوارع الفرنسية، والنسبة الكبيرة من مبيعات الغازوال التي تصل إلى 80 في المائة من مبيعات وقود السيارات في فرنسا، وهي النسبة التي لا تختلف كثيرا عن المغرب، حيث لا توجد معطيات رسمية مؤكدة حول نسبة السيارات ذات محركات الغازوال التي تسير في الشوارع المغربية، لكن الأكيد أن مبيعات الغازوال من السيارات الجديدة تتعدى مبيعات البنزين، على غرار أغلب الدول غير النفطية، بسبب الفرق في الثمن بين الوقودين، والذي يصل إلى أربعة دراهم للتر الواحد.صفاء النوينو

منظمة الصحة العالمية تصنف الغازوال مادة مسرطنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلاف بين مهنيين وولاية البيضاء حول الزيادة في أسعار النقل

زوجة الرئيس الجديد لا تحب تسمية "السيدة الأولى"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات