أنا ممنوع من المغرب دون أسباب واضحة

لؤي القريو الإعلامي الليبي يحكي لـ «الصباح» حقيقة علاقته بنظام القذافي وموقفه من الثورة صوت ووجه إعلامي ليبي شاب، مثير للجدل أينما حل وارتحل. جرأته في إدارة الحوارات الإذاعية والتلفزيونية بالإعلام الليبي خلال فترة حكم القذافي جرت عليه الكثير من المتاعب حينها. خلال اندلاع الثورة الليبية كاد يزج باسمه ليكون متحدثا باسم النظام، فتنصل من هذه المهمة بأن غادر ليبيا في اتجاه تونس والمغرب والعديد من الدول العربية . في هذا الحوار الذي خص به لؤي القريو «الصباح»، من خارج المغرب، يحكي عن المشهد الإعلامي الليبي، قبل الثورة وبعدها، وعن مشاريعه الإعلامية المؤجلة بالمغرب. منذ اندلاع الثورة الليبية تواريت عن الساحة الإعلامية ما هي آخر أنشطتك خلال هذا المرحلة؟ أسست مؤسسة إعلامية في الخليج من ضمن أنشطتها تدريب الأطر الإعلامية في كل التخصصات (راديو وتلفزيون وصحافة مكتوبة وإنتاج تلفزيوني والبرامج والسلسلات والأفلام الوثائقية) أما بليبيا فإنني قمت بتأسيس شركة إعلانية لغرض تنظيم سوق الإعلانات الخارجية والمحلية، كما سأصدر عددا من مجلة الشباب الأولى الشبابية خلال الأيام القليلة المقبلة فضلا عن اشتغالي على توثيق الثورة الليبية بحكم أنها كانت ثورة جبارة وتستحق ذلك. هل معنى هذا أنك ستعود قريبا عبر الأثير المسموع والمرئي في ليبيا؟بصراحة هناك عرض من إحدى القنوات الفضائية الليبية بأن أقوم بإعداد وتقديم برنامج اجتماعي سياسي أسبوعي، وهناك شركة عالمية جاهزة لرعاية البرنامج، ولكن لم أقتنع ببعض هذه القنوات لما تخفيه من أجندة. والأكيد أنها ستنعكس سلباً على أداء العاملين بها.. كما أن انشغالي وأسفاري الدائمين في يحولان دون تركيزي على أنشطة إعلامية في الفترة الراهنة. لماذا قدمت استقالتك من قناتي «الشبابية» و»الليبية» رغم أنك من مؤسسيهما؟ استقالتي كانت بسبب إيماني بأن الإعلامي الناجح لديه رسالة يحملها على عاتقه لنقل الحقائق وتثقيف العامة وليس لنقل رغبات الممولين، لهذا كانت توجد ضغوط وتحديدا من أزلام سيف الإسلام القذافي. ما هي طبيعة هذه المضايقات؟ رغم أن أمر هؤلاء انتهى كما رأى الجميع، فهذا لا يمنع من تقديم نماذج من المضايقات التي تعرضت لها على أيديهم، منها على سبيل المثال، إيقاف حلقة خاصة عن قضية الممرضات البلغاريات والسيدا علما أنه تم إيذاع برومو الحلقة وموعدها وكانت ستفضح سيناريو أكذوبة الممرضات البلغاريات كما أن كل الأدلة موجودة وسنكشف لليبيين والعالم حقيقة الأطفال المصابين بالسيدا ومن المسؤول وكيف تم ذلك في الوقت المناسب. هل صحيح أن استقالتك كانت لها علاقة باعتقال مدير قناة الليبية من طرف القذافي؟ فعلا فقد صدرت أوامر من القذافي باعتقال عبد السلام المشري، مدير القناة، لا لشيء سوى لأنه كان متمسكا بضرورة حرية الإعلام، فتم تكليف شخص آخر لم تكن له سلطة على القناة. فأسست رفقة الإعلامي علي جبريل قناة «الشبابية» التي تعرضت هي الأخرى لمضايقات وتدخلات في خطها التحريري، فاضطررت إلى تقديم استقالتي. ألم تكن للمضايقات علاقة بطبيعة النقاشات «المتحررة» التي كنت تديرها في البرنامج الإذاعي «لقاء خاص» على «الليبية إ ف م»؟ لا أنكر أن مدير القناة في تلك الفترة المشري كان له الفضل الكبير في نجاح برنامجي ودعمني كثيرا رغم المضايقات التي كان يتعرض لها من طرف رؤسائه، بخصوص جرعة الحرية الزائدة في هذا البرنامج، كما تعرضت للمضايقة بشكل مباشر على يد شخصين أولهما مدير مركز للإنتاج الفني تابع للقذافي مباشرة كان يرسل عني تقاريرا تقول إن أحد أبناء عمي كان ينتمي للجماعة الليبية المقاتلة وهو الذي رمى القنبلة على القذافي في مدينة الشاطئ بسبها ولم تنفجر فأعدمه الأخير، وأن لدي أجندة خفية وبأني أشكل خطرا عليهم ويجب فصلي بسرعة من الإعلام الليبي كله. والشخص الثاني هو مدير مكتب سيف الإسلام القذافي الذي كان يرسل تقاريرا إلى الأخير وإلى والده. ألم تكن محميا من أي جهة وأنت تطرح مواضيع جريئة في برنامج «لقاء خاص»؟ لم يحمني أحد غير الله، ولعلي كنت محظوظا لأني أفلتت منهم سيما أن الكثيرين كانوا يعتقدون أنني مدعوم فكانت الجهات الرقابية والأمن الداخلي يخافون من الاقتراب من قناة الليبية، خاصة أنهم كانوا يعرفون أن الشركة المالكة للقناة في ملك سيف. فأوهامهم أنقذتني والحمد لله... منذ اندلاع الثورة الليبية غادرت ليبيا ولم يظهر لك موقف واضح إزاءها؟ أولا أذكر بأنني غادرت ليبيا يوم 20 فبراير 2011 بعد كلمة سيف الإسلام القذافي الذي توعد الليبيين شرا، وتوجهت إلى تونس، كما أنني كنت من المدعمين للثورة الليبية وليس بالضرورة من الداخل، سيما أن أفراد عائلتي كانوا حينها بطرابلس وما زالوا، إضافة إلى أنه تناهي إلى علمي حينها أنهم كانوا يريدون جعلي ناطقا رسميا باسم الحكومة الليبية وهو الأمر الذي كان سيضعني في موقف حرج. هناك من اتهمك بأنك كنت تحاول تغيير خط قناة «العربية»، التي كنت تتعامل معها، لصالح النظام الليبي، وأنه تم تحويل مبلغ خمسين مليون دولار إلى حسابك الخاص؟ لا أعتقد أن قناة «العربية» بحاجة إلى دعم ليبيا وليست تابعة للإعلام الليبي حتى أتدخل لتغيير خطها، ثم إنها قناة سعودية بدعم سعودي وعربي وليست بحاجة إلى جهة أخرى، كما أن قضية تحويل 50 مليون دولار إلى حسابي، تبدو مثيرة للاستغراب لطبيعة هذه الاتهامات، إذ كان من المستحيل خلال اندلاع الثورة الليبية تحويل فلس واحد لحساب أي شخص، فضلا عن أنه كان هناك قرار أممي بتجميد كل الحسابات الليبية في العالم وعدم التعامل مع ليبيا نهائيا، كما أن الشخص الذي يدخل لحسابه 50 مليون دولار لماذا يرجع إلى يبيا في هذه الفترة وقبل الانتخابات؟ فالمؤكد أن الأمر يتعلق بإشاعة عارية تماما من الصحة. سبق لك أن نظمت حفلا للمطربة اللبنانية إليسا في ليبيا، قبل سنتين، كان الأول من نوعه، لكن حفل مواطنتها هيفاء تم إلغاؤه في آخر لحظة رغم نزول إعلانات بشأنه. ما سبب ذلك؟ السبب أنني خفت على الفنانة هيفاء من الخطف من قبل النظام لأني تلقيت العديد من المكالمات من مكاتب بعض المسؤولين يسألون عن موعد الطائرة والرحلة ومن أي بلد ستأتي؟ ومكان إقامتها في ليبيا؟ ورقم هاتفها الشخصي؟ وغيرها من الأسئلة المزعجة، فتأكدت بأنه سيحصل موقف سلبي وسيضر صورتنا أمام العالم الفني وأمام النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، فقررت تأجيل الحفل إلى وقت آخر وأعتقد أن الوقت جاء. ما هي طبيعة العلاقة التي تربطك بالعديد من القنوات العربية مثل «إم بي سي» و»البي بي سي» و»العربية»؟ هي علاقات قوية مبنية على الصداقة والاحترام مع مديري هذه القنوات، بصرف النظر عن الاعتبارات المهنية، بحكم أني قضيت معظم لحظات عمري بلبنان وبريطانيا والخليج العربي. حللت بالمغرب قبل حوالي سنة وكنت تنوي الاستثمار في المجال الإعلامي، قبل أن تغادره، ما هي طبيعة الصعوبات التي واجهتك في سبيل تحقيق مشاريعك هنا؟ لم تكن هناك في البداية أي صعوبات، لكن يبدو أنه في الآونة الأخيرة انتصبت عراقيل في وجه إقامة الليبيين بالمغرب، رغم أن الحرب انتهت وانتهى معها نظام القذافي، ورغم أن بعض الليبيين اقترفوا فعلا تجاوزات فإن آخرين، ليسوا معنيين بتجاوزاتهم ولا يجب أن يتحملوا وزرهم، وألخص لك حكايتي في أنه منذ نزولي بالمغرب كنت أتردد على مصلحة لمراقبة شؤون الأجانب بالبيضاء، نهاية كل شهر، لتجديد إقامتي إلى حدود نهاية شهر مارس الماضي، فاعتذروا لي عن إمكانية تجديد الإقامة دون بيان الأسباب، وسلموني رفقة زوجتي محضرين للإمضاء عليهما ثم أبلغونا بضرورة مغادرة التراب المغربي خلال 48 ساعة، فتعجبت للأمر سيما أن لدي التزامات أسرية وابنتي تتابع دراستها بالمغرب، ثم بلغتني، في ما بعد، أخبار تقول إنني كنت ضمن قائمة سلمها السفير الليبي إلى السلطات المغربية طالب بإلغاء إقامات الأسماء الواردة فيها بدعوى أنهم من أزلام النظام السابق، وعندما ذهبت إلى طرابلس وقدمت مذكرة إلى مدير الشؤون القنصلية بالخارجية الليبية بهذا الشأن تم إبلاغي بأنه لا يوجد لديه أي علم بما يحصل.كما اتصلت بالقنصلية الليبية في الدار البيضاء فأبلغوني بأنه لا يوجد لديهم علم بموضوعي ولكن لديهم علم بأن هناك رفضا لمعاملات الليبيين ولا يعرفون الأسباب لحد الآن، علما أنني ما زلت أدفع إيجار شقتي بالبيضاء رغم أنها فارغة ولم أسلمها على أمل أن أرجع وأزور المغرب ثانيةُ كما أنني تركت أفرادا من عائلتي هناك.أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور من مواليد طرابلس بليبيا. تابع دراسته بكلية الاقتصاد قسم إدارة الأعمال بالجامعة الليبية. عُيّن بقناة الليبية معدا ومقدم برامج. تلقى دورات تكوينية بجامعة القاهرة وقناة الجزيرة وقناة العربية وقناة النيتوفي اللبنانية. أسس قناة الشبابية الفضائية وإذاعة الشبابية إ ف م. انتقل إلى دبي لتحضير شهادة الماجستير بجامعة الشيخ زايد. أسس مجموعة إعلامية بالميديا سيتي بدبي.

أنا ممنوع من المغرب دون أسباب واضحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فاطمة نوالي تهاجم شركات الإنتاج

المحامون ينسحبون من الحوار الوطني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

 فاطمة نوالي تهاجم شركات الإنتاج