مختبرات الأدوية الأصلية تحارب الدواء الجنيس

أشار مكتب الدراسات «سيس كونسولتينغ» في خلاصات الدراسة التي أنجزها لفائدة مجلس المنافسة، حول التنافسية في قطاع صناعة الأدوية، إلى أن هناك حربا تشنها مختبرات الأدوية الأصيلة العالمية للحد من انتشار الأدوية الجنيسة. وأكد التقرير أن هذه الحرب تمتد إلى المغرب، إذ تعمل بعض مختبرات صناعة الأدوية على التبخيس من جودة الأدوية الجنيسة. وأوضح التقرير على أن المختبرات، غالبا، ما تستعمل، في إستراتيجيتها التواصلية ضد الأدوية الجنيسة، جودة الأدوية الأصيلة بالمقارنة مع الجنيسة، وتبرر ارتفاع أسعار الأولى بفاعليتها العلاجية. واستعرض التقرير العديد من أوجه هذه الحرب، من قبيل إحدى الحملات الإشهارية التي نظمها أحد مختبرات الأدوية، إذ اعتبر أن الطبيب الذي يصف لمريضه دواء جنيسا بأنه عدو له، في حين أن مختبرا آخر، في مقارنته بين الدواء الأصلي والجنيس، أشار إلى أن الفرق بين الاثنين مثل البيض الجيد والفاسد. ويعتبر العديد من المتتبعين أن هذه الحرب تغذيها رهانات اقتصادية ومالية، إذ يصل رقم معاملات سوق الأدوية بالمغرب إلى 12.6 مليار درهم، على خلاف ما يروجه الصناعيون حول جودة الأدوية الجنيسة وفاعليتها العلاجية.في السياق ذاته يرى بعض المهنيين في قطاع الصحة أن الدواء الجنيس يشكل «خرابا» حقيقيا للصيدلي، إذ أن هامش الربح سينقص بشكل مهول، بالنظر إلى الثمن المنخفض للدواء الجنيس. فإذا كانت تكلفة الدواء الأصلي بالنسبة إلى أحد المرضى مثلا هي 5 آلاف درهم وخلفت للصيدلي ربحا قدره 1500 درهم، على سبيل المثال، فإن تكلفة الثمن الجنيس للمريض نفسه ستكون 3 آلاف درهم وسينخفض هامش ربح الصيدلي بشكل مهول. لكن الصيادلة يعتبرون أن القضية لا تتعلق بهامش الربح، بل الأمر مرتبط بصراع كبير ومنافسة شرسة بين شركات تصنيع الأدوية الكبرى. ويؤكدون أن إقحام الجنيس يجب أن يتم في إطار عام وشامل وأن تخضع مختلف الهياكل إلى إصلاح شامل، فبعض الدول تشترط على الطبيب أن يكتب الدواء باسمه العلمي (DCI)، وتشترط على الصيدلي، أيضا، أن يعرض على الزبون كل الأصناف بالأسماء التجارية المختلفة المتوفرة، وعلى الزبون أن يقارن ويختار، وعلى الصيدلي أن يساعده على الاختيار بحياد، وهو ما لا يمكن تحقيقه، حاليا، في المغرب لأن ذلك يتطلب تكوينا خاصا للطبيب والصيدلي على حد سواء، إضافة إلى تعديلات قانونية تعطي للصيدلي الحق في استبدال الدواء حسب المخزون المتوفر والقدرة الشرائية للمريض (le Droit de substitution)، وهذه كلها مواضيع مسكوت عنها ولا يمكن حلها بين ليلة وضحاها. ع.ك

مختبرات الأدوية الأصلية تحارب الدواء الجنيس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأدوية الجنيسة لاتتعدى 30 في المائة من المبيعات

نظام تحديد سعر الأدوية يرجع إلى الستينات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات