مجالس انضباط التلاميذ في حاجة إلى تطوير

لن يجادلك أي متتبع لقضايا التعليم المدرسي، في أن التلاميذ المستهدفين أساسا بالعملية التعليمية التعلمية داخل المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة بمختلف أسلاكها، لا تمنح لهم فرصة المشاركة وإبداء الرأي والكشف عن معاناتهم وأسباب تعثر بعضهم دراسيا وأخلاقيا وصحيا داخل تلك المؤسسات... والأهم من كل هذا الدفاع عن أنفسهم بعد أن توجه إليهم تهم مختلفة من طرف مدرس أو إداري، تجعلهم يحالون على المجالس التأديبية، ويتعرضون لعقوبات قد تكون منصفة أو قاسية، فتبعدهم عن مسارهم التعليمي، وتلقي بهم في دوامة الانحراف والانقطاع الدراسي، فحتى لو كان التلميذ مخطئا في ارتكابه لسلوك خاطئ أو مشين تجاه أي كان داخل المؤسسة التي يدرس بها، فإن معظم الآباء وأولياء أمور التلاميذ يعتبرون أن أخطاءهم وتجاوزاتهم هي نتاج رد فعل أو استياء أو غضب يتم تصريفه حسب طبيعة وسلوك كل تلميذ أو تلميذة، وأن على إدارة كل مؤسسة أن تخبر أولياء أمور التلاميذ بكل الأخطاء والتجاوزات الصغيرة منها قبل الكبيرة، وأن على مجلس الانضباط، أن يختار عقوبات تربوية بإمكانها إصلاح سلوك التلميذ، في إشارة إلى أن خصم بعض النقط من نقطة السلوك أو حرمانه من التعلم لفترة ما هي عقوبات أصبحت غير مؤثرة في التلميذ. كما انتقدوا عقوبة تغيير المؤسسة، التي تقررها بعض مجالس الانضباط، معتبرين القرار تهربا من المسؤولية ومحاولة إلقائها على إدارة مؤسسات أخرى، فيما يعتبرها بعض مديري المؤسسات التعليمية غير تربوية، وأن على كل مؤسسة إصلاح ما أمكن تلامذتها، وأن كل تلميذ غير صالح لمتابعة دراسته بمؤسسة ما، فهو غير صالح للتعليم حتى في مؤسسة أخرى. كما أن القرار قد يكون مؤثرا أكثر على الأسرة التي ترغم على توفير مصاريف أكثر لتنقل أبنائها وبناتها إلى مؤسسات تكون في الغالب بعيدة عنها. ابتسم خالد الذي يتابع دراسته بالسنة الختامية باكالوريا بإحدى الثانويات التأهيلية بالمحمدية، قبل أن يجيب على سؤال "الصباح" حول دوره ممثلا للتلاميذ داخل مجلس التدبير بالمؤسسة. قال خالد إنه تم اختياره من طرف إدارة المؤسسة دون إجراء انتخابات، وإن حضوره يبقى في إطار الملاحظة، لعدة أسباب ذكر منها أنه (يحشم) من أن يناقش أو (يجابه) أعضاء المجلس وضمنهم بعض مدرسيه، وإنه وإن أراد التدخل في بعض الفترات، فإنه غير ملم بتفاصيل تلك المواضيع، التي اقترح أن تعمل على إدارة المؤسسة على تمكينه من جدول أعمال كل اجتماع قبل انعقاد اجتماعه بعدة أيام، من أجل مناقشته مع زملائه من التلاميذ، وأضاف خالد أن بعض قرارات المجلس تغضب زملاءه الذين يعتبرونه متواطئا معهم، وهو ما جعله يغيب عن باقي اجتماعات المجلس. وحكى جمال الذي يدرس بالجذع مشترك بالمؤسسة نفسها عن معاناته عند حضور مجلس القسم هيأة تأديبية حيث يجد كل أساتذته مجتمعين بهدف اتخاذ إجراءات تأديبية في حق أحد زملائه في الفصل. قال إنه يكتفي بمراقبة ما يجري، خوفا من أن يصطدم ببعض مدرسيه، خصوصا أن معظم المجالس التأديبية يكون فيها التلميذ المراد تأديبه قام بسلوكات غير تربوية ضد أحد مدرسيه. وأضاف أنه يرى في بعض الفترات أن هناك من يسعى إلى النيل من زميله، بتلفيق التهم إليه، لكنه لا يتجرأ على التدخل. تصريحات هنا وهناك، تصب كلها في كون المؤسسات التعليمية لا تشفي غليل التلاميذ، أكدوا أن تواصلهم مع المسؤولين الإداريين ينحصر في مفردات من قبيل (فين غادي، آش واقف تدير هنا، خوي الساحة، سير ما مساليش، جيب باك عاد تدخل...)، وأن حوارهم مع مدرسيهم لا يتعدى الإنصات إلى ما ألقوه من شروحات، وأنه نادرا ما يتقبل المدرس استفساراتهم حول فقرة غامضة أو جواب غير واضح، وأن الرد يأتي من بعضهم سريعا وقاسيا (فين كنتي ملي كانت كنشرح، حتى لعام الجاي وتفهم...). والتهديد بإحالتهم على المجالس التأديبية. وهو ما يقطع حبل التواصل والمودة بين التلاميذ ومدرسيهم وإدارتهم، ويحمل بعضهم على البحث عن بديل يتقن التواصل والإقناع، ويجعلهم يقعون تحت رحمة مدرسين الشوارع، تتلقفهم بمجرد خروجهم من أبواب المؤسسات التعليمية، وتسبح بهم بعيدا عن أعين أسرهم، داخل كل الفضاءات الخارجية (محلات الترفيه، المقاهي والأندية الانترنيت، الحدائق والأزقة ...)، تلقيهم في مسارات الانحراف والفساد الجنسي، وتمهد لهم طريق التخصص في عالم الجريمة والاتجار في المخدرات والأقراص المهلوسة. ب . ح (المحمدية)

مجالس انضباط التلاميذ في حاجة إلى تطوير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعفاء مسؤولين بالجديدة دون عرضهم على المجالس التأديبية

نقابات تطالب بالإفراج عن الأساتذة المعتقلين بـ"الزنزانة 9"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات