دكار… مكتظة نهارا وغارقة في الظلام ليلا

تجار مغاربة بالعاصمة السنغالية يحنون إلى أرض الوطن وأبناؤهم يعيشون بهويات مشوشة دكار مدينة مكتظة نهارا، وغارقة في الظلام ليلا، وكأنها تسعى إلى إخفاء قوة تريد تحويلها إلى كتلة من الإسمنت خلسة عن أهلها المسالمين الذين لا يحلمون إلا بالحصول على ما يمكن من سبل العيش الكريم.مغاربة دكار، عاصمة السنغال، حزينون هذا الأسبوع، وأعلنوا الحداد بعد وفاة أحد أفراد الجالية المغربية هناك غرقا في البحر، بعد أن باغتته موجة عاتية ذات مساء، بينما كان يستمتع بأشعة الشمس الذهبية على أحد شواطئ العاصمة. الفقيد الذي ما زال أصدقاؤه من الطلبة المغاربة والسنغاليين بكلية الطب بدكار يتذكرون، بحسرة كبيرة، الأوقات التي قضاها مع كل واحد منهم داخل أروقة الكلية حيث كان يستعد للتخرج هذه السنة، بعد مسار دراسي امتد سبع سنوات كافح خلالها من أجل الحصول على التكوين العلمي اللازم لممارسة مهنة الطب بالمغرب.الفقيد، كغيره من عشرات المغاربة الذين يتابعون دراستهم الجامعية بكلية الطب بدكار، بعد أن لم تسنح لهم فرصة الالتحاق بإحدى كليات الطب بالمغرب التي تفرض شروطا قاسية جدا، فضلا عن قطع آلاف الكيلومترات، ومواجهة الأخطار للحصول على تكوين يمكنه من الحصول على شهادة في الطب معترف بها في المغرب. كثير من الطلبة المغاربة بدكار غادروا الحي الجامعي للمدينة، بسبب المشاكل الأمنية، وفضلوا كراء منازل صغيرة يمكن أن يشترك في تحمل نفقاتها طالبان أو أكثر، لتخفيف عبء سومة الكراء المرتفعة بالعاصمة دكار، مقارنة بالمغرب. مغاربة دكار عموما تفرقهم المهن التي يمتهنونها والهدف الذي جاؤوا من أجله إلى هذا البلد الإفريقي الذي سبقهم إليه أجدادهم، لكن هاجس العودة إلى الوطن يوحد بينهم، رغم اختلاف السن والجنس والمستوى الاجتماعي، فإذا كان الطلبة المغاربة يريدون العودة إلى المغرب بعد الحصول على شهادة تمكنهم من الحصول على وظيفة بالمغرب، فإن كثيرا من التجار، المتحدرين أساسا من فاس، والمنتشرين على طول شارع محمد الخامس بالعاصمة السنغالية، يعانون الغربة والبعد عن الوطن، ما جعلهم يفكرون في الطريقة التي تمكنهم من العودة إلى حضن الوطن من أجل قضاء ما تبقى من سنوات عمرهم، قبل أن ينعموا بحضن تراب الوطن الذي غادروه قبل عشرين أو ثلاثين سنة، حالمين بحياة أفضل لهم ولأبنائهم.حرص هؤلاء المغاربة على الارتماء في حضن الوطن لا يوازيه إلا حرصهم على عدم قطع الروابط بين أبنائهم الذين ولدوا بالمهجر وبين الوطن الأم، رغم أن كثيرا منهم لا يتحدثون أو يكتبون اللغة العربية في الغالب، لأن آباءهم، وحرصا منهم على ضمان مستقبل أفضل لهم سواء بالسنغال أو بعد العودة إلى المغرب، حرصوا على تسجيلهم بمدارس البعثة الفرنسية بدكار، قبل أن يكتشفوا أن هوياتهم أصبحت مشوشة وتتطلب نقلهم إلى المغرب من أجل التفاعل مع الوطن، وهو ما قرره كثيرون في انتظار الظرف المناسب. إسماعيل روحي (موفد الصباح إلى دكار)

دكار… مكتظة نهارا وغارقة في الظلام ليلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابات واعتقالات في مواجهات بين الأمن وطلبة بفاس

الخبرة الطبية تفند رواية بوشتى الشارف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات