حـكـايـة “الـجـنـرالات” داخـل الأحـرار

الحزب لم يتأقلم مع وضعه الجديد خارج الحكومة فبرزت مشاكل تنظيمية وانتخابية عصفت به تناسلت المشاكل التنظيمية داخل التجمع الوطني للأحرار، خلال الآونة الأخيرة، قبل أن ترتفع حدتها مع إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، التي راهن الحزب على الفوز بها لرئاسة الحكومة، غير أن نتائج الاقتراع جاءت عكسية، ووضعت الأحرار في صفوف المعارضة، بينما استقال عزيز أخنوش من المكتب التنفيذي للحزب، للمشاركة بصفته مستقلا في حكومة بنكيران، وهو ما خلف ردود فعل سلبية داخل صفوف قواعد الحزب، بينهم من أعلن عن تشكيل لجنة تصحيحية شككت في النتائج التي حصدها الحزب، معتبرة أنها "لا تعكس نتائج حقيقية لأن التجمع وقع فيه "دوباج" قبل الانتخابات، فيما لا تتعدى حصيلة الحزب 27 مقعدا يمثلها مناضلون ينتمون إليه". في ظل هذا المخاض السياسي الذي عاشه التجمع الوطني للأحرار، تحدث رئيسه عن وجود "جنرالات" داخل الحزب، ليلتقط بعض المناضلين الغاضبين الإشارة ويبدؤوا التحرك من أجل مزوار أولا، ولتطهير الحزب من هذه الفئة التي ورثها رئيس الحزب عن المرحلة الماضية، بعد أن كانوا ورقة للضغط على المنصوري وحلمه على الرحيل. لكن قوة "الجنرالات" جعلت مزوار يحتمي بهم ضد الغاضبين أنفسهم، ويجاريهم في قرارات المنع والطرد التي صدرت عن المكتب التنفيذي للحزب من أجل وقف الحراك داخله. قبل هذا الحراك كانت قيادة الأحرار قررت تأجيل المؤتمر الوطني بعدما حدد موعده في نهاية يونيو الماضي، وذلك لتزامنه مع أجندة الانتخابات التشريعية الأخيرة والاستفتاء على الدستور، وهو القرار الذي جرى التصويت عليه بإجماع أعضاء اللجنة المركزية المنعقدة حينها في فاس، قبل أن تعيد نتائج الانتخابات البرلمانية مؤتمر الحزب إلى الواجهة، قررت، إثرها، مجموعة من أعضاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، عقد لقاء حزبي بمنزل الراحل مصطفى عكاشة بالدار البيضاء، للرد على الإقصاء التي يتعرض له مناضلون وأعضاء منتخبون في الأجهزة الوطنية للأحرار بسبب ما وصفوه بـ"العزلة التامة والإقصاء الممنهج والحصار المضروب على مناضلي الدار البيضاء من طرف بعض أعضاء المكتب التنفيذي". واتهم أعضاء بالمجلس الوطني، في رسالة موجهة إلى رئيس الأحرار، صلاح الدين مزوار، بعض أعضاء المكتب التنفيذي، ممن نعتهم مزوار نفسه بـ"الجنرالات" بوأد الحركة التصحيحية منذ مدة وعرقلة أي عمل تصحيحي داخل أجهزة وهياكل التجمع الوطني للأحرار. بعض أعضاء المجلس الوطني، ممن قرروا الانتفاض ضد الوضع الذي يعيشه الحزب، بعد الانتخابات، طالبوا بـ"الشفافية وإشراك المناضلين في منح التزكيات للانتخابات البرلمانية المقبلة"، وأسسوا حركة تصحيحية ردا على "غياب التواصل بين قواعد الحزب على البيضاء، من جهة بين مناضلي الحزب ومسؤوليه مركزيا، من جهة أخرى"، كما اتهم أعضاء المجلس الوطني، الذي يحتل الرتبة الثالثة في هرم الأجهزة الحزبية للتجمع الوطني للأحرار بعد الرئاسة والمكتب التنفيذي، قياديين بـ"تغييب مؤسسات وهياكل الحزب من المشاركة في اتخاذ القرارات، خاصة المجلس الوطني واللجنة المركزية، هذه الأخيرة لها الحق في دراسة جميع القرارات المتخذة من طرف اللجان الدائمة للحزب طبقا لمقتضيات الفصل 27 من النظام الأساسي". إ.ح

حـكـايـة “الـجـنـرالات” داخـل الأحـرار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـزوار: الإعـداد يـجـري بـشـكـل طـبـيـعـي

مؤتمر الأحرار... مزوار في الاختبار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات