تفاصيل مباراة انتصر فيها التطوانيون في الميدان والمدرجات

الجمهور التطواني صنع الحدث في ليلة التتويج باللقب الأول وارتباك في المرور والتنظيم صنع الجمهور التطواني الحدث، وهو يوقع على حضور قوي في المباراة التي جمعت الفتح الرياضي والمغرب التطواني أول أمس (الاثنين)، إذ حضر بكثافة لتأثيث مدرجات ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله.وإذا كان جمهور الفتح، ومعهم أنصار ومحبو الجيش الملكي وفرق مجاورة أخرى، سخر طاقاته وإمكانياته لملء الفراغ الذي عاناه الملعب طيلة موسم بأكمله، ونجح إلى أبعد حد في ذلك، فإن الجمهور التطواني صنع الفرجة واحتفالية لم يسبق لها مثيل. فالطريق إلى الرباط بالنسبة إلى هؤلاء لم يكن عسيرا، بل تسيير أمام كل عاشق لأنصار الحمامة البيضاء واللونين الأبيض والأحمر.حركة غير عاديةتخلت الرباط عن هدوئها المعهود منذ الساعات الأولى من صباح أول أمس (الاثنين)، وهي تستقبل جماهير المغرب التطواني، ولا تكاد تخلو أزقة ودروب وشوارع الرباط من رايات وشعارات الفريق التطواني وقمصان وقبعات باللونين الأحمر والأبيض. ومن بين هؤلاء من بحث عن قمصان فريقهم المفضل بأسواق باب الحد، مرددين أهازيج وأناشيد تمجد المسار الناجح للمغرب التطواني منذ انطلاق البطولة. أما أنصار الفتح الرياضي، فانزعجوا من توافد عدد جماهير ”المات” بمحطة القامرة واستفزازهم، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى شغب أو فوضى. استنجد الجمهور الفتحي بجاره العسكري لدعمه ومؤازرته في المباراة المصيرية، وكان له ما أراد، عندما نجح مشجعو العاصمة إلى التوحد والالتحام في ما بينهم، أملا في تضييق الخناق على جمهور الحمامة، دون أن يتخلى جمهور الجيش عن لونه العسكري المفضل.حداد يسبق المباراةفي حدود الثالثة عصرا، ذاع خبر وفاء أربعة مشجعين تطوانيين بالرباط، فاستنفرت الأجهزة الأمنية لتقصي المعلومة ومدى صحتها، قبل أن تتأكد من أن الأمر يتعلق بحادثة سير راح ضحيتها ثلاثة مشجعين بجماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش بالطريق الجهوية رقم 417 الرابطة بين تطوان والعرائش، عندما كان الضحايا في طريقهم إلى الرباط لمؤازرة فريقهم. خلف الحادث صدمة في صفوف مشجعي وأطر ومسؤولي المغرب التطواني، إلا أنهم تناسوا أحزانهم مؤقتا في اللحظة التي كان الفريق في حاجه إلى دعمهم وتشجيعهم، في انتظار تقديم التعازي إلى ذويهم بعد التتويج.ارتباك في حركة المرورلم تنجح السلطات الأمنية في السيطرة على حركة المرور قبل انطلاق المباراة، إذ شكلت الطريق الرابطة بين القامرة وملعب المجمع الرياضي النقطة السوداء. احتجاج المشجعون إلى أزيد من ساعة و45 دقيقة لقطع مسافة ألفي متر، وهو ما زاد الجمهور غضبا على رجال الأمن، الذين رفضوا السماح للسائقين بالمرور عبر طريق مؤدية إلى الملعب، بمبرر وجود «تعليمات».لم تخل المباراة من تعزيزات أمنية، بعد الاستنجاد بأزيد من 4 آلاف رجل أمن، لحفظ النظام العام، بمن في ذلك الدرك الملكي والشرطة والقوات المساعدة، إضافة إلى رجال الأمن الخاص، الذين حضروا بعدد وفير، وذلك لتطويق أي انفلات أمني محتمل.فتح المنظمون أبواب الملعب في حدود الواحدة بعد الظهر لاستقبال المشجعين، تفاديا للاكتظاظ والازدحام مع تشديد المراقبة في مختلف الأبواب، مانعين قنينات الماء والمأكولات، لكنهم فشلوا في العثور على الشهب الاصطناعية.البطولة جبليةردد الجمهور التطواني عبارة البطولة جبلية، نسبة إلى المناطق الشمالية، مستبقين فوزا مستحقا على الفتح الرياضي لم يتحقق بعد على أرضية الميدان، وهو ما يفسر حضوره من مدن تطوان وطنجة وشفشاون وأصيلا. ردد هؤلاء أهازيج فلكلورية وأغاني من قبيل «هادي البداية مازال مازال»، وظل يهتف باسم اللاعبين منذ انطلاق المباراة في تناغم وانسجام غير مسبوقين. في المقابل، حافظ جمهور الفتح على هدوئه واتزانه وتفاعله أحيانا على المرتدات الخطيرة التي كان يقوم بها الفتح الرياضي بين الفينة والأخرى. لم ينخرط أنصار الفريقين في تبادل الشتائم والسباب، بل شكل حضورهم القمة في الروح الرياضية العالية، فلم يزغ هؤلاء عن السكة الملائمة، عدا استثناءات قليلة لم تعكر صفو حفل نهائي البطولة.الشهب تسبق الهدفظل جمهور المغرب التطواني يتفاعل مع مرتدات لاعبي المغرب التطواني، التي شكلت خطورة على مرمى عصام بادة، في بعض اللحظات، في الوقت الذي كان فيه الفتح متحكما في وسط الميدان، والأكثر رغبة في هز الشباك. لكن الجمهور التطواني لم يهدأ لحظة بتشجيعاته وأهازيجه واحتفاليته، حتى وهو يتحدى رجال الأمن برمي الشهب الاصطناعية على أرضية الملعب. وما إن أحرز عبد الكريم بنهنية الهدف الوحيد في الدقيقة 51، حتى عمت هيستيرية صفوف الجمهور التطواني، الذي تمادى في رمي الشهب الاصطناعية، التي أحدثت دخانا كاد يحجب الرؤية، ما استدعى تخلا أمنيا لاحتواء الوضع، إلا أن الجمهور لم يكترث للأمر، فواصل هتافاته وتشجيعاته المتواصلة والمثيرة للغاية دون أن يحدث أي شغب في الدرجات، فيما خيم صمت مريب على مدرجات الفتح الرياضي، بعدما أدركوا أن فريقهم بعيد عن التهديف رغم كثرة الفرص المتاحة. أما لاعبو المغرب التطواني، فوقفوا إجلالا لروعة الجمهور وحضوره المكثف وتشجيعاته المتواصلة، مطالبين إياهم بالمزيد من الهتاف إلى أن يتحقق الفوز، وهو ما تحقق.مشاكل في التنظيمعمت الفرحة بعد إعلان الحكم بوشعيب الحرش نهاية المباراة، وهرول لاعبو «المات» تجاه مدربهم ومسيريهم، احتفاء بالتتويج التاريخي، وواصل الجمهور هتافه، فيما سقط لاعبو الفتح أرضا يندبون حظهم العاثر، لكن ذلك لم يمنعهم من تهنئة زملائهم التطوانيين وتحية جمهورهم. أما أنصار الفتح، فغادروا الملعب محبطين، لكنهم سعداء بما حققه فريقهم تحت قيادة المدرب جمال السلامي.رغم أجواء الفرحة، لم تخل المباراة من بعض الهفوات التنظيمية، خاصة لحظة تثبيت منصة التتويج وتوزيع الميداليات ودرعي البطولة والوصيف، إذ تأكد جليا أن الجامعة ما زالت في حاجة إلى آليات للاشتغال بطرق احترافية. أما منشط الحفل الختامي، فتعمد الحديث باللغة الفرنسية وبعض العبارات بالإسبانية، إلى درجة أنه خيل إلى كثيرين أن أحد طرفي المباراة فرنسي.في المقابل، حمل عبد الملك أبرون، رئيس المغرب التطواني، على الأكتاف، وتوجه ابنه أشرف لتحية الجمهور والتقاط الصور مع كثيرين. احتفالات خاصةغادر الجمهور التطواني الملعب في حدود العاشرة والنصف ليلا عبر سيارات وحافلات ودراجات نارية، حاملين الأعلام الوطنية وشعارات فريقهم دون اكتراث بالإجراءات الأمنية. أطفال وشباب ونساء ورجال رددوا الشعارات وأغاني مستوحاة من التراث الشعبي الجبلي، كل شيء مباح بالنسبة إلى هؤلاء في ليلة التتويج، انطلاقا من الجري واستعمال منبهات السيارات، ما تطلب استنفار الأجهزة الأمنية، التي سارعت إلى تعزيز الحراسة على الممتلكات العمومية وفرض نظام بروتوكولي نجح وضع حد لأي انفلات أمني بعد المباراة. عيسى الكامحي

تفاصيل مباراة انتصر فيها التطوانيون في الميدان والمدرجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

30 ألف تطواني خرجوا إلى الشوارع احتفالا بالتتويج

ثلاثة مرشحين ينضمون إلى سباق رئاسة الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات