منذ حوالي سنتين، أجبرت 126 أسرة على العيش بخيام لا تقيها قر البرد ولا حر الصيف. تظل في صراع دائم مع السلطات، التي ما إن تتلقى التعليمات بهدم الخيام، حتى يعود سكان دوار أولاد ادليم، التابع لكيش الأوداية بالعاصمة الرباط إلى نصب أخرى جديدة."نحن لا مأوى لنا إلا هذه الخيام، بعدما تعذر على عائلات بعضنا استضافتنا"، تقول فاطمة، امرأة أربعينية، مشيرة إلى خيمة تؤويها هي وشقيقتها، لا تكفي حتى لفرد واحد، فبالأحرى ثلاث نساء شاءت الأقدار أن يقضين نهاية أعمارهن، متكدسات في خيمة جنبا إلى جنب مع ما تبقى من أغطية وملابس وبعض الأواني المهترئة المكدسة في مدخل الخيمة، في ما يشبه "مطبخ الأسرة".يعود أصل المشكل إلى ما قبل 10 سنوات الأخيرة، حينما قررت السلطات القضاء على دور الصفيح وهدم "براكات" أصحابها، مقابل إعادة إسكانهم إما في شقق أو منحهم بقعا أرضية أو تعويضات مالية، تخول للأب الاستفادة من قطعة أرضية تبلغ مساحتها 150 مترا مربعا وقطعة أرضية مساحتها 90 متر مربع لفائدة الابن، استفاد منها البعض، فيما آخرون، يؤكد المشتكون، استفادوا من شقق سكنية، وحصل أبناؤهم دون سن الثامنة عشرعلى مبلغ 17 مليون سنتيم للفرد.تم إحصاء الجميع منتصف 2003، وإجراء جلسات من الحوارات مع السلطات المحلية عن كيفية وشروط الاستفادة، "لكن في الوقت الذي كانت تتوفر فينا، نحن حوالي 126 أسرة، وننتمي إلى قبيلة كيش الأوداية أولاد ادليم، جميع الشروط التي تخولنا الحصول على التعويضات، تفاجأنا بالسلطات المحلية تستعمل القوة العمومية لهدم منازلنا مستندة على حكم إفراغ لا ينطبق علينا أصلا، ما جعلنا نواجه التشرد"، يوضح عبد الله أحد المتضررين. ذلك أنه منذ مارس 2014، يعيش العشرات من المقصيين من الاستفادة من تعويض، من مختلف الأعمار في خيم بلاستيكية، متاخمة لأرقى البنايات بالعاصمة، باعتبار أنهم تابعون إداريا إلى الدائرة الحضرية أكدال الرياض."إننا لم نعد نتوفر على الوثائق الرسمية وحقوق المواطنة التي أصبحنا محرومين منها هي الأخرى، رغم أننا من ذوي الحقوق المشمولين بالتعويضات"، يضيف أحد ساكني الخيام، الذي أكد أن حياته وحياة زوجته انقلبت رأسا على عقب شأنه شأن باقي جيرانه، و"أصبحنا مجرد مشهد بئيس أحيانا يثير شفقة أصحاب السيارات الفارهة التي تمر بالقرب منا وأحيانا أخرى محط اشمئزاز وامتعاض".ورغم الحيف الذي طالهم لسنوات، واشتدت وطأته في السنتين الأخيرتين يصر سكان دوار اولاد ادليم على تمكينهم من حقهم في التعويض بالسكن الممنوح لذوي الحقوق شأنهم شأن من استفادوا من قبلهم.هجر المغلي