التربية الإسلامية تضع بنكيران في مواجهة مع الملك

اتهامات للحكومة بالتشكيك في مراجعة مضامين التربية الدينية ومعاكسة مبادرة تأهيل الخطاب وضعت المواقف المترددة من مراجعة مضامين «التربية الإسلامية» عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في مواجهة مع الملك الذي أصدر تعليماته لوزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية،فبراير الماضي، بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق. ولم يجد بيت الحكمة بدا من التنديد بالتشكيك في المبادرة الملكية الداعية لمراجعة مضامين التربية الدينية، معتبرا أن في ذلك معاكسة صريحة لتأهيل الخطاب وتأهيل مقررات التربية الدينية بخلفيات إيديولوجية ودعوية واضحة لا تريد أن تركز المراجعة على «القيم الأصيلة للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة، القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر» على حد تعبير الملك.ودعت الهيأة المذكورة في بيان توصلت «الصباح» بنسخة منه كل الفاعلين من مختلف المواقع لاحتضان المشروع الملكي، ورعايته من أجل مقررات دراسية كفيلة بالرقي بمضامين التربية الدينية، للمساهمة في رفع التحديات المطروحة على بلادنا، وفي مقدمتها تأهيل الخطاب والثقافة الدينية لناشئتنا، معبرة عن تثمينها لهذه المبادرة الرائدة، التي تعمد بعض الجهات إلى التشكيك في روحها ومراميها وغاياتها بالترويج لأطروحات وادعاءات تشوش عليها بشكل متعمد كالقول بأن هذه الخطوة «تمس بثوابت البلاد وتتعارض مع إسلامية الدولة ومع الدستور المغربي».وأوضح البيان أن الدعوة إلى مراجعة مضامين مادة التربية الإسلامية تنسجم وطموحات بلادنا لتأهيل الدرس الديني بما ينسجم ومتطلبات التربية على القيم الإسلامية السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية، وكذا على ضرورة الانتصار للعقل والاجتهاد والاختلاف والانفتاح الديني، خاصة أن العالم في مرحلة تعرف تنامي المد الإرهابي وتوسع دوائر الخطابات التكفيرية والجهادية والثقافات العنصرية و الشوفينية القائمة على الكراهية والعنف والتمييز، مسجلا أن هذه المبادرة لا يمكنها إلا أن تساهم في تعضيد مقومات الوحدة الوطنية وتأهيل عقول الناشئة بتمكينها من أدوات التحاور والتخاطب الديني العقلاني بتأهيل مقررات التربية الدينية وتخليصها من كل المضامين المنحرفة أو التأويلات الخاطئة أو اللاتاريخية أو السياقات التي تسيء لقراءة وتأويل النصوص، أوالتوظيفات المتطرفة للنص الديني.وخلصت الوثيقة إلى أن هذا المشروع التنويري المستجيب لثقافة العصر، ومستجداته الكونية والذي يمر بالضرورة عبر المدرسة، هو ما يزعج بعض الدوائر الرجعية التي تتاجر بالدين، وتتسلل إلى مرافق الدولة وبنيات المجتمع، ومسالك التعليم عبر جمعيات مهنية، وتنظيمات موازية تسعى إلى تكريس خطاب ايديولوجي عقدي مناهض لأسس التحديث الديني والثقافي والفكري، ومشكك في مقومات وأسس الدولة الوطنية، والرهان على تحويل عقول التلاميذ إلى مشاريع عقول تكفيرية وظلامية.ياسين قُطيب

التربية الإسلامية تضع بنكيران في مواجهة مع الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نيران وسيوف في مواجهة أمن طنجة

مهاجر يذبح زوجته وينتحر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات