تجاوب إفريقي مع المبادرات الملكية

وضع الملك محمد السادس، منذ عقود، تصورا إستراتيجيا لتحقيق انبعاث إفريقي حقيقي مرتكز على التطور الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وتكوين الموارد البشرية والأطر كي تشتغل في بلدانها، تستفيد منها وتفيدها، وتعمل على تثمين خيراتها في إطار شراكة متوازنة مبنية على فكرة رابح – رابح. ويهدف الملك محمد السادس من خلال التوجيه الإستراتيجي لانبعاث إفريقيا صاعدة اقتصاديا، كي تتملك خيراتها وتطورها خدمة لمصالح شعوبها، عوض أن تبقى دولا تابعة خاضعة، بما فيها الدول المختصة في حمل الشعارات الكاذبة بأنها مع التحرر، وهي غارقة في نظام التبعية الاقتصادية والسياسية القديم. وبفضل التكوين القانوني والاقتصادي والسياسي للملك محمد السادس، وحكمته وبعد نظره للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على المدى البعيد، شدد جلالته في مختلف خطاباته على العمق الإفريقي ودافع عن أحقية المواطنين الأفارقة الاستفادة من خيرات بلدانهم، وتطويرها لخدمة مصالح أوطانهم، ومنح الأدمغة حرية أكبر في الابتكار، وهي التي تتم سرقتها من الدول الأكثر تصنيعا، وتتهم إفريقيا بأنها مصدر شرور، بينما واقع الحال يؤكد أنها مصدر اغتناء لدول على حساب أخرى. وقال جلالة الملك محمد السادس، إن المسيرة الخضراء، مكنت من استكمال الوحدة الترابية للبلاد. ووفاء لقسمها الخالد، تتواصل مسيرات التنمية والتحديث والبناء، من أجل تكريم المواطن المغربي، وحسن استثمار المؤهلات التي تزخر بها البلاد وخاصة بالصحراء المغربية. وأكد جلالة الملك، في خطاب وجهه إلى الأمة المغربية، لمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، أن استرجاع الأقاليم الجنوبية مكن من تعزيز البعد الأطلسي للمملكة، وأن تعبئة الدبلوماسية الوطنية، قوى موقف المغرب، وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفين والخفيين. وأضاف جلالته أن دولا كثيرة اعترفت بمغربية الصحراء، وعبرت دول أخرى كثيرة وفاعلة، بأن مبادرة الحكم الذاتي، هي الحل الوحيد، لتسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل. وقال إذا كانت الواجهة المتوسطية، تعد صلة وصل بين المغرب وأوربا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي. ومن هنا يأتي الحرص على تأهيل المجال الساحلي وطنيا، بما فيه الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، وكذا هيكلة هذا الفضاء الجيو - سياسي على المستوى الإفريقي، مضيفا أن الغاية من ذلك تحويل الواجهة الأطلسية، إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي. وشخص الملك المشاكل الاقتصادية والخصاص في البنيات التحتية التي تعانيها الواجهة الأطلسية الإفريقية، رغم مستوى مؤهلاتها البشرية، ووفرة مواردها الطبيعية. ومن هذا المنطلق، قال جلالته " نعمل مع أشقائنا في إفريقيا، ومع كل شركائنا، على إيجاد إجابات عملية وناجعة لها، في إطار التعاون الدولي. ویندرج ضمنه المشروع الإستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب – نيجيريا"، الذي يعد مشروعا للاندماج الجهوي، والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي، إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوربية بالطاقة. وأعرب رؤساء دول وحكومات إفريقية عن دعمهم للمبادرة الملكية وانخرطوا فيها. وقال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيوإستراتيجية والأمنية في تصريح لـ" الصباح" إن الخطاب الملكي يعد تحولا مهما في رسم مسار هوية جديدة للأطلسي مجالا جيوسياسيا، من أجل تأطير نمو مستدام للدول الإفريقية ككل بما فيها غير المطلة على الأطلسي. وأكد الشرقاوي الروداني أن الحديث عن الأطلسي وعلاقته بالجغرافية السياسية للمغرب، سيؤدي إلى ربط مضيق جبل طارق، ببحر الكاريبي، ومضيق بنما، وربط البرتغال، بإسبانيا مرورا بالمغرب في اتجاه البرازيل ، والأوروغواي، والأرجنتين هو عنوان هوية جديدة للجنوب الأطلسي بمعايير تجعل من هذه المنطقة ممرا إستراتيجيا للربط البحري، والطاقي، وكذا للاقتصاد الأزرق. أ.أ

تجاوب إفريقي مع المبادرات الملكية

الشرقاوي يرصد تحولا في رسم هوية أطلسية لكل دول القارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كرمة: لم نلعب منذ مدة

جمعية سلا يعود لنقطة الصفر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات