Page 6 - عدد الأربعاء صحيفة الصباح
P. 6

‫عــبـــر‬                                                                                             ‫‪www.assabah.ma‬‬

                                                                                                                                                                                                                    ‫الأربعآء ‪ ٢٠٢٠/٥/١٣‬العدد‪٦٢١٧ :‬‬

                                                     ‫الحكيم ما زال يفكر أما الأحمق‬
                                                           ‫فقد أخذ قراره‬

       ‫الحسن الثاني طلب مني الاستمرار في ملف طانطان‬                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫يوميات "الزاز"‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫(الحلقة الرابعة)‬

                                                     ‫قال إن الملك الراحل تلقى اتصالا من بومبيدو لتسوية ملف بوعزة يكن مع فرنسي‬                                                                                                                                                                                       ‫الحسين كيود الملقب بـ "الزاز"‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫لاعب دولي سابق للمنتخب الوطني‬
‫(خاص)‬                                                                                                            ‫الدليمي رفقة الملك الحسن الثاني‬                                                                                 ‫يسوق لذلك‪.‬‬             ‫> هـل تـمـكـنـت مـن مـعـرفـة مـا دار بـن الـدلـيـمـي‬        ‫والفتح الرياضي‪ ،‬يروي لـ "الصباح"‬
                                                                                                                                                                                                                ‫> هل التقيت به مرة أخرى؟‬                                                ‫والحسن الثاني؟‬              ‫في الجزء الثالث من مساره الرياضي‬
‫منصبه‪ ،‬وكـان في تلك الفترة المعطي بوعبيد‪ ،‬وزيـرا على الصعيد الدولي‪ ،‬قبل أن يدخل العمل السياسي‬                                                                                                ‫> التقيت بـه فـي الـبـيـضـاء فـي أبـريـل ‪ ،1971‬بعد‬                                                                     ‫والمهني‪ ،‬تفاصيل حول مقتل المهدي‬
‫للعدل‪ ،‬ثم أسس شركة للسمك مع بعض المستثمرين مع الحركة الشعبية‪ ،‬ويقدم استقالته ويؤسس حزبا‬                                                                                                      ‫أن سقط الـراحـل بـوعـزة يـكـن‪ ،‬مـؤسـس حـزب الاتـحـاد‬       ‫> أولا‪ ،‬ذهبت إلى البيت الذي يقطن فيه الدليمي‪،‬‬               ‫بن بركة والجنرال أحمد الدليمي‪،‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫الديمقراطي‪ ،‬في مشكل مع وزارة العدل‪ ،‬وكان يشتغل‬             ‫وكان يبعد بخطوات معدودات فقط‪ ،‬وقلت له‪ ،‬إن الملك‬             ‫وتورط مسؤولين في معتقلهما‪،‬‬
           ‫الكوريين‪ ،‬وكانت شركة جيدة جدا‪ ،‬ولها سمعة معروفة مستقلا‪ ،‬أطلق عليه الاتحاد الديمقراطي‪.‬‬                                                                                             ‫فـي تلك الـفـتـرة وكـيـا عـامـا للملك فـي البيضاء‪ ،‬بعد‬     ‫يريد الحديث إليه‪ ،‬نهض من مكانه على عجل‪ ،‬وتسلم‬               ‫وحقائق جديدة من سنوات الرصاص‪.‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫تـورط صهره عبد الـسـام بنعيسى‪ ،‬الـذي كـان وزيـرا‬           ‫سماعة الهاتف‪ ،‬ولم أتمكن من معرفة ما يدور بينهما‪،‬‬            ‫صلاح الدين محسن‬
                                                                                                                                                                                             ‫للشغل‪ ،‬قبل أن يلتحق بـالـديـوان الملكي‪ ،‬فـي السطو‬
                                                                                                                                                                                             ‫على شركة تدعى «كاسيسيوس» تصنع الصناديق‬                           ‫إذ كان يجيبه فقط‪ ،‬بالله يبارك فعمرك سيدي‪.‬‬                       ‫الحسين كيود‬
                                                                                                                                                                                             ‫لتعبئة السلع‪ ،‬وكانت في ملكية فرنسي‪ ،‬وحاول يكن‬              ‫وبعد إقفال الهاتف‪ ،‬أخبرني أن موضوع الحوار‬
                                                                                                                                                                                             ‫أن يـجـري تـدخـا فـي الأمـر‪ ،‬لكن مـن سـوء الـصـدف أن‬       ‫بينهما يتعلق بتعيينه مـديـرا عاما للأمن الوطني‪،‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫الفرنسي كانت له علاقة مع جـورج بومبيدو‪ ،‬رئيس‬               ‫فـي أكـتـوبـر ‪ ،1970‬وأن طـائـرة تـابـعـة لـأمـن ستحل‬
                                                                                                                                                                                             ‫فرنسا في الفترة بين ‪ 1969‬و‪ ،1974‬فأخبر الأخير الملك‬         ‫بطانطان‪ ،‬إذ اضطررت إلى نقله للمطار صباح اليوم‬
                                                                                                                                                                                             ‫الحسن الثاني بالموضوع‪ ،‬فطلب من الدليمي التأكد‬              ‫التالي‪ ،‬وجاء في الطائرة المذكورة عباس بلامين‪ ،‬الذي‬
                                                                                                                                                                                             ‫مـن الأمــر‪ ،‬الـذي كلفني بــدوره بـأخـذ المـعـطـيـات حـول‬  ‫اشتغل سائقا له‪ ،‬وعاد إلى الرباط‪ ،‬ولم يتصل بي إلا‬
                                                                                                                                                                                             ‫المـوضـوع من علي بلقاسم‪ ،‬الـذي كـان عميدا للشرطة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫بعد مرور ‪ 15‬يوما‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                ‫في البيضاء‪.‬‬                                    ‫> ما سبب اتصاله بك؟‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫> أراد أن يعرف متى سأعود إلـى الـربـاط‪ ،‬وطلب‬
                                                                                                                                                                                             ‫الحسن الثاني كان يثق كثيرا‬                                 ‫مني أن أزوره في الإدارة العامة للأمن الوطني‪ ،‬وألح‬
                                                                                                                                                                                             ‫في الدليمي لأنه يعرف جيدا‬                                  ‫فـي ذلــك‪ ،‬ولـم يـكـتـف بـالـحـديـث مـعـه عـبـر الـهـاتـف‪،‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫مدى وفائه للملك والبلاد‬                                    ‫فذهبت إلى مقر عمله الجديد‪ ،‬والتقيت بمدير‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫ديوانه محمد الـتـدلاوي‪ ،‬الـذي اشتغل أيضا‬
                                                                                                                                                                                                                      ‫> ماذا جرى بينكما؟‬                ‫مع محمد حصار في المنصب ذاتـه‪ ،‬وكان‬
                                                                                                                                                                                             ‫> أخبرته أن الدليمي طلب مني بعض المعطيات‬                   ‫مـن خـيـرة رجــال الأمــن فـي تـلـك الـفـتـرة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫بـشـأن مـلـف بـوعـزة يـكـن‪ ،‬فـقـال لـي إن المـلـف مـوجـود‬  ‫وكانت لدي علاقة به‪ ،‬عن طريق صهري‬
                                                                                                                                                                                             ‫عند علي علابوش‪ ،‬الـذي كـان مكلفا بهذه الملفات في‬           ‫محمد بـن التهامي‪ ،‬الـذي كـان مسؤولا‬
                                                                                                                                                                                             ‫البيضاء‪ ،‬إذ برئ يكن من تهمة التدخل في الموضوع‪،‬‬             ‫عن قوات حماية النظام العام «سيمي»‪،‬‬
                                                                                                                                                                                             ‫لكنه رفض العودة إلى وزارة العدل‪ ،‬وقدم استقالته من‬          ‫الـذي عينه الدليمي في ما بعد مديرا‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫على شركة «صغا فيميكس»‪ ،‬إضافة‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫إلى محمد بوهوش‪ ،‬الذي كان مدير‬
                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫ديوانه فـ «كاب ‪.»1‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫مــا أريـــد أن أقــولــه مــن خـال‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫هــذا الـتـعـيـن‪ ،‬أن الـحـسـن الـثـانـي‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫كـان يثق كثيرا فـي الدليمي‪ ،‬لأنه‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫يـعـرف جـيـدا مــدى وفـائـه للملك‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫والــبــاد‪ ،‬ولــم يـكـن لـيـتـجـرأ على‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫خـيـانـتـه‪ ،‬كـمـا حــاول الـبـعـض أن‬

‫ألصقت بالمجتمعات الإسلامية مجموعة من الأحكام المسبقة التي‬                                                                                         ‫الجدال الديني‬                                                           ‫الأوبئة والمجاعات في المغرب ‪4‬‬
‫تكرس تعصب المسلمين لعقيدتهم ورفضهم للآخر‪ ،‬ويدحض الباحث‬                                                                                             ‫في الإسلام‬
‫الأكاديمي يونس إمغران‪ ،‬في كتاب «رسالة راهب فرنسا ورد القاضي‬                                                                                                                                                         ‫يحفل تاريخ المغرب بكثرة الأوبئة التي فتكت بآلاف المغاربة‪ ،‬وأثرت‪ ،‬خلال تلك الحقبة‪ ،‬بشكل كبير على‬
‫الباجي عليها»‪ ،‬كل هذه المزاعم‪ ،‬من خلال تحليل رسالة الراهب الفرنسي‬                                                                                 ‫‪4‬‬                                                                    ‫البنية الديمغرافية للسكان‪ ،‬وشكلت رواسب نفسية في الذهنية الجماعية‪ ،‬مازالت حاضرة داخل المجتمع‪.‬‬
‫الموجهة إلى المقتدر بالله‪ ،‬حاكم سرقسطة‪ ،‬الذي يدعوه فيها إلى اعتناق‬
‫النصرانية‪ ،‬وكيف كان رد العالم الإسلامي عليها والمنهجية التي اعتمدها‬                                                                                                                                                 ‫في مقال صدر في ‪ ،1974‬من الباحثين برنار روزنبرجي وحميد التريكي‪ ،‬معنون بـ"المجاعات والأوبئة في‬
‫في إدارة الجدال مع راهب فرنسا‪ .‬نقدم عبر حلقات مقتطفات من‬                                                                                                                                                            ‫مغرب القرنين ‪ 16‬و‪ ،"17‬تتم الإشارة إلى أن وباء الطاعون الأكثر شيوعا في المغرب‪ ،‬حيث يتردد كثيرا على‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫ألسنة المغاربة عبر مختلف الحقب‪ ،‬إضافة إلى حمى التيفوئيد والجدري والسل والحصبة‪ ،‬فكيف واجه المغاربة‬
     ‫الكتاب‪ ،‬الذي صدر أخيرا‪ ،‬وكان موضوع بحث لنيل شهادة الماستر‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫هذه الجوائح؟‬
‫عبد الواحد كنفاوي‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫خالدالعطاويطاعون الفواكه‬
‫راهب فرنسا ينتقي كلماته بدقة‬
       ‫التعريف بالتصورات العقدية النصرانية ودحض العقيدة الإسلامية‬

                                                                                                                                                  ‫احــتــوت رســالــة راهـــب فـرنـسـا‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫رغـم صـغـر حـجـمـهـا‪ ،‬وقـلـة فـقـراتـهـا‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫على مجموعة من الأفكار العريضة‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫والــتــصــورات الـعـقـديـة الـنـصـرانـيـة‬
                                                                                                                                                  ‫الـــكـــبـــرى‪ ،‬يــمــكــن أن نـجـمـلـهـا فـي‬
                                                                                                                                                  ‫توضيح حقيقة ديـن النصارى‪ ،‬وأن‬
                                                                                                                                                  ‫الـلـه فــي الـنـصـرانـيـة قـــادر وعـظـيـم‬
                                                                                                                                                  ‫ورحمن ورحيم وغفور‪ ،‬وهو الهادي‬
                                                                                                                                                  ‫ـ ُهي‪،‬خولقخــالـشــقيء‪،‬كــلوالإشـيـمياء‪،‬ن‬  ‫ـاتـ‬  ‫مـ ـرضـ‬  ‫إلـــى‬
                                                                                                                                                                                             ‫لم‬    ‫دونـه‬    ‫ومـن‬
                                                                                                                                                  ‫بـالمـسـيـح دون ســـــواه‪ ،‬فــهــو الــلــه‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫والمخلص والمنجي من هلكة إبليس‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫والإيـــمـــان بـــأن المـسـيـح إلـــه تـجـسـد‬
                                                                                                                                                  ‫فـي صـورتـنـا‪ ،‬وبــأن المـسـيـح افـتـدى‬
                                                                                                                                                  ‫الـبـشـريـة بــدمــه الــطــاهــر‪ ،‬مــن أجـل‬
                                                                                                                                                  ‫استنقاذها مـن حبائل إبـلـيـس‪ ،‬وأن‬                                 ‫بـعـد الـطـاعـون الــذي ظـهـر فـي عـهـد مــولاي إسـمـاعـيـل‪ ،‬في ثم انهالت السماء بأمطار طوفانية مسترسلة نحو أربعين يوما‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫سنوات ‪ 1678‬و‪ ،1680‬والـذي اشتهر بقوته التدميرية‪ ،‬استراح ففاضت الأودية واجتاح سيل عظيم فاس‪ ،‬وتهدمت بسببه دور‬
                                                                                                                                                  ‫الإنـسـان عـاجـز بفهمه عـن الإحـاطـة‬                              ‫المـغـرب مـن شـره زهـاء نـصـف قـرن‪ ،‬إلا أن أخـطـار الـعـدوى ظلت كثيرة‪ ،‬كما جرف وادي سبو أشجار الأرز العظيمة‪ ،‬وذهب بكثير‬
                                                                                                                                                  ‫بـكـنـه المـسـيـحـيـة ومـلـك الـلـه تـعـالـى‪،‬‬
                                                                                                                                                  ‫وأن آدم أخـطـأ‪ ،‬وأن الـعـالـم‪ ،‬كـان في‬                            ‫من الدواب في الغرب‪ ،‬مضيفا أنه في هذا الوقت تفشى الطاعون‬               ‫تهدده باستمرار‪ ،‬انطلاقا من البلدان المتوسطية‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫ومــن ‪ 1670‬إلــى ‪ ،1700‬تـفـشـى وبــاء الـطـاعـون فـي تـونـس بفاس وزرهون ومكناس‪ ،‬وعم جميع المغرب‪.‬‬
                                                                                                                                                  ‫عـهـده وقـبـل المـسـيـح‪ ،‬ضـالا ومدنسا‬                             ‫والـجـزائـر‪ ،‬فـفـي ‪ 1718‬ظـهـر بـمـصـر‪ ،‬وبـعـد سـنـتـن انـقـض على والحقيقة أن الوباء ظهر منذ مـارس‪ ،‬كما يستشف ذلك من‬
                                                                                                                                                  ‫بـعـبـادة الأوثـــان‪ ،‬فـتـم اسـتـدراك ذلـك‬
                                                                                                                                                  ‫بالصلاح عن طريق الالتحام المقدس‪،‬‬                                  ‫مرسيليا على الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط‪ ،‬وفي المراسلات القنصلية‪ ،‬إلا أن هذه المراسلات نقلت روايات متضاربة‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫‪ 1735‬و‪ ،1736‬عـاود هجومه على مصر‪ ،‬وهو أشد ما يكون من حول مصدره وطبيعته‪ ،‬إذ تشير رواية أولى بأن المرض لم يكن‬
                                                                                                                                                  ‫أي بوقوع الاتحاد بين الله والمسيح‪،‬‬                                ‫في الحقيقة سوى حمى نجمت عن إفراط السكان‬                                                                            ‫قوة‪.‬‬
                                                                                                                                                  ‫حيث كـان هـذا الاتـحـاد معلوما لدي‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫في تناول الفواكه‪ ،‬محتجة بأن الوفيات المسجلة‬       ‫الطاعون ظهر مباشرة‬  ‫ورددت المـصـادر المغربية أصــداء هـذا الهجوم‬
‫الأنبياء من قبل‪ .‬كما تؤكد الرسالة‬                                                                                                                                                            ‫تبشير‬                  ‫تنحصر بين المسلمين‪ ،‬دون اليهود أو النصارى‪.‬‬        ‫بعد اضطرابات جوية‬   ‫الأخير‪ ،‬وذكـر المـؤرخ القادري أنه أودى بحياة عدد‬
‫إنـكـار نـبـوة مـحـمـد صـلـى الـلـه عليه‬                                                                                                                                                                            ‫وتزعم رواية أخرى أن هذا الطاعون مجرد إشاعة‬                            ‫كبير من المغاربة في مصر‪ ،‬وأنه فتك ب‪ 60‬شخصا‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫روجـهـا يـهـودي مـن تـطـوان‪ ،‬يعمل كاتبا لباشا‬                         ‫مـن سـكـان الـبـاد‪ ،‬وهلكت مـن جـرائـه الإسكندرية‬
‫عـبــلـدىعــالوـىضـأنا اللـبـأشـنيـطـشـاّبـنهحعلمىل‬  ‫وســلــم‬                                                    ‫يتلخص الهدف من الرسالة في التبشير بدين النصارى والانتصار له تنصير‬                                                          ‫المدينة أحمد الريفي‪.‬‬      ‫عنيفة ثم انهالت‬     ‫ورشيد وغيرهما من المدن والقرى المصرية‪ ،‬مع ذلك‬
                                                     ‫الـنـاس‬                                                     ‫أمـيـر سـرقـسـطـة المـقـتـدر بـالـلـه‪ .‬وإذا كـان راهــب فـرنـسـا قـد طـمـع فـي أن يـحـمـل أمير‬
‫بني إسماعيل في أمر الرسول الذي‬                                                                                   ‫سرقسطة على تـرك ديـنـه الإسـامـي وأن يستبدله بـديـن الـنـصـارى‪ ،‬فـإنـه لـم يحسن‬                    ‫وهناك رواية ثالثة‪ ،‬وردت في مراسلة بتاريخ‬          ‫لم يسلم المغرب‪ ،‬وهو ما أكده القادري ضمنيا عندما السماء بأمطار‬
                                                                                                                 ‫الحديث في رسالته‪ ،‬حيث يـرى المحقق محمد عبد الله الشرقاوي أن الـراهـب أرفق‬                          ‫‪ 19‬مـارس ‪ 1742‬تفيد بـأن قافلة تجارية محملة‬                            ‫أخـبـر بـأن ركـب الحجاج المـغـاربـة عـاد سـالمـا‪ ،‬إلا أن‬
‫اعترفوا له بالنبوة‪ ،‬فقاد عددا كثيرا‬                                                                              ‫دعوته التنصيرية بإغراء رخيص‪ ،‬بينما نرى‪ ،‬نحن‪ ،‬أن الراهب كان مغرقا في تعابير‬                         ‫بالحرير قدمت من الشرق وحملت العدوى‪ ،‬فيما‬          ‫طوفانية مسترسلة‬     ‫الأخطار تزايدت عندما أصيبت الجزائر وتلمسان‬
       ‫من الناس إلى عذاب الجحيم‪.‬‬                                                                                 ‫وكلمات يغلب عليها التحايل والخبث‪ ،‬منها مخاطبة الأمير ب "الصديق الحبيب"‪،‬‬
‫وتــشــدد الـرسـالـة عـلـى ضــرورة‬                                                                               ‫أو ب "الملك الشريف" أو ب "الحبيب" رغم أنه لم يره قط‪ ،‬ولم يجالسه يوما عن قرب‪.‬‬                                         ‫يقال‪ ،‬إلى قرية بجوار فاس‪.‬‬        ‫ففاضت الأودية‬      ‫وإقليم وهـران‪ ،‬في ‪ 1738‬و‪ 1740‬و‪ .1741‬وهكذا ما‬
‫العمل على نجاة النفس يـوم الحكم‬                                                                                  ‫ومنها وصف نفسه ب "الراهب أحقر الرهبان" ومنها قوله "فإنا مخلصون في خدمة‬                             ‫ويبدو الرأي الأخير محتملا‪ ،‬ويجد ما يزكيه‬          ‫واجتاح سيل عظيم‬     ‫إن حلت ‪ ،1742‬حتى جاء دور المغرب ليؤدي بدوره‬
‫أألوذامجلـُهلـيـه َجـخبزلااخللءقمــأقوشايَلتيل‪،‬فـءه‪.‬ويكـقـاللهـآرخـشاــلـرية‪،‬شءـ‪،‬يـوأوطـمناـ اننل‪،‬مدوسويمـنـحهن‬  ‫أمورك‪ ،‬ومسارعون إلى تفديتك بنفوسنا (‪ )...‬واغتبط بما يدين به إخواننا في هذا‬                         ‫في ما عرف من سير العدوى التي غالبا ما كانت‬
                                                                                                                 ‫القطر من الدعاء وبذل الصدقات عنك‪ ،‬وما منهم أحد رآك ولا شاهدك‪ ،‬وإنما يتبرع‬                                                                                                                                ‫ضريبة الوباء‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                    ‫تبدأ بالمدن الشمالية التي لها علاقات مع الشرق‪،‬‬                        ‫ويفهم مـن المـصـادر المغربية أن الـطـاعـون ظهر‬
                                                                                                                                                    ‫بذلك‪ ،‬رغبة في أن يهديك الله إلى مرضاته"‪.‬‬                        ‫وتقول الرواية إن الوباء ظهر أولا بتازة‪ ،‬والمدينة‬  ‫فاس وعم الوباء‬      ‫مباشرة‪ ،‬بعد اضطرابات جوية عنيفة‪ ،‬إذ يذكر ابن‬

                                                                                                                                                                                                                    ‫الحاج في هذا الصدد أن رياحا هوجاء هبت في ‪ 12‬جميع ربوع المغرب تقع على المـحـور الـتـجـاري الرئيسي الـرابـط بين‬
                                                                                                                                                                                                                                                        ‫وجدة وفاس‪.‬‬                        ‫شتنبر ‪ ،1742‬انهارت بسببها دور وأشجار عظيمة‪،‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11