أقليات دينية تطرح تصورها لإصلاح مناهج التربية

مرجع" بهائي مغربي يوصي بالتربية الروحانية بدل الدينية مراعاة لتنوع معتقدات الأسر المغربية دخلت أقليات دينية مغربية، بشكل غير رسمي، على خط إصلاح مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، الذي أمر جلالة الملك محمد السادس بإجرائه في فبراير الماضي، فطالبت بإصلاح جذري يتم بموجبه إلغاء التربية الدينية، وتعويضها بالتربية الروحانية، بالنظر إلى أنها ملتقى لجميع الأديان ومكارم الأخلاق، ووحدها ستستوعب التنوع الديني للمغرب، وتنهي عددا من المعضلات، سيما التي تواجهها الأسر غير المسلمة، التي يكون أبناؤها ملزمين ومجبرين بالدرس الديني الحالي، سعيا وراء النقط والتفوق والنجاح الدراسي.ومن الشخصيات التي قررت التعبير علنا عن موقف جزء كبير من الأقليات الدينية بالمغرب من قضية إصلاح مناهج التربية الدينية، جواد مبروكي، طبيب نفساني يعتنق الديانة البهائية، والذي كشف عن ورقة شاملة، حصلت عليها "الصباح"، يستعرض فيها وجهة نظره الداعية إلى اعتماد التربية الروحانية بدل التربية الدينية.وبرر المتحدث في وثيقته، تفضيل الروحانية على الدينية، لأن الأولى "بحيادها، سوف تساهم في إنشاء اتساق أكبر بين الآباء والمدرسة، على عكس التعليم الديني"، وبالنظر إلى أنها "نقطة التقاء جميع الأديان، وهي جوهر الدين الذي لا يتغير مع مرور الوقت"، وأساسا القيم ومكارم الأخلاق، من قبيل "اللطف والكرم والصدق والاحترام والثقة ومساعدة الآخرين".وفيما أوضــح المتحــدث نفســه، أن "التربية الروحانيــة ليست تدريس دين معين بتاريخه وطقـوسه وعقــائده"، لم يخــف أن "التعليم الديني في المدارس المغربية، يطـــرح العديد من المشـــاكل"، منهـــا أن "آباء التلاميذ المغـــاربة لا يعتنقــون كلهم الديانة نفسها، ولا يتفقـــون جميعهم على أن يتلقى أبنـــاؤهم تربيـــة دينيـــة خـــاصة بدين معين"، ومـــع ذلك، وأمام غياب خيار آخر، "تقبل الأقليات الدينية في الوقت الراهن، التعليم الديني في المدارس، لأن التلاميذ مجبرون على التحصيل الدراسي في جميع المواد لكي يتفوقوا وينجحوا".وتؤدي تلك الضرورة، حسب جواد مبروكي، إلى "فتــح الباب أمام تعارض وجهات نظــر بعض الآباء والأمهات من جهة، والمدرسين من جهة أخرى، مما يفقد المصـــداقية لدى الأطفال إزاء مدرسيهم، ويشكل خطرا على الثقة التي يجب أن يضعها الأطفال في مدرستهم"، في حين أن المنتظر، كي تنجح المدرسة في أدوارها، "خلق نوع من التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور"، وهو ما سيتحقق باعتماد التربية الروحانية، لأنها "بحيادها، سوف تساهم في إنشاء اتساق أكبر بين الآباء والمدرسة، على عكس التعليم الديني".واعتمد الوجه البهائي المغربي المعروف، على تخصصه طبيبا نفسانيا، ليبين أن اعتماد التربية الروحانية، لن يكـون فقط مراعاة للتنوع الديني، بل لها أبعاد إستراتيجية ستؤدي حتما إلى مساهمة المدرســة فـــي إنتاج المواطن المستقبلــي الذي يـريده المغرب، عندما تتحقق الغاية النهائية من التربية الروحــانية، ممثلــة في إجراء "تحول روحاني لدى الطفل، يؤدي إلى تطــوير إحســاسه بالانتماء الاجتماعي وانفتاحه على جميع المعتقـــدات، ليعيش في مجتمع بشري يؤمه السلام والوئام دون أي تعصب ديني أو عرقي".وللبرهنة على ذلك، انطلق جواد مبروكي من سؤال "هل يحتاج الطفل إلى تربية روحانية وأخلاقية أو إلى تربية دينية؟"، فقال: "يبدو لي أن الطفل يحتاج أكثر إلى تربية روحانية وأخلاقية سواء في المدرسة أو في المنزل، وهي التربية التي ليس هدفها ملء الطفل بـ: عليك أن تكون طيبا، ويجب أن تكون صادقا، ولا يجب أن تسرق، وغيرها من الصيغ التي لا يهضمها الطفل ويتقيأها في الأخير".وبدلا من ذلك، يرى جزء من الأقليات الدينية بالمغرب، على لسان جواد مبروكي، أن الأفضل هو مناهج "تساعد الطفل على استخراج الفضائل الإلهية الكامنة فيه ومساعدته على أن يكتشف بنفسه أنه من الأفضل له أن يكون طيبا عوض أن يكون شريرا، ومن الأفضل أن يكون صادقا عوض أن يكذب، ومن الأفضل له أن يكون مسالما عوض أن يكون عنيفا"، وهو ما يتحقق بـ"التربية الروحانية التي تقود الطفل إلى تعبئة إمكاناته الخاصة وقدراته الذاتية وإلى التفكير والفهم ومن ثم اتخاذ قراراته بنفسه".امحمد خيي

أقليات دينية تطرح تصورها لإصلاح مناهج التربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

126 أسرة تسكن خياما في العاصمة

القنب الهندي مصدر قيمة مضافة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات