حرب جديدة على الفلسفة

قرار وزاري بإقصائها من امتحانات الباكلوريا المهنية وتعويضها بالتربية الإسلامية شن محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، حملة جديدة على مادة الفلسفة بحذفها وإقصائها من الامتحان الوطني الموحد في جميع شعب ومسالك الباكلوريا المهنية. القرار الذي وقعه الأعرج خلال الفترة المؤقتة التي قضاها وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالنيابة، في 6 دجنبر 2017، صدر، الأسبوع الماضي بالجريدة الرسمية، وهو ما خلف ردود أفعال قوية في أوساط مدرسي الفلسفة، خاصة أنه تم تعويضها بمادة التربية الإسلامية، الشيء الذي اعتبروه استهدافا إيديولوجيا لمادتهم. وفي سياق متصل قال عبد الكريم سفير، رئيس الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، إن القرار الذي اتخذه الوزير يشكل سابقة وتراجعا عن الإجماع الوطني المعبر عنه في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتوجهات ومضامين استراتيجية 2015 ـ 2030. وأضاف سفير، في حديث مع «الصباح» أن القرار الذي جاء تغييرا وتتميما لقرار وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بشأن تنظيم نيل شهادة الباكلوريا، يشكل تراجعا عن مبدأ تعميم الفلسفة في الباكلوريا المغربية بإقصائها من كل شعب ومسالك الباكلوريا المهنية، والأخطر من ذلك استبدال الفلسفة كمادة إشهادية في الامتحان الوطني الموحد للباكلوريا المهنية بمادة التربية الإسلامية. وكشف سفير أن الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة تتدارس الموضوع بجدية وهي بصدد تعبئة أساتذة الفلسفة للوقوف في وجه هذا القرار وطرق كل الأبواب والجهات المعنية، خاصة الوزارة والفرق البرلمانية،لأن الجمعية اعتبرت القرار خرقا لضوابط لجنة البرامج والمناهج وأيضا لواقع المواد الموزعة حسب الميثاق الوطنية للتربية والتكوين. كما اعتبر رشيد العلوي، أستاذ الفلسفة، أن القرار له خلفية إيديولوجية ويضرب في الصميم عملية الإصلاح السياسي التي انطلقت بالمغرب منذ سنوات، والتي تضع الفكر والثقافة في صلب المنظومة التربوية واستهداف لمادة تعد حاملا للفكر النقدي والتحليلي. وأضاف المفتش والمنسق الجهوي لمادة الفلسفة بجهة البيضاء سطات، أن القرار اتخذ في ظرفية حساسة، إذ لم تضع حرب استهداف الفلسفة والهجوم عليها في مقررات التربية الإسلامية، والتي جند لها حزب العدالة والتنمية أذرعه الدعوية والسياسية، أوزارها، حتى «طالعنا القرار الجديد الذي يكشف حربا إيديولوجية تشن على هذه المادة التي تضيق بها القوى المحافظة ذرعا». وحاولت «الصباح» الاتصال بمحمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، والذي وقع القرار حين تولى حقيبة التعليم بالنيابة مؤقتا، للاستماع إلى رأيه في الموضوع، إلا أن هاتفه كان خارج التغطية. عزيز المجدوب

حرب جديدة على الفلسفة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحقيقات أمنية مع 21 محاميا

شبكة تزور وثائق أوسمة ملكية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات