انتقادات لباستور بعد توقفه عن إنتاج الأمصال

كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات حول معهد باستور وجود مجموعة من الاختلالات تمثلت في غياب أي وثيقة تحدد التوجه الاستراتيجي للمؤسسة خلال الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2008.وعزا التقرير هذا الوضع إلى أن مهام المعهد لم يسبق تحديدها بوضوح من طرف سلطات الوصاية. ولاحظ التقرير أن معهد باستور لم يقم بأي أبحاث في مجال الأمراض المعدية والطفيلية النباتية رغم أن هذه الأنشطة تدخل في إطار مهامه، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الطب البيطري الذي يعتبر مهمة موكولة إلى هذا المعهد .كما لاحظ التقرير أن مهمة تحضير الأمصال واللقاحات والأنزيمات والمنتجات العضوية لا تحظى بالاهتمام اللازم من قبل إدارة المعهد، إضافة إلى تعليق عملية إنتاج الأمصال المضادة للعقارب والأفاعي.ولاحظ التقرير قيام المعهد بمهام لا تدخل في إطار المرسوم المنظم لمهام معهد باستور بالمغرب في ظل غياب رؤية إستراتيجية، إذ ركز جهوده على تطوير أنشطة أخرى لا تدخل في نطاق مهامه الأساسية، ويتعلق الأمر بالتحاليل الطبية الروتينية وتسويق الأمصال واللقاحات بالإضافة إلى الرقابة الغذائية والبيئية.وشدد التقرير على أن هذه الأنشطة تتطلب موارد مالية وبشرية ولوجستيكية مهمة وتم القيام بها على حساب الأنشطة الأساسية التي تعتبر صلب المهام الموكلة إلى معهد باستور كالبحث العلمي في الأمراض المعدية وإنتاج الأمصال واللقاحات والأنزيمات.وشملت الخروقات التي يرعرفها المعهد سوء تدبير المخزون الاستراتيجي للقاحات والأمصال باعتباره المؤسسة الوحيدة المخول لها من طرف وزارة الصحة تزويد السوق المحلية بالأمصال واللقاحات، وأوضح التقرير أن إدارة المعهد لم تضع أية إستراتيجية من أجل تدبير فعال للمخزونات وذلك لتفادي أي اضطراب في تزويد السوق المحلي.وأشار التقرير إلى أن المجلس لاحظ خلال فترة التدقيق حصول اضطرابات في المخزون بمختلف الأمصال والتلقيحات التي يقدمها المجلس.وأوصى المجلس بضمان التسيير الدقيق للمخزون وتوفير حد أدنى منه لتفادي اضطرابات في المخزون. وأبرز التقرير أن عملية تدقيق سير المختبرات البيولوجية الطبية والرقابة على الأغذية والبيئة لاحظت أن بعض مختبرات قسم البيولوجيا الطبية توجد بعيدة عن غرفة أخذ العينات، وهذا من شأنه أن يؤثر علىالعينات البيولوجية خلال نقلها من غرفة أخذ العينات إلى المختبرات المعنية. كما أن المبنى الذي يضم مختبرات قسم البيولوجيا الطبية يوجد في وضعية متهالكة متقدمة، إضافة إلى أن بعض المختبرات متفرقة بين مختلف بنايات المعهد، كما لاحظ قضاة المجلس أن ولوج بنايات مختلف الوحدات التقنية لا يقتصر على مستخدمي هذه الوحدات غير المحمية من دخول أشخاص غرباء، مع العلم أن هذه المختبرات تحتوي على مواد كيميائية خطيرة.وشدد التقرير على أن المعهد لا يقوم بالتحقق من تأثير المجال الخارجي للمختبرات الجرثومية للهواء على نتائج الاختبارات المعملية. كما لاحظ أنه لا يتم الالتزام ببعض الأحكام المنصوص عليها في الأنظمة المعمول بها في ما يتعلق بتدبير النفايات، إذ لوحظ غياب صناديق النفايات المختومة في مختبر الغدد الصماء المنصوص عليه في هذا الإطار.وكذلك تم الوقوف، خلال الزيارة الميدانية للمركز التجريبي لتيط مليل، على وجود نفايات خاصة يتم التعامل معها كنفايات عادية، وذلك بطرحها مباشرة في هذا المركز.وأكد التقرير أن بعض مختبرات المعهد لا تتوفر على المعدات اللازمة للقيام بالتحاليل البيولوجية، وفي حالة توفرها، فانها تكون معطلة. كما لاحظ التقرير عدم وجود برنامج للمراقبة المستمرة والذي يسمح بإثبات مدى كفاية المعايرة واشتغال الآليات من أجل ضمان صحة نتائج التحاليل. وتم الوقوف أيضا على غياب التحكم في سلسلة تبريد المستحضرات، وذلك راجع إلى أن معظم الثلاجات والمجمدات لاتتوفر على موازين لقياس الحرارة أو مجسات تمكن من مراقبة درجة الحرارة بشكل منتظم. إ . ر

انتقادات لباستور بعد توقفه عن إنتاج الأمصال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة أكتوبر المقبل

وكالة تقنين الاتصالات تغض الطرف على تجاوزات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات