المحاكمات تهيمن على مؤتمر الاستقلاليين

مناضلون وأطر "الحركة التصحيحية" متخوفون من إنزالات الأعيان على شاكلة الأحزاب الإدارية يرتقب أن تهيمن على أشغال المؤتمر محاكمات لعدة قضايا استأثرت بالنقاش داخل حزب الاستقلال، إذ يعتبر بعض المناضلين أن مشاركة حزب الاستقلال في التسيير الحكومي جر إليه العديد من الأعيان الذين يبحثون عن المصالح والحماية والحصانة، وأن هذا الوضع يسيء إلى العمل السياسي النبيل، ويساهم بشكل كبير في العزوف السياسي للشباب والمواطنين على حد سواء، كما أن رجوع الحزب إلى موقع المعارضة سيؤدي حتما إلى رحيل جماعي صوب خيمة جديدة فيها الأمان وما تشتهيه النفس، وسيطهر حزب الاستقلال آليا. ويتوقع أن يشهد المؤتمر جدلا كبيرا من مناضلي الحركة التصحيحية التي يشدد أتباعها على أنها ورش إصلاحي سياسي وفكري مفتوح على كل المناضلات والمناضلين وأطر الحزب من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، وإعداد الحزب لمواجهة التحديات المستقبلية.وما أضر بالمتحكمين في الحزب ليس هو جوهر ما تقوله الوثائق التأسيسية للحركة التصحيحية التي أقر أحدهم بصحتها، لكن افتضاح أمرهم أمام الرأي العام المحلي والوطني هو ما خدش صورتهم وأضر بها، والتي تحتاج إلى جهد جهيد لإعادة تلميعها، برأي المناضلين.ويتخوف تيار «الربيع العربي» من مخططات الإنزال القوي لتيار الأعيان، وهي الثقافة التي تسربت إلى حزب الاستقلال من الأحزاب الإدارية التي أتى منها الأعيان والمبنية على التجييش من أجل التصفيق والولائم. كما أن هناك هواجس أخرى من منع بعض مناضلي وأطر الحزب من دخول الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كما جرت العادة، لتوجيه ضربات إلى التيارات المشاغبة.اشتد التنافس على منصب الأمين العام لحزب الاستقلال، خصوصا بعد ظهور أسماء مرشحة من الجيل الجديد، أبرزها عادل الدويري، المسنود من طرف تيار حميد شباط الذي يقود معارضة علنية لعباس الفاسي، عنوانها البارز إنهاء التوافقات الهشة التي تجمع أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب علال الفاسي منذ الأزمة الكبيرة التي اندلعت على خلفية تعيين وزيرين من أقارب الأمين العام باسم حزب الاستقلال في حكومة بنكيران.ويؤيد العديد من قياديي الحزب ومناضليه، فكرة إحداث تغييرات جوهرية في حزب الميزان بالشكل الذي يمكن من إعادة تموقع الحزب ضمن الخريطة السياسية الوطنية التي مازالت تعرف مخاضا كبيرا، لكن هناك تخوفات لدى البعض من أن يتحول التهييء للمؤتمر المقبل إلى لحظة لتصفية الحسابات الشخصية، أو للتغطية على إشكالات التدبير السياسي.ومن الساعين إلى نيل شرف منصب الأمانة العامة، دخول تيار "الربيع الحزبي" على الخط، رغم أنه لم يعلن إلى الآن أي اسم للمنافسة، والذين يرددون أن ليس لهم أي مشكل مع أي اسم يراد ترشيحه، لأن ذلك حق شخصي لا يمكن أن يكون محط مناقشة، لكن من حق كل شخص أن ينظر إلى الأمين العام المقبل للحزب من منظوره الخاص، ومن مهام المرحلة المقبلة، والأهم من كل ذلك هو أن لا تمنح الفرصة لأشخاص ليس لهم لا عمق تنظيمي حزبي ولا عمق انتخابيا ولا فكريا، ويعيشون فقط من ريع الحزب والدسائس، كما هو الشأن بالنسبة إلى أسماء معروفة.وفي نظر تيار "الربيع العربي"، فإن هناك اليوم حاجة ملحقة لمساءلة "كل من أساء للحزب وأضر بصورته وموقعه، كما يجب التصدي للانتقائية في إخضاع محطات للنقاش دون أخرى". ويرى من ينادون بالتصحيح داخل الحزب، أن التيار المهيمن على الاستقلال، خصوصا مع ما ترتب عن ذلك خلال مشاورات تشكيل الحكومة، تنتظره محاكمة عسيرة.وتتواصل اللقاءات والاجتماعاءات لرؤساء اللجان المتفرعة عن اللجنة التحضيرية لحزب الاستقلال بالمركز العام بحضور رئيس اللجنة أحمد توفيق حجيرة وأعضاء مكتبها عبد السلام المصباحي وعبد الحفيظ أدمينو ونعيمة خلدون، إذ يتم استعراض الخطوات التي قطعتها اللجان في إعداد الأوراق التي هيأتها للمؤتمر السادس عشر للحزب. وحسب مصادر استقلالية، تمت مناقشة صيغة الأرضية، ووجهت إلى المؤتمرات الإقليمية باعتبارها أرضية لتطوير النقاش حول أوراق المؤتمر. واتفق رؤساء ومقررو اللجان على صيغة الأرضية التي ستتضمن ديباجة عامة تأخذ من الانشغالات والأسئلة التي يطرحها الاستقلاليون والاستقلاليات والأجوبة التي يراها الحزب مناسبة لهذه التساؤلات، انطلاقا من مرجعية الحزب المستندة إلى فكر الزعيم الراحل علال الفاسي، وكذلك من المستجدات المنجزة على الصعيد الواقعي من طرف الحكومة.وعموما، ينتظر مناضلو حزب الاستقلال من المؤتمر السادس عشر أن يكون مؤتمرا يستطيع ليس فقط الوفاء لهاجسه الأوحد، وهو الوطن فوق الجميع، بل مؤتمرا مبدعا ومجسدا لبرنامج عمل يمكن المواطن المغربي من البقاء معتزا بمغربيته، والمناضل الاستقلالي معتزا بحزبه. عبد الله الكوزي

المحاكمات تهيمن على مؤتمر الاستقلاليين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استقلاليون يضعون معايير أمينهم العام المقبل

مؤتمر الاستقلال... محاكمة تجربة الحكومة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات