المرواني: اتهامنا بالتشيع مسألة كارثية

إن مسألة اتهامنا بالتشيع كارثية، لدينا وثائق تأسيسية. لدينا رسالة البصيرة، وعلى فكرة سنقوم في حزب الأمة بإعادة توزيع ملفاتنا على مختلف الهيآت الإعلامية، لكي تتأكد من الحقيقة. لقد سبق للإخوة في الحزب، أن قاموا بذلك، لكن من باب التذكير، نرغب في التشديد على هذه المسألة. لقد أكدنا على خطنا الفكري والإيديولوجي في رسالة البصيرة، التي عرضناها على كبار علماء المغرب، علماء السنة والمالكية، وأشادوا بها، وبمضمونها، وكيف تناولت مسألة التدين في المغرب، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف على طريقة الجنيد، ووفقنا فيها. إضافة إلى ما سبق، أشير إلى أنني نشرت قبل سنوات، مقالات حول السلطة في الفكر السياسي، وتناولت المدرسة الإسلامية، ولدي مشروع كتيب كنت أود نشره في السجن، لكن كانت لدينا معركة لم تتح لنا نشره. هذا الكتاب بينت فيه أصول فكرنا السياسي، واعتمدت فيه على الأصول الأساسية عند أهل السنة والجماعة، وكل من قرأه من أهل العلم المرموقين داخل المغرب وخارجه، ومن أساتذة جامعيين في مختلف العالم، اعتبروه قيمة علمية مضافة في الفكر السياسي الإسلامي. وفي العيون أو الداخلة، لا أتذكر، قال مفكر سياسي عراقي إن هذا ظلم في حق هذا الرجل، الذي اعتقل، إذ ساهم مساهمة نوعية في الفكر السياسي الإسلامي، على كل حال لا أريد أن أدخل في هذه التفاصيل، إن تتبعون إلا الظن، وإن أنتم إلا تخرسون، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أنا مؤمن بالمذهب السني، ومقتنع به بشكل عميق، وقرأت العديد من المؤلفات لأكون قناعتي في هذا المجال. اقتنعت بالمذهب السني على غرار كل المغاربة، وبما كان عليه الإمام مالك، بل خلال المحاكمة استشهدت بأصوليي وفقهاء المذهب المالكي. المسألة لم تكن لها علاقة بالتشيع، بل مسألة التخويف منا، وجربوا ضدنا أسلوب الترهيب، قبل أن يرتبوا الملف، الذي بسببه زج بنا في السجن، وهانحن نخرج أعزة، كراما، أقوياء، ولا يسعني، بالمناسبة، سوى أن أحيي شباب 20 فبراير، فهم جزء من الوعي السائد في الأمة، يعبرون بصدق عن آلام هذا الشعب وأحلامه، أيضا. ما يقع من تحولات هي تنازلات شكلية لا تمت إلى الجوهر، إلى حدود اللحظة على الأقل، لذالك أرغب في توجيه نداء مفاده أنه يجب أن نركب قاطرة التاريخ، فالتاريخ لا يرحم، ومحكمة التاريخ لا ترحم، وكما قال النقيب الجامعي، في لحظة ما خلال أطوار المحاكمة، الأحكام هي التي تصنع التاريخ، وأنا أقول إن القرارات السياسية، الشجاعة، هي التي تصنع التاريخ. إذا كنا اليوم نريد مغربا جديدا، فلنغير المنهجية السياسية القديمة، يعني القطع مع المتورطين في الفساد وفي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، الذين يعرقلون الديمقراطية. هؤلاء الذين يعرقلون الديمقراطية يريدون إيهامنا بوجود تحولات وإصلاحات، هي تغييرات تكتيكية لا غير، ملامح النظام المخزني لم تتغير، المخزن له صفتين، هما المنح والتقسيط، وما لم تتغير هاتين السمتين، لا يمكن أن يحدث التغيير. المخزن سياسة، واقتصاد، واجتماع، ومنظور للحياة، المخزن ليس أشخاص، إنها فكرة تتميز بالمنح، بمعنى غياب التعاقدات والشراكات. والتقسيط، أي اعتماد المنطق القائل إن الديمقراطية تقتضي ناسا ناضجين، وأن المغاربة لم يصلوا، بعد، إلى مرحلة النضج. رفضنا أن نطيع، فأرادوا ترويضنا.

المرواني: اتهامنا بالتشيع مسألة كارثية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتحاد النقابات المستقلة يطعن في الحوار الاجتماعي

المعتصم : البديل الحضاري أكبر متضرر في الملف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات