فاتي… قاصر حملت سفاحا

قصة طفلة أدى بها التهور والرغبة في الاكتشاف إلى إنجاب طفل في سن السادسة عشرة فاطمة أو "فاتي"، كما تحب أن يناديها كل من يعرفها وكل من يجالسها، شابة في ربيعها التاسع عشر، لكن من يلتقيها لأول مرة حتما لن يصدق أن هذه الشابة الصحراوية، التي تتحدر من إحدى مدن الجنوب، بالكاد تجاوزت سن الرشد القانوني (18). فوجهها الطفولي نالت منه التجاعيد، خاصة حول العينين، إذ كلما أفرجت عن ابتسامة ثغرها الحلو تتضح التجاعيد بشكل أبرز وأكثر حدة. عنقها والأجزاء البارزة من صدرها يبدو عليها ترهل خلفته عملية ولادة قيصرية قبل حوالي سبعة أشهر.هذه الشابة ليست لقيطة أو متشردة، بل تنحدر من أسرة متوسطة. أبوها أستاذ بإحدى ثانويات المدينة، تلقت على يديه، وعلى يدي أمها، تربية سليمة ومحافظة، وفوق هذا كله لم يكمن ينقصها "أي خير، أبي كان يوفر لنا تقريبا كل شيء"، تقول فاتي، التي يسر ل"الصباح" أحد الزملاء اللقاء بها. تتذكر أنه لما كان عمرها خمسة عشر عاما، وفي العطلة الصيفية التي تلت إنهاءها للسنة الأولى من المستوى الثانوي التأهيلي، اقترحت عليها إحدى بنات خالتها المقيمة بالدار البيضاء أن تحزم حقيبة أغراضها وتقصد العاصمة الاقتصادية لقضاء العطلة الصيفية بها. اقتراح قابلته فاطمة بفرح وبهجة كبيرين، ذلك أنها لم تزر المتروبول المترامي الأطراف إلا مرتين من قبل "الأولى عندما كنت في السنة الخامسة ابتدائي، والثانية ثلاث سنوات بعد ذلك، وكلاهما كانتا خاطفتين". جمعت ما ستحتاجه في حقيبة سفر متوسطة الحجم وقصدت محطة الحافلات في زوال أحد أيام صيف 2008. في ظهر اليوم الموالي كانت ابنة خالتها تنتظرها في محطة أولاد زيان."خلال الأيام الأولى لوصولي تجولنا في عدد من معالم الدار البيضاء، وكنا نتوجه إلى الشاطئ ثلاث مرات أو أربع في الأسبوع"، تقول فاتي بصوت تعتريه بحة ناجمة عن شربها السجائر بنهم كبير. ثم تضيف أنها، ما كادت تنهي الشهر الأول في بيت خالتها حتى كانت قد تعرفت على شاب يكبرها بتسع سنوات. "كان ذلك بشاطئ طماريس، كان هو رفقة اثنين من أصدقائه وكنت أنا وابنة خالتي وثلاث من صديقاتها"، تشرح فاتي، التي مازالت ملامحها تحمل بقايا جمال طفولي أخاذ، لكنه ذبل بفعل عواقب مغامرات جنسية "لم أتخذ أي احتياط ولم أكن أعي أن تجربتي ستنتهي بهذا الشكل المأساوي"، تضيف فاطمة وهي تسترجع شريط ذكريات ذلك الصيف الحافل بكل المفاجآت والمغامرات.تكررت لقاءاتها برشيد بعد لقاء الشاطئ عدة مرات. في البداية كانت تلتقيه رفقة ابنة خالتها، وكان يحضر رفقة صديقه، لكن الأمر ما لبث أن تحول إلى لقاءات، شبه يومية، بعيدا عن أنظار ابنة الخالة ودون علمها. "رغم انفتاحها على الجنس الآخر، كانت دائمة حذرة في علاقاتها مع الذكور، فلم تتجاوز ربط علاقات عابرة"، تقول فاتي عن ابنة خالتها، وكأنها تتحسر عن تهورها وطيشها.تعمقت علاقة فاتي برشيد واتخذت منحى تصاعديا. لم تعد تقتصر لقاءاتهما على شاطئي طماريس وعين الذئاب أو المقاهي والمطاعم وقاعات السينما، بل تطور الأمر إلى أن صارت، وبعد أقل من شهرين، تلتقيه مرة في إحدى شقق أصدقائه أو في بيت والديه، عندما يكونان مسافرين أو في زيارة لأحد الأقارب. "كانت الجلسات الحميمة تبلغ ذروتها عندما نلتقي في شقة أحد أصدقائه أو بيت والديه، لكنني في اللقاءات الأولى كنت أكثر حيطة واحتراسا، إذ لم نتجاوز القبل وبعض أشكال الممارسة الجنسية السطحية"، تقول هذه القاصر التي دخلت عالم الممارسة الجنسية، قبل أن تغادر مركب مرحلة المراهقة. تطور سيرورة الأحداث في قصة فاتي يتقاطع في تفاصيل كثيرة منه مع نص الحديث النبوي القائل "ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"، فكما مالت نفسها إلى الممارسة السطحية، لم تتردد كثيرا وهي تنغمس في ممارسات جنسية حقيقية فقدت معها غشاء بكارتها.ليست وحدها الرغبة الجامحة في ممارسة الجنس أو الطيش والتهور ما دفع فاطمة إلى تلبية رغبات رشيد، بل كان وراء هذه التنازلات و"التضحية"، كما تسميها، الوعود التي قطعها لها. "كان كيكول ليا كانبغيك وغادي نهدر مع دارنا باش يمشيو يخطبوك" تستطرد القاصر التي صارت أما في سن السادسة عشرة. تتذكر أنها بدأت تستشعر نفورا لدى رشيد وتهربا من الإجابة على أسئلتها كلما تعلق الأمر بموعد التوجه إلى بيت والديها، لخطبتها. لم يلبث هذا النفور أن تحول إلى فتور في العلاقة، التي تطورت بسرعة صاروخية، إذ في ظرف ثلاثة أشهر كانت الفتاة القاصر قد مارست الجنس سطحيا و"بعمق" وفقدت بكارتها، في أول تجربة غرامية.بين عشية وضحاها هجرت فاطمة بيت خالتها بالحي الحسني. "لم أتوجه إلى مدينة كلميم خشية الفضيحة"، توضح فاطمة، لكنها قصدت أحد الفنادق الرخيصة بالمدينة القديمة للبيضاء، حيث قضت بضعة ليال بالمبلغ المالي البسيط الذي كانت تتوفر عليه، قبل أن تجد نفسها مجبرة على النزول إلى الشارع بحثا عن طريقة تتدبر بها مورد عيش يغنيها عن حرج مد يدها للآخرين أو لأغراضهم. تقلبت بين عدة مهن. عملت أولا نادلة بإحدى المقاهي، ثم عملت في مطعم للوجبات السريعة، وعاملة نظافة بأحد الفنادق، ثم في مقهى... "بالكاد كان يكفي ما كنت أحصل عليه لتدبر أموري المعيشية طيلة الشهر"، تقول فاتي.خلال هذه المدة لاحظت أن بطنها بدأ ينتفخ رويدا رويدا، حتى لم يعد في الإمكان إخفاء الأمر أمام الأسئلة المحرجة لبعض "زميلاتها". "كنت متأكدة أن حملي كان من رشيد"، تقول هذا لتنفي أي علاقة بين ولوجها عالم بيع الهوى وانتفاخ بطنها. عندما حان موعد وضع ما في بطنها كانت قد جاوزت عتبة السادسة عشرة، وكانت أيضا لا تنفك تتصل برشيد أو تلهث وراءه "ليجد حلا لهذه الورطة"..."ف كل مرة كنطلبو يدير شي حاجة كان كيجاوبني جواب وحيد: سيري شوفي معمن درتي ديك الكرش". محمد أرحمني

فاتي… قاصر حملت سفاحا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاصرات يتهافتن على موديلات الكبار

الدعارة...الوجه "المخدوش" لحياة القاصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات