عريضة للمطالبة بإسقاط البكارة

فعاليات جمعوية وقانونية تطالب بإعدام قدسية البكارة وتدعو إلى مجتمع حداثي تتناقل فعاليات في المجتمع المدني عريضة لجمع توقيعات للمطالبة بانخراط المجتمع في ما أسمته مشروعا، هدفه «إعدام البكارة للتحرر من القيم البائدة وأشكال احتقار المرأة واختزالها في هذا الغشاء»، داعية الحركات النسائية والحقوقية والمدنية ب»قيادة ثورة على هذه القيم في مقابل قيم التحرر والتقدم والحقوق من مجتمع إنساني فيه تكافؤ بين الرجل والمرأة واحترام متبادل مبني على عناصر أخرى غير البكارة، وما ينسج حولها من علاقات، فكلنا عندنا بنات أو أخوات لا نريد أن يختزلن في بكارتهن لأنها مسألة شخصية بحتة».وقال الحبيب حجي، المحامي ورئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، إنه آن الأوان لنضع حدا لمشكل كبير في مجتمعنا ينتج عن نظرة المجتمع إلى البكارة، إذ يختزل المرأة وشخصيتها في هذا الغشاء، الذي يمكن أن تولد الفتاة بدونه، كما يمكن أن تخسره في أي ظروف. مضيفا أن على المغاربة أن يقتبسوا من الفرنسيين إحدى صيغ إعدام البكارة، وذلك ب»السماح للوالدين بأخذ طفلاتهن عند بلوغ سن 13 سنة للتخلص من البكارة عند الطبيب، هذا ما تقوم به المجتمعات المتقدمة، وبما أنه ظهر جليا أن البكارة في مجتمعنا تعبر عن التخلف وتهين كرامة المرأة، فإنه لابد من إيجاد صيغة من الصيغ لإعدامها، والطريقة التي يعمل بها المجتمع الفرنسي مناسبة». واعتبرت العريضة التي تتناقلها الفعاليات نفسها أن «البكارة ليست مسألة مجتمع، بل مسألة شخصية مرتبطة بصاحبتها»، مضيفة أن البكارة ظلت مدخلا لنيل المرأة الاحترام والتقدير ونعتها بالشريفة، بل إن قيمة المرأة تتلخص في هذا الجزء والذي لا يشكل أدنى أهمية، اللهم إلا أنها توحي بأن هذه المرأة لم يفتضها رجل من قبل وأنها لم تمارس الجنس من قبل، أو على الأقل تعطي إشارة إلى الرجل والمجتمع أنها وصلت نظيفة إلى زوجها غير مدنسة بالحب والجنس ومن ثقافة العلاقات الناشئة مع الرجل. كما اعتبرت العريضة المطلبية أن «مجتمعاتنا المتخلفة مازالت تختزل المرأة وقيمتها في البكارة، مما يجعلها في موقف صعب في هذا المجتمع على عكس المجتمعات الأوربية المتقدمة التي تقدمت وتخلصت من هذه العقدة، ولم يعد للرجل ولا المجتمع نهائيا أن يسأل عن البكارة عندما يريد الاقتران بامرأة، بل يرى فيها أشياء أخرى غيرها، «يرى فيها العقل والجمال الجسماني والثقافة والمعاملة وطريقة الحياة ومميزات شخصيتها إلى آخره من الأمور التي يمكن أن تثير انتباه الإنسان عموما سواء كان رجلا أو امرأة». وقالت العريضة إن مجتمعنا لا ينظر إلى الصفات الأخرى في المرأة إلا عبر البكارة وهو «احتقار للمرأة مادامت أذهاننا تذهب إلى قياس المرأة عبر مكان محدود ووحيد».وقالت العريضة إن مجتمعنا يحفل بعدة مصائب ناتجة عن تقديس البكارة، ويجب أن تتوقف بتظافر الجهود، ف»الدولة من جهة عليها أن تحارب الفقر ما أمكن وعليها أن تمحوا الأمية والجهل والعطالة وأن تسن خطة مع المجتمع المدني لتحديث المجتمع، ومن جهة أخرى على المثقفين الحداثيين والعصريين عموما والهيآت الحقوقية والنسائية أن تعمل من جانبها بشجاعة لتشكيل ضغط سواء على الدولة أو على جيوب مقاومة التحديث عبر تكوين لوبي ثقافي ينشط على مختلف المستويات والأشكال النضالية»، إذ نريد، تضيف العريضة، «أن نصل إلى قطع الطريق على الرجل لكي لا يلبي تلك الرغبة المرضية اجتماعيا لافتضاض البكارة، ورؤية الدم، وإلى زوال تلك التقاليد التي تعبث بكرامة المرأة عبر الاحتفال بدمها على قماش أبيض كدليل على شرفها وعفتها حسب التقاليد. نريد أن يتزوج الرجل المرأة بمنطق آخر دون التفكير في إذا كانت بكرا أم لا، وأن يقتنع بأن البكارة مسألة شخصية تتعلق بالمرأة شخصيا، ولا تتعلق بزوجها المفترض ولا بالمجتمع ويمكن أن تكون قد ضاعت في ظروف غامضة أو لأسباب اجتماعية قاهرة أو أنها ذات ميزة طبيعية خاصة، كعدم احتوائها للدم أو لكونها مطاطية إلخ... المهم أن لا تكون هاجسا لدى الرجل، بل يجب أن يعتبر ذلك مسألة شخصية لا علاقة له بها وألا تحاسب المرأة على تاريخها الشخصي، بل على تاريخها مع زوجها فقط».وعددت العريضة جملة من المآسي التي تعيشها الأسر المغربية نتيجة فقدان بناتهن البكارة في ظروف قاهرة، «هناك أسباب عديدة ومتنوعة وظروف قاهرة تفقد فيها العديد من الفتيات بكارتهن، ويكون ذلك خطيئة داخل الأسرة، فتكون ردود فعل خطيرة من جانب الأهل إما بارتكاب جريمة أو بهروب البنت لتتعاطى الفساد والدعارة، رغما عنها، ويتحول جزء كبير منهن إلى أمهات عازبات. والجميع يعرف كيف امتلأ مجتمعنا بهذه الفئات، وهي صنيعة واقع مر لم تختره الضحية عن طواعية ولكن سيقت إليه عن طريق أفكار وقوانين اجتماعية بائدة، ويبقى الرجل دائما في منأى عن هذه المصائب التي في الحقيقة هو الذي يتحمل فيها القسط الأكبر من المسؤولية مادام لم يزل يحتل مكانة مهمة داخل المجتمع الرجولي».وهناك من جهة أخرى، تسجل العريضة، فتيات يمارسن حقهن في الحب بجميع أشكاله وفي ذلك هناك من تفقد بكارتها، لكن عندما تأتيها فرصة الزواج تجري عملية تركيب بكارة اصطناعية وتمضي الأمور بسلام. وهنا يكون الرجل قد انطوت عليه الحيلة سواء بالبكارة أو بغيرها. وبالتالي تتساءل العريضة «ما جدوى السعي وراء قيم إما بائدة أو مزيفة تجرنا إلى الوراء بعناد، ولا تسجل إلا مظاهر التخلف عند الرجل وفي العلاقات الاجتماعية التي يبنيها ويصنعها».وخلصت الفعاليات نفسها إلى أن هذه العلاقات الاجتماعية لابد أن تعرف طريقها إلى الزوال هي وجميع العلاقات الناشئة عن الأنماط الاقتصادية البائدة، وذلك من أجل مجتمع حديث خال من الشعوذة وقيم الزيف، «فمسألة البكارة جزء لا يتجزأ من هذه العلاقات والقيم وعليها أن تختفي من مجتمعنا كما اختفت من المجتمعات الأوربية والمتقدمة، حيث كانت الأمهات تأخذ بناتها إلى الطبيب لإعدام البكارة. فلم يعد بذلك الرجل ممن بقي يبحث عنها». ضحى زين الدين

عريضة للمطالبة بإسقاط البكارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حركات: غشاء البكارة ليس دليلا على عذرية الفتاة

الـنـقـاش حـول الـبـكـارة يـشـبـه الـرسـم عـلـى المـاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات