الديربي 110…حرب تحت جنح الظلام

إنزال أمني كثيف ورواج اقتصادي وكساد في السوق السوداء وحضور وازن للوجه الحسن شكل الديربي العاشر بعد المائة، الذي جمع أول أمس (الأحد) بين الرجاء والوداد محطة أخرى للوقوف على مجموعة من الظواهر التي باتت تشكل أحد ثوابت مباراة الموسم من قبيل الإنزال الأمني الكثيف، وزحف الجمهور صوب ملعب محمد الخامس، والنشاط الاقتصادي الذي يرافق هذه المواجهة، وينعش جيوب الكثير من المعطلين، والباعة المتجولين بالعاصمة الاقتصادية. ديربي أول أمس لم يخرج عن القاعدة، وعاش على إيقاع حروب خفية اندلعت في الساعات الأولى لصباح السبت الماضي، بين فصيلي الفريقين، بمدرجات مسرح المباراة، ورواج اقتصادي تمثل في أزيد من 20 عربة للمأكولات الخفيفة، وتجارة الأقمصة والقبعات الحمراء والخضراء.لكن ما شد الأنظار في هذا الديربي الذي انتهى بدون غالب ولا مغلوب، هو الحضور الأمني المكثف، والتنظيم المحكم داخل وخارج الملعب، وكذا الحضور النسوي الوازن، الذي أضاف لمسة جميلة إلى محيط المركب وداخل المدرجات. «الصباح الرياضي» تنقل بين الأزقة والشوارع المتاخمة للمركب، وأعد الربورتاج التالي: حرب تحت جنح الظلامعاشت العاصمة الاقتصادية على إيقاع حرب التيفو على امتداد الأسبوع الماضي، وبلغت حدتها بين جمهوري الغريمين في الساعات الأولى لصباح أول أمس (الأحد)، وعاين «الصباح الرياضي» مجهودات رجال الأمن في فك الاشتباك الذي حدث بين فصيلي الرجاء والوداد في تمام الثانية والنصف صباحا.وحسب رواية مصدر أمني كان شاهد عيان، فهذه الفئة من المشاغبين، لا تمثل الجمهور الحقيقي للغريمين، وإنما «شلة من أصحاب السوابق الذين يبحثون عن ضحايا منتصف الليل»، ويضيف بانفعال كبير «انظر ماذا يفعلون، بالله عليك هل هؤلاء جمهور أم عصابات مدربة عن الرشق بالحجارة، واعتراض سبيل المارة».وما كاد المصدر ينهي كلامه، حتى طلب منه التدخل في جهة أخرى من ملعب مجمع محمد الخامس، الذي كانت أضواء جهة «المكانة» منه منطفئة، في حين كانت أضواء الجهة المقابلة الخاصة بجمهور «فريميجة» مشتعلة.وحسب رواية أخرى، استقاها «الصباح الرياضي» من المكان، فإن جماهير الوداد هاجمت جمهور الرجاء واستولت على بعض أجزاء التيفو، الذي عرض قبل انطلاق مباراة أول أمس، بعد أن اضطر أعضاء الفصيل إلى استكمال تركيبه قبيل انطلاقة مباراة الأمل.ما أثار انتباه عناصر الأمن أثناء التدخل لفك الاشتباك، وإلقاء القبض على بعض المشاغبين، هو وجود سيارات فارهة بالقرب من أبواب المركب، يقودها شباب يبدو أنه على دراية تامة بما يجري داخل الملعب، ولاذوا بالفرار بمجرد اقتراب الشرطة منهم.وأكد أحد أعضاء فصيل درب السلطان، أن الأمر تغير على ما كان عليه في السابق، بعد أن تسربت عناصر مشاغبة ومعروفة لدى السلطات الأمنية إلى قلب إلترات العاصمة الاقتصادية، التي رغم اختلاف مواقفها في العديد من الأمور، تنبذ الشغب.زحف أخضر وتردد أحمرفي الساعات المبكرة لصباح أول أمس (الأحد)، شهدت الأحياء المتاخمة لملعب محمد الخامس، من جهة شارع سقراط، كما هو معتاد، زحفا أخضر، اضطر معه أصحاب بعض المتاجر إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتصدي للمشاغبين، في ما اختار البعض الآخر اعتبار أول أمس يوم عطلة مدفوع الأجر، تجنبا لكل ما من شأنه أن يتسبب لهم في خسائر مالية و...وإلى حدود الساعة 12 زوالا، ظل الأخضر اللون الطاغي على محيط المركب، مع تسجيل توافد متقطع للجماهير الودادية التي فضلت التريث في ولوج الملعب (مباراة الأمل انطلقت في الساعة الثانية بعض الظهر).وانتقل «الصباح الرياضي» إلى داخل الملعب، في تمام الساعة الواحدة، حيث وقف على السيناريو ذاته، إذ أن مدرجات الرجاويين امتلأت تقريبا عن آخرها مع انطلاقة مباراة الأمل (3 – 3)، في حين مدرجات الوداديين ظلت بها جنبات فارغة حتى بعد صافرة بداية مباراة الكبار.وعكس المباريات السابقة للغريمين بالبيضاء، فإن الأمن لم يسمح للجماهير بالدخول بالمجان في الشوط الثاني، إذ ظلت الحراسة مشددة على أبواب الملعب إلى غاية نهاية المباراة.نشاط اقتصادي... وكساد في السوق السوداءأزيد من 20 عربة للمأكولات الخفيفة أثتت محيط المركب، في ما يشبه سوقا أسبوعيا في الضواحي، تروج حسب مصدر عليم أزيد من عشرة ملايين سنتيم، وتنعش جيوب العشرات من الباعة المتجولين في العاصمة الاقتصادية، يتحولون في الديربي إلى طباخين مهرة، يقدمون لشباب مهووس بحب الكرة، وجبات سريعة لسد رمق الجوع في يوم غير عاد.لا تلبي عربات المأكولات الخفيفة رغبات الجماهير الزاحفة نحو الملعب فحسب، بل إنها تشكل ملاذا لرجال الأمن ولكل الساهرين على التنظيم الذين يقضون أزيد من عشرين ساعة بالملعب.ولم تكن المـأكولات وحدها وراء الانتعاش الاقتصادي، بل إن تجارة بيع الأقمصة والقبعات وبعض وسائل التشجيع، ساهمت بدورها في هذا الرواج الذي يدر على أصحابه دخلا يعينهم في سد حاجياتهم في انتظار ديربي آخر.مقابل الرواج الاقتصادي الاستثنائي، شهدت السوق السوداء كسادا غير منتظر، وظل منشطو العملية يجوبون الأزقة المتاخمة للمركب دون جدوى، بسبب وفرة التذاكر في الشبابيك المخصصة المنتشرة على مدار الملعب، وغلائها (50 درهما للمدرجات العادية)، والذي لم يترك هامشا كبيرا للربح لمروجيها.هذه العوامل، وأخرى تهم الجانب التنظيمي، لم تمنع من ترويج تذاكر مزورة، خصوصا بالقرب من الباب الرئيسي، حيث ضبط المنظمون مجموعة من التذاكر بحوزة الراغبين في ولوج الملعب، دون تحريك مسطرة المتابعة.إنزال أمني في الساعات الأولى للصباحشهدت منطقة المعاريف، في الساعات الأولى لصباح أول أمس، إنزالا أمنيا غير مسبوق، إذ تم تسخير حوالي 5500 عنصر لضبط الأمن انطلاقا من محطات الحافلات، ومرورا بالشوارع المؤدية لملعب محمد الخامس، ووصولا إلى داخله. كما سهرت هذه العناصر، إلى جانب الشركات الأمن الخاصة، على تنظيم تجاوز الحواجز وولوج المدرجات. إلى أن «الصباح الرياضي» وقف على بعض التجاوزات التي كادت تفسد العرس الرياضي، من قبيل التساهل مع بعض المتفرجين في التسلل إلى المدرجات دون أداء التذكر «تسنى أصاحبي حتى تعمر الدنيا شويية وانسلتك»، كانت تلك عبارة بعض العناصر الأمنية المتورطة في الموضوع، قابلتها جماهير غاضبة في البوابة رقم 2 باستهجان كبير، وطالبت بإدخالها فورا قبل امتلاء الملعب. حضور العنصر النسويتأثث الديربي العاشر بعد المائة بحضور نسوي وازن، ما زاد المدرجات رونقا وجمالا، وتشكلت جماعات من فتيات يرتدين أقمصة الرجاء والوداد على امتداد الشوارع المؤدية لملعب محمد الخامس. وعكس المباريات السابقة التي كانت تنصهر فيها الفتيات وسط حشد الفتيان، فإن ديربي أول أمس عرف زحف العنصري النسوي بشكل منفرد، مما أعطى انطباع على أنهن في طريقهن لتشكيل جمعيات نسائية لمناصرة فريقي العاصمة.وشكلت مجانية ولوجهن الملعب حافزا إضافيا لهن لحجز المقاعد الأمامية للمدرجات بشكلهن الجذاب الذي يجمع بين الأحمر والأخضر، بعيدا عن الاستفزاز الذكوري المعتاد. نورالدين الكرف

الديربي 110…حرب تحت جنح الظلام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مداخيل الديربي بلغت 200 مليون

جـمـهـور الـديـربـي يـنـتـصـر كـالـعـادة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات