تفحم أربع مركبات واحتراق شاحنة وإصابة 40 شرطيا واعتقال 13 محتجا وقاصرين سيارات أمن متفحمة، وشقق تطلع منها ألسنة النار ودخان أسود، وصهريج ماء ملتهب، وزعيق شاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف، ومطاردات أمنية في الشوارع والأزقة..واعتقالات، وجرحى بالعشرات.. هكذا بدت منطقة إمزورن بضواحي الحسيمة، في الساعات الأولى من مساء أول أمس (الأحد)، بعد أن اختارت "خفافيش الليل" الانتقال إلى السرعة القصوى، في تنزيل مشروع "اختطاف" الريف وسكانه، وتحويلهم "رهائن" للتفاوض حولهم والابتزاز بهم، ولو تطلب ذلك إحراق الأخضر واليابس، وتعريض الأبرياء إلى الخطر وترويع الأطفال والنساء والحوامل والشيوخ في عز النــــــــوم. الصورة كما تناقلتها عدسات المصورين ومقاطع الفيديوهات مروعة، وتقدم الدليل أن المتحكمين في "لعبة" الاحتجاجات والمسيرات والوقفات والمعتلين منصات الخطابة، منذ وفاة بائع سمك نهاية السنة الماضية، مازال في جعبتهم الكثير من الأوراق، أبشعها إضرام النار في سكنيات رجال أمن وأسرهم، وإحراق سيارات للقوات القوات العمومية، والعبث بتجهيزات للوقاية المدنية وممتلكات مواطــــــــنين ومركباتهم. فحسب أخبار استقتها "الصباح"، أصيب حوالي 40 فردا من القوة العمومية بجروح وحروق في أنحاء مختلفة من أجسادهم، بعد قفزهم من الطابقين الرابع والثالث لإقامة سكنية مخصصة لأفراد الأمن الوطني، حاصرتها ألسنة النيران في بوسلامة، الفاصلة بين مدينتي إمزورن وبني بوعياش، بإقليم الحسيمة، عصر أول أمس (الأحد). وقال مصدر مطلع، إن النيران التي أضرمها مجهولون في سيارة "صطافيت" تابعة لقوات التدخل السريع وأدت إلى تفحمها، سرعان ما انتقلت إلى الإقامة السكنية، مضيفا أن المصابين لم يجدوا بدا من القفز من الطابقين للنجاة بأنفسهم من ألسنة النيران التي كانت تحاصرهم من جميع الجهات. وانتظرت السلطات المحلية الثامنة والنصف مساء، لترسل خبرا إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت فيه أن مجموعة من الأشخاص قامت، عقب عودتها مساء أول أمس (الأحد) من وقفة احتجاجية بمركز جماعة أيت يوسف وعلي، بالاعتداء على إحدى الإقامات السكنية المخصصة لأفراد الأمن الوطني بإيمزورن، حيث عمدت إلى رشقها بالحجارة وإضرام النيران بمحيطها. وأضافت السلطات أن هذا الاعتداء خلف تفحم أربع سيارات وحافلة تابعة للقوات العمومية وسيارة أخرى في ملك الخواص، كما تم إلحاق أضرار مادية بالإقامة السكنية المذكورة وبشاحنة صهريجية تابعة للوقاية المدنية واعتقال 15 شخصا. وأشار إلى أن القوات العمومية تدخلت لاستتباب الأمن، كما تم فتح بحث من طرف السلطات الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في هذه الأفعال وتقديمهم إلى العدالة. وفي رواية غير رسمية، فإن مواجهات عنيفة بين تلاميذ مؤسسات تعليمية والقوة العمومية اندلعت بعد ظهر اليوم ذاته بالمنطقة الفاصلة بين بلديتي إمزورن وبني بوعياش، بعد تدخل القوة العمومية لتفريق مسيرة لتلاميذ كانت انطلقت، من أجل المطالبة بتوفير النقل المدرسي، من بني بوعياش في اتجاه الحسيمة مرورا بإمزورن وبوكيدارن، وتطويق مختلف شوارع مدينة بني بوعياش، ما حال دون تنفيذها. وأضاف المصدر ذاته، أن رجال القوة العمومية المصابين استعانوا بحبال للنزول من الطابقين، غير أن احتكاكها بأسوار المنزل وتعرض بعضهم للرشق بالحجارة أدى إلى سقوطهم على الأرض، ما عرضهم لإصابات مختلفة، وتم نقلهم على متن سيارات خصوصية، بعدما تم منع سيارات الوقاية المدنية من الاقتراب من الإقامة السكنية التي أتت عليها النيران. يوسف الساكت وجمال الفكيكي (الحسيمة)