المسيرة… لغز حير المدربين

هزم الرجاء بالكأس وعجز عن تحقيق أي فوز بالقسم الثاني رغم توفر الظروف”التداريب غدا في الربعة”، يصيح المدرب المساعد بشباب المسيرة كوري الكاسمي في الحافلة المتوجهة من مطار محمد الخامس إلى ابن سليمان مساء الاثنين الماضي. يعيد الكاسمي نداءه بصوته المبحوح، دون أن يسمع ردا. الجميع منشغل بخبر رحيل المدرب يوسف المريني، الذي غادر المطار على متن سيارة كانت بانتظاره، لتنتهي مرحلة أخرى مع مدرب آخر يخرج من ”مقبرة المدربين”، منحني الرأس. صدمة الوداع”كان قاسح مع اللاعبين”. لكن الجميع تمنى أن يبقى بعد مباراة أولمبيك مراكش، يقول أحد لاعبي شباب المسيرة، ثم يضيف أن الفريق بدأ يجد إيقاعه، ويقدم مباريات كبيرة، حتى لو لم يفز.أكثر لاعب عانى صلابة موقف المريني، هو الحارس علي الشعباني، الذي يقول ”كان قاسيا جدا معي، بعد خطئي في مباراة الرجاء، أبعدني عن المباريات، قبل أن يعيدني في ما بعد، ومع ذلك يجب الاعتراف بأنه قام بعمل كبير. كل اللاعبين تأثروا بمغادرته، لكن هذه هي كرة القدم، ونتمنى له التوفيق”.أغلب لاعبي شباب المسيرة يعتقدون أن المريني غادر في توقيت خطأ، إذ بدأ الفريق يجد إيقاعه، ويقولون أيضا إن أي مدرب سيأتي بعده سيجني الثمار، كما حدث مع حسين أوشلا الموسم الماضي بجمعية سلا، وكما حدث في أولمبيك خريبكة بعد رحيله عنه قبل أربعة مواسم.رحل يوسف المريني عن شباب المسيرة، وهو يشعر بأنه تعرض لطعنة من أشخاص كانوا مقربين منه، بعد الفوز على الرجاء في كأس العرش، لكن عندما بدأت النتائج تخاصمه شعر بأنه معزول وسط محيطه.المريني تعايش مع هذا الوضع، وكان مستعدا للبقاء، بعد أن ظهر تحسن في أداء الفريق في مباراة السبت الماضي أمام أولمبيك مراكش، لكنه يقول لأحد المقربين منه ”حتى لو فزت على أولمبيك مراكش، فسيبقون متربصين بي دون أن يذكر أحدا بالاسم”.منذ استقرار شباب المسيرة بالعيون باسمه الحالي موسم 1995 - 1996، تعاقب على تدريبه أكثر من 20 مدربا، لا يوجد ضمنهم أي مدرب بقي في منصبه أكثر من سنة.فقد تعاقب على الفريق مدربون مثل مصطفى مديح وسيباستيانكو يوري وأحمد حمدي والمهدي فاريا وفيليب ماروا ومحمد الصحراوي وسعيد الخيدر وعبد الله بليندة وروبير مولير وعبد الخالق اللوزاني ومحمد سهيل وحسن مومن وسعد دحان ونجيب الحنوني لمناسبتين والحسين بريغلي والمحجوب رمتاخ وسعيد الصديقي وفخر الدين رجحي لمناسبتين وعزيز كركاش لمناسبتين أيضا والطاهر الرعد وفؤاد الصحابي وعبد الرزاق خيري وعبد اللطيف جريندو والركاع العروصي.وباستثناء مديح ويوري ودحان ومومن، فشل أغلب المدربين الآخرين الذين تعاقبوا على تدريب شباب المسيرة، الذي نزل إلى القسم الثاني قبل ثلاثة مواسم. أزمة بدون تفسيرلا تجد مكونات شباب المسيرة تفسيرا لأزمة النتائج مع بداية الموسم الحالي، إذ تعاقد الفريق مع عدد كبير من اللاعبين البارزين، وخاض ثلاثة معسكرات إعدادية، وجدد الثقة في المدربين الذي قادوه في الموسم الماضي إلى المنافسة على الصعود حتى الدورات الأخيرة، ويتعلق الأمر بيوسف المريني والحسين بريغلي ومنصور عشوبي وعبد الكبير بنبختة، قبل تعويض البريغلي بنور الدين الغماتي.ويتوفر الفريق على لاعبين، بعضهم لعب في القسم الأول، على غرار علي الشعباني وبلال التهالي والمهدي الهاكي وباري لحزام وعمر السينيني وحمزة هاشمي ومصطفى فليسات وعبد الفتاح الفاخوري وعصام بلمجدول وتوفيق الصفصافي ويوسف الشيكي والمهدي الهاكي وسيرج كومان وعزيز السباعي وإبراهيما نديون.لكن بقراءة في تركيبة الفريق، يتبين أن تسعة لاعبين فقط من التركيبة البشرية للموسم الماضي يوجدون في اللائحة الحالية، فيما غادر الباقون، وضمنهم لاعبون متألقون يلعبون حاليا بأندية بالقسم الأول، وأبرزهم محمد لفقيه المنتقل إلى الكوكب المراكشي، والذي يعتبر أفضل صفقة لدى المراكشيين، وعبد الرحيم خدو المنتقل إلى شباب المسيرة، وزكرياء الثلاثي وعبد العالي العدناوي المنتقلان إلى أولمبيك خريبكة.وفرط الفريق أيضا في لاعبين عرضوا عليه، كعبد الإله منصور، الذي أصبح عميدا لمولودية وجدة، ويوسف الطاهري (أولمبيك الدشيرة) وجمال سرحان (الكوكب المراكشي) وعزيز النخلي (اتحاد تمارة). معضلة الملعبيعاني شباب المسيرة كثيرا، جراء أرضية ملعب مولاي الرشيد بالعيون ذات العشب الاصطناعي، سواء خلال المباريات أو التداريب.ويشتكي بعض اللاعبين، أن الأرضية الصلبة تتسبب لهم في متاعب كبيرة، سيما أنهم يتدربون عليها قبل خوض المباريات، ما يفقدهم الرشاقة اللازمة أثناء المواجهات الرسمية.ويقول أحد اللاعبين إن الفريق لم يخض أي مباراة وهو في لياقة بدنية جيدة بسبب مضاعفة إجراء التداريب فوق أرضية اصطناعية، كما أن ضيق مساحة الملعب يخدم أكثر مصالح الفرق الضيفة، التي تلجأ إلى الدفاع والمرتدات الهجومية والمرات الثابتة.وينتظر الفريق بشغف افتتاح ملعبه الشيخ محمد لغظف ذي العشب الطبيعي لمناسبة مباراة العيون الاستعراضية بمشاركة عدد من النجوم العالميين. "كوطا" المحليينينفي أغلب اللاعبين، الذين تم الحديث إليهم، وجود حصة مخصصة لأبناء المنطقة في تشكيلة الفريق، مثلما يعتقد كثيرون.فأغلب اللاعبين الذين خاضوا آخر مباراة الرجاء مثلا، يتحدرون من خارج العيون، فيما أبناء المنطقة الذين يلعبون يستحقون مكانهم عن جدارة، وهم بلال التهالي والمهدي الهاكي اللذان يعتبران نجمي الفريق، والمدافع الأيمن باري لحزام، الذي حمل قميص الفريق بالقسم الأول، فيما لا يتم الاعتماد على باقي اللاعبين، وضنهم عزيز السباعي، الذي بقي في كرسي الاحتياط. ورغم أن مسيري شباب المسيرة لا يلزمون أي مدرب بضرورة احترام حصة للاعبي المنطقة، إلا أن يوسف المريني منح الفرصة هذا الموسم لمجموعة منهم، واستدعى ثمانية في مباراة أولمبيك مراكش.إعداد: عبد الإله المتقي المريني: انفصلنا بالتراضيقال محمد يوسف المريني إنه انفصل عن شباب المسيرة بطريقة أخوية، على حد تعبيره، أول أمس (الثلاثاء). وأضاف المريني أن الفريق في طور التكوين، ويحتاج بعض الوقت والصبر، بعد التغييرات التي طرأت عليه، مشيرا إلى أنه ركز في عمله من أجل إعطاء هوية للفريق، بمنح فرص أكثر لأبناء الأقاليم الجنوبية.وأكد المريني أن فريقه لم يكن محظوظا في مباراة أولمبيك مراكش، التي أضاع فيها فرصا عديدة للإحراز.وأوضح المريني أن الانفصال تم بالتراضي وأن علاقته جيدة مع المسؤولين.الصفصافي: لا خوف على الفريق قال توفيق الصفصافي، لاعب شباب المسيرة المعار من نهضة بركان، إنه لا خوف على الفريق، رغم أزمة النتائج الحالية.وأضاف الصفصافي أن فريقه يتوفر على مجموعة حيدة من اللاعبين القادرين على النهوض بالفريق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن اللاعبين يقدمون مباريات جيدة.وأضاف الصفاصفي (22 سنة) أن شباب المسيرة يحتاج إلى فوز حتى يتحرر من الضغط الحالي، وبالتالي ستكون انطلاقته الحقيقية. بلعيساوي... استراحة محاربمر شباب المسيرة، وقبله القوات المساعدة، بفترات زاهية في مساره، توجها بالصعود من القسم الثاني إلى القسم الأول موسم 1994-1995، وببلوغ نصف نهائي كأس العرش موسم 2006-2007، وباحتلال المركز الثالث في البطولة في الموسم نفسه.في تلك السنوات، كان عبد الواحد بلعيساوي الرجل المحوري في الفريق. يجمع بين مهام الكتابة العامة، والتنقيب عن اللاعبين في ملاعب الهواة، والتدبير اليومي للفريق، والإشراف على مدرسة النادي، بالتنسيق مع الرؤساء الذين تعاقبوا على الفريق، وأغلبهم من سلك القوات المساعدة، قبل مجيئ الرئيس الحالي حسن الدرهم، الذي يحظى لديه بمكانة خاصة.عاش بلعيساوي محطات تأسيس الفريق نهاية السبعينات، وصعوده إلى القسم الأول، ونقله إلى العيون، لكنه ظل حريصا على الابتعاد عن الأضواء، رغم أنه في الخفاء كان يقوم بكل شيء، حتى أصبح الفريق في وقت من الأوقات ينافس على الألقاب، وينجب لاعبين في مدرسته، كعادل حليوات ويوسف شفيق ومراد الزيتوني ومراد أرسلان وعزيز السعيدي وغيرهم.لكن الظروف الصحية، وتغير واقع الممارسة، ووضع الفريق الذي خرج نسبيا من جلباب القوات المساعدة إلى جلباب المجتمع المدني، وما يفرضه ذلك من ضرورة تقاسم المسؤوليات والقرارات، جعل الرجل يبتعد بعض الشيء، مكتفيا بتقديم المساعدة للفريق من بعيد، خصوصا من حيث الهيكلة الإدارية، بالتنسيق مع المدير العام خالد السعدي وباقي الأعضاء.

المسيرة… لغز حير المدربين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هاشمي: نملك شروط القسم الأول

"الحكم الآخر" يثير الجدل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات