البحث عن عصابة تعذيب فرنسية بالمغرب

وجهت السلطات القضائية الفرنسية تذكيرا إلى المغرب، بشأن ثلاث مذكرات بحث دولية، أصدرتها صيف السنة الماضية في حق عصابة مأجورة، يتحدر زعيمها من خنيفرة، ودخل أفرادها إلى المملكة، الصيف الماضي، بعد اكتشاف تورطهم في اختطاف واحتجاز شاب فرنسي، وتعريضه لأصناف متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي طيلة شهر داخل شقة، انتقاما من أسرته التي رفضت تزويج ابنتها بأحد الأشخاص. وذكر تقرير فرنسي، صدر الخميس الماضي، أن تفاصيل فرار أفراد العصابة إلى المغرب، وصدور أوامر دولية باعتقالهم، ضمن بحث قضائي مفتوح لدى قضاء تولوز، تعود إلى يوليوز 2016، حينما تم العثور على شاب فرنسي عمره 27 سنة، بين الحياة والموت، بعد اختفائه عن الأنظار طيلة أسابيع، فتبين أنه اختطف واحتجز داخل إحدى الشقق من قبل المتهمين، الذين كشف هوياتهم بعد استعادته لوعيه عقب أسابيع من العلاجات. وأكدت صحيفة «لاديبيش»، أن الضحية تم العثور عليه هزيل الجسد بفعل تجويعه طيلة شهر، ومصابا بكسور متعددة في مختلف أطرافه، بما في ذلك القفص الصدري، ومصابا بحروق بالغة في مختلف أنحاء جسده، ما استدعى إخضاعه لستة عمليات جراحية، وعلاجات مكثفة طيلة شهرين. ولحقت تلك الأضرار الشاب، بفعل تقييده فوق كرسي جلوس، والقيام بضربه، وتعليقه في بعض الأحيان مع رشه بالماء الساخن، وحرمانه من الغذاء والماء، مع إرغامه على شرب بول معذبيه وأكل الفضلات البشرية، ما خلف له، أيضا، أضرارا نفسية، تمثلت في إصابته بالمرض النفساني المعروف بـ»متلازمة ما بعد الصدمة»، ما استدعي وضعه تحت مراقبة ومتابعة متواصلة إلى الآن من قبل طبيب نفساني. وفيما أكدت المعطيات الفرنسية أن الشاب مازالت تصله تهديدات، أوضحت حول خلفيات الخلاف الذي استدعى الانتقام من الشاب، أن فرقة الشرطة القضائية الجهوية لتولوز، وضعت في البداية فرضية وقوف تصفية حسابات قد ترتبط بالاتجار في الممنوعات، قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بخلاف بسيط، وراءه الرغبة في الانتقام من الأسرة من قبل أحد الأشخاص، على خلفية رفض طلب الزواج من إحدى بناتها. وكشف التقرير الفرنسي، أن الشاب وبعد استعادته الوعي، تردد في الكشف عن أسماء مختطفيه بفعل حجم الخوف والرعب الذي انتابه، سيما أن أحد أفراد العصابة، ظل يتسلل إلى المستشفى ويهدده بالانتقام منه واستهداف أسرته إذا ما قام بالكشف عن هوية مختطفيه، لكن عندما نجح الطبيب النفسي والأسرة في إقناعه بالإدلاء للمحققين بالحقيقة، تبين أن المتهمين غادروا فرنسا نحو المغرب واستقروا فيه، هروبا من الاعتقال. وأبرزت التحقيقات الفرنسية، أن المبحوث عنهم، لم يترددوا في السطو على مدخرات الضحية المودعة في حسابه البنكي بعد السطو على بطاقته والحصول على القن السري منه تحت الإكراه أثناء فترة احتجازه، كما قاموا ببيع سيارته ومختلف المنقولات التي يملكها، كما كانوا يرغمونه على الاتصال بأسرته وإخبارهم أنه بخير وفي سفر مع أصدقائه. ونقل التقرير الفرنسي، عن أسرة الضحية، أن ما يؤرقها، هو معرفتها بوجود المتهمين في المغرب، ولم تصلهم يد العدالة بعد مرور سنة على جريمتهم، إذ «رغم وجود اتفاقية تعاون قضائي بين البلدين، إلا أن تمتع المتهمين، علاوة على الجنسية الفرنسية، بالجنسية المغربية قد يصعب تسليمهم إلى فرنسا لمحاكمتهم هناك»، علما أنه لم يتم توقيفهم بعد، بموجب مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة في حقهم. وأكدت المعلومات الفرنسية، أن المتهم الرئيس في الجريمة، كان لحظة ارتكابه الجريمة، تلميذا في الثانوية العامة، وعلى معرفة بأسرة الضحية، وبانكشاف أمره، شد الرحال إلى المغرب، وسط احتمال أن يكون استقر بخنيفرة، التي يتحدر منها، رفقة اثنين من معاونيه في ارتكاب الجريمة، وهما، علاوة على الاشتباه في اتجارهما بالممنوعات، طالبان جامعيان من أصل مغربي في إحدى الكليات بمنطقة تولوز، وإليهما تعود ملكية الشقة التي كانت مسرحا للاحتجاز والتعذيب. امحمد خيي

البحث عن عصابة تعذيب فرنسية بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الزيات: لا أغفر الغدر

معدات لا جدوى منها في حقائب السفر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات