وضع المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، حدا للشائعات التي روج لها خصوم الوزارة، والمتاجرون في مقاعد مخيمات الأطفال، التي تفيد أن الوزارة تتجه لـ"خوصصة المخيمات الصيفية" الخاصة بأبناء الشعب الفقراء، الذين ينشطون في الجمعيات والمنظمات التربوية. واختار بنسعيد المؤسسة التشريعية، التي لها رمزيتها، ليرد على كل المشككين، وينفي بشكل قاطع كل ما يروج من أخبار عن نية الوزارة تفويت هذه الخدمات للقطاع الخاص. وقال وزير الشباب والثقافة والاتصال، الذي كان يرد على أسئلة النواب، في جلسة الاثنين الماضي، "لم يكن يخطر في بالي على الإطلاق، أن الوزارة ستفكر في يوم من الأيام، ولا في أي مرحلة من مراحل النقاش، تحويل التخييم إلى القطاع الخاص". وبرأي الوزير "البامي"، أن التوجه الفعلي للوزارة يسير في الاتجاه المعاكس تماما، لما يتم الترويج له، حيث كشف أن الخدمة العمومية في مجال التخييم ليست فقط مستمرة، بل مقبلة على تقوية وتوسعة حقيقية، تشمل المحتوى التربوي والبنيات التحتية وآليات التمويل، بشراكة مع مختلف الفاعلين طيلة السنة، وليس في فترة التخييم". وكشف الوزير عن تنظيم مناظرة وطنية أواخر نونبر 2025، ستشكل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة، وتصحيح المسارات، والانفتاح على ملاحظات المجتمع المدني، من أجل رسم ملامح عرض تربوي متجدد ومنصف. وقبل أن يكشف بنسعيد عن حقيقة "خوصصة المخيمات"، دعا اتحاد المنظمات المغربية التربوية إلى ضرورة تحصين الخدمة العمومية من أي انزلاقات، مع التأكيد على أهمية إشراك المجتمع المدني في صياغة السياسات العمومية، وهو ما اعتبره الوزير التزاما قائما وليس مجرد وعد. وطمأن المسؤول الحكومي، المهتمين بالتخييم أنه ليس "للبيع"، ولا توجد ضرورة لتفويته للخواص، داعيا إلى تطويره، بدل التفريط فيه. وعبر الاتحاد قبل أن يستمع إلى صوت الحق الذي جاء على لسان الوزير الوصي، عن رفضه التام لتحويل مراكز الاصطياف والتخييم من الجيل الجديد ومراكز الاستقبال إلى مشاريع تجارية خاضعة لمنطق الربح، بدل الإبقاء عليها مرافق عمومية موجهة لخدمة الطفولة والشباب، تدار بروح المواطنة والمسؤولية الاجتماعية. وانتقد الاتحاد ما اعتبره إقصاء ممنهجا للجمعيات والمنظمات التربوية التي ظلت شريكا فعليا للدولة لعقود، مطالبا الحكومة بالتراجع الفوري عن هذا التوجه الذي تم تنزيله في غياب تام لأي مقاربة تشاركية. وسجل الاتحاد، بقلق بالغ، التراجع الكبير في عدد المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم، والذي انخفض بنسبة تقدر بـ 70 في المائة هذا الموسم مقارنة بسنوات سابقة، سيما في المخيمات القارة. معتبرا هذا التراجع مؤشرا خطيرا على فشل السياسات المعتمدة في القطاع، وغياب رؤية واضحة للنهوض بفضاءات الطفولة باعتبارها رافعة أساسية لبناء الإنسان. ع. ك