التشكيل المغربي بلغة الذاكرة

تقديم كتاب لعبد الرحمن بن زيدان تناول التجربة التشكيلية في مكناس نظم المجلس الجهوي للهيأة الوطنية للمهندسين المعماريين للمنطقة الوسطى الجنوبية، أخيرا، بمدينة مكناس، حفل تقديم و توقيع كتاب "التشكيل المغربي بلغة الذاكرة" للباحث والناقد المسرحي عبد الرحمن بن زيدان. وقدم الكتاب الدكتور عبد الله الطني والفنان التشكيلي بنيونس عميروش. ويأتي تبني المجلس لتنظيم هذا الحفل في إطار التقليد الذي دأبت على إحيائه مكوناته، والرامي إلى الانفتاح على محيطه الخارجي، وضمنه مجال الإبداعين الأدبي والفكري، والمساهمة بالتالي في بناء الصروح الثقافية والفنية موازاة مع دورها في تشييد المنشآت العمرانية، على حد تعبير رئيس الجهة المنظمة، المهندس المعماري عبد السلام الشرقاوي، الذي اعتبر في كلمة تقديمية بالمناسبة الكتاب "إضافة نوعية على مستويي الموضوع والاختيارات التي حددت التجربة التشكيلية في مكناس من خلال روادها وأعلامها، مشيدا بالأسلوب الذي كتب به الكتاب مما يدل على أن الناقد عبد الرحمن بن زيدان ضليع في البحث المسرحي وعارف بتاريخ الأدب والفن في المغرب ولصيق كذلك بكل ما هو موضوع لمكناس ماضيا وحاضرا ومستقبلا". ومن الإشارات الذكية التي نبه إليها الدكتور عبد السلام الشرقاوي، العلاقة الموجودة بين التشكيل والعمران والهندسة المعمارية والفنون. وأوضح عبد الرحمن بن زيدان في مدخل مؤلفه أن الاهتمام بمدينة مكناس وبتاريخها وفنانيها وتراثها وأدبها وفنونها، هو الذي جعله يقدم هذا المصنف حول التشكيل، وهو يستنطق ذاكرة المكان أو الأمكنة ويحاور ذاكرته ليبني صورة مكناس، مساهمة منه في إغناء تجربة النقد الفني بالخطاب الذي يعرف بتجارب الجيل الجديد في التشكيل، دون تناسي ذكر بعض الرواد الأجانب أثناء الحديث عما هو عام، ودون إغفال الحديث عنهم وهو يتحدث في مدخل هذا الكتاب عن علاقته بمكناس، وعلاقته بالفن التشكيلي، دون إغفال ذكر بعض الفنانين التشكيليين العالميين الذين زاروا مكناس أو استقروا بها ردحا من الزمن فأعطوا لذوقه ما صار موضوعا للكتابة في عمل يحمل عنوان "التشكيل المغربي بلغة الذاكرة". وأضاف "... من هذه القناعات أردت لهذا الكتاب التجريبي الذي جاء، بدافع الرغبة الجامحة في الكتابة عن الفن التشكيلي، أن أقدم بذوق الناقد قراءة تخص تجارب فنية عايشت مسيرتها، وأردت أن أعود إلى الخلفية المرجعية التي كونت عندي ثقافة فنية خاصة كانت مفتاح رؤيتي للعديد من هذه التجارب واللوحات والمعارض والعمران والمدينة التي شهدت تأسيس العديد من العلامات والصور واللغات في الواقع، وفي ذاكرتي، حتى صارت بكل ما راكمته في فضاءاتها نصوصا تتكلم بمضامين ما أسسته، وتتحدث بما استولدته من تفاعلها مع كل الثقافات والحضارات التي تفاعلت معها".إلى ذلك، تساءل المؤلف عن علاقته بالفن التشكيلي، مبرزا أن بدايتها تعود إلى مرحلة الطفولة في ستينيات القرن الماضي الذي عاش فيه تجارب خاصة لم يكن يعرف قيمتها الرمزية إلا بعد أن تراكمت الخبرة وزادت المعرفة بأسرار الفن التشكيلي بعد أن تعرف على أبجدياته في دار الشباب بشارع "اروامزيل" بمكناس حيث كانت تمارس مجموعة من الأنشطة الفنية التي تدخل في التكوين في ما يسمى المعامل التربوية التي ضمت معامل الصباغة والكهرباء والنجارة والرسم والتمثيل والتصوير وتحميض الصور و إخراجها.العمل، الذي يقع في 163 صفحة من الحجم المتوسط، بلوحة غلاف آسرة للفنان التشكيلي الفرنسي "كوديرك"، عبارة عن قراءة في بعض التجارب التشكيلية لمجموعة من الفنانين والفنانات. ويتعلق الأمر بكل من حسن اعمارة ولطيفة التيجاني وحسين موهوب وعلي الشرقي والحسين السخون وبنيونس عميروش ومحمد مغيلف ووفاء مزوار وسعيد قدر وزهرة عواج.وكان مسك ختام الحفل أن قدم المحتفى به عرضا بالصوت والصورة يتمحور حول البطاقات القديمة التي أخذت في الثلاثينات والأربعينات إلى حدود الستينات من القرن الماضي، عرضا وافيا تناول فيه التطور العمراني بمكناس إلى أن أصبحت عاصمة للدولة العلوية، مقدما نماذج المباني والمؤسسات التقليدية الأصيلة في المدينة القديمة، وصورا حية عن العمران الكولونيالي في المدينة الجديدة (حمرية)، وخلص إلى القول "إن مكناس تحتاج إلى تأهيل جديد تحافظ فيه أولا على أصالتها وتجدد بنياتها التحتية وتعيد إليها جماليتها لتكون قبلة لكل زائر، وهذه مسؤولية الجميع ومسؤولية كل المؤسسات والمجتمع المدني".تبقى الإشارة إلى أن كتاب "التشكيل المغربي بلغة الذاكرة" يحتل المرتبة 19 في كرونولوجيا مؤلفات الدكتور عبد الرحمن بن زيدان، والتي توزعت بين النقد المسرحي والكتابة المسرحية والمذكرات والحوارات، وهو يتأهب لإصدار عمل جديد تحت عنوان "تراجم أعلام الحاضرة الإسماعيلية في القرن العشرين"، والذي أنجزه بالاشتراك مع الباحث الموسيقي المقتدر الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل. خليل المنوني (مكناس)

التشكيل المغربي بلغة الذاكرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عرض "مغربي" لإيف سان لوران في أبريل المقبل

"الفضاء 14" بفاس يحتضن أعمال إيفلين فاصح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات