الأسود وبنين… شغف أفسدته الفوضى

يبدو أن شغف الجمهور بالمنتخب الوطني مستمر إلى أن يتحقق حلم التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا، واتضح ذلك خلال مباراة بنين، أول أمس (الاثنين)، بعدما توافد المشجعون على ملعب مركب فاس قبل ثلاث ساعات من انطلاق المباراة في أجواء حماسية، شبيهة بالتي رافقت مواجهة تونس الجمعة الماضي. كما صدحت حناجر الجماهير بالهتافات والأناشيد والأهازيج، تعبيرا عن الدعم المطلق للاعبي المنتخب الوطني، بغض النظر عن الأداء الذي قدموه أمام بنين. لكن للأسف خلف هذا الإقبال الجماهيري غير المسبوق تكررت مرة أخرى مشاهد الطوابير الطويلة وارتباك في التنظيم وغياب التنسيق بين مختلف الأجهزة. ودية بطابع ثأري لم تكن مباراة بنين مجرد اختبار تحضيري للوقوف على جاهزية اللاعبين قبل خوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرر إقامتها في المغرب ما بين 21 دجنبر و18 يناير المقبلين، بل شكلت فرصة للمنتخب لرد الاعتبار من الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها أمام بنين في نسخة كأس أمم إفريقيا في مصر 2019، وغادر إثرها المنافسة من محطة ثمن النهائي بالضربات الترجيحية. وبديهي أن تمثل مباراة بنين فرصة لمواصلة المنتخب الوطني سلسلة نتائجه الإيجابية (12 فوزا متتاليا)، والفوز عليه بهدف لصفر، رغم أن الأداء لم يكن مقنعا. شغف وفوضى بين شغف المدرجات وفوضى عارمة في المداخل وأمام بوابات الملعب مفارقة لازمت مباراتي المنتخب الوطني أمام تونس وبنين، إذ أن الجمهور يبدع في المدرجات ويتقن دوره كعادته، ومنظومة تنظيمية مازالت تراوح مكانها. مناسبة الكلام، أن الازدحام كان العنوان الأبرز خلال مواجهة بنين رغم محاولة السلطات الأمنية اتخاذ بعض التدابير لضبط عملية الدخول إلى الملعب، دون أن ترقى إلى مستوى التطلعات. وعاينت "الصباح" اختلالات واضحة في التنظيم تتعلق ببطء إجراءات التفتيش والطوابير الطويلة والقرارات المتسرعة لبعض رجال الأمن، ما خلف تذمرا واضحا في صفوف المشجعين، ممن تجشموا عناء الحضور من مدن مختلفة، ليصطدموا بتنظيم أقل احترافية. هكذا عبر سمير معقول، أحد مشجعي الأسود: "مازلنا نحتاج إلى تنظيم جيد يستجيب للتحديات المقبلة، فنحن بعيدون عن إجراءات تنظيمية حديثة، بدليل صعوبة الولوج إلى الملعب خلال مباراة بنين وكثرة المتدخلين واستحالة الجلوس في المكان المخصص للتذكرة وعدم احترام الإجراءات ممن المفترض فيهم الوقوف الصارم على تطبيقها". "النوار"... نقطة سوداء تتكرر فشلت اللجنة المنظمة ومعها السلطات الأمنية في ملاحقة سماسرة "النوار"، الذين استحوذوا على معظم التذاكر، من أجل إعادة بيعها بأثمان باهظة، كما في مباراة تونس. وفرضت السوق السوداء نفسها بقوة على المشجعين بعد نفاد جميع التذاكر قبل 48 ساعة من انطلاق المباراة، وعليه وجدوا أنفسهم أمام خيار شراء تذكر الدخول بأي ثمن، ولو بسعر خيالي، إذ بيعت تذكرة من فئة 100 درهم بمبلغ 350 درهما و400 درهم، ما يستدعي المزيد من اليقظة تجاه المضاربين في تذاكر مباريات المنتخب الوطني، حتى لا تتكرر هذه الممارسة التي تسيء لصورة التنظيم وتضرب المجهودات، التي يقوم بها المغرب في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، كما لا تراعي مبدأ تكافؤ الفرص بين المشجعين. مشاكل تنظيمية تطول الصحافيين لم يقتصر الارتباك والفوضى على الجمهور أثناء عملية الدخول إلى ملعب مركب فاس، بقدر ما طالت أيضا الصحافيين الذين وجدوا أنفسهم ممنوعين من دخول موقف السيارات المخصص لهم، سيرا على الإجراءات التنظيمية المعمول بها في جميع الملاعب. ورغم كل المحاولات من أجل إخماد فتيل الغضب، إلا أن عميد الشرطة تشبث بموقفه الرافض، بمبرر وجود تعليمات من الكاتب العام للشؤون العامة بولاية فاس، ما أثار موجة احتجاج واسعة في صفوف الإعلاميين، قبل أن تتدخل الجامعة لحل الأزمة، في سيناريو يعكس بوضوح غياب التنسيق المسبق بين الأجهزة الأمنية. مباراة المدرجات لم يكن الجمهور مجرد متفرج يترقب بهدوء بداية مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره البنيني، بل شريك حقيقي في صناعة الفرجة بالمدرجات وداخل المستطيل الأخضر، بفضل صيحات الحماس والتشجيع وترديد الأهازيج، وبدا الملعب كما لو أنه تزين باللون الأحمر من شدة حرص المشجعين على ارتداء القميص الوطني وحمل الأعلام الوطنية. ومع توالي دقائق المباراة تحول الملعب إلى مسرح احتفالي، خصوصا لحظة إضاءة المدرجات بأنوار الهواتف المحمولة، فآلاف الأضواء الصغيرة تراقصت في تناغم وانسجام تامين، وكأنها نجوم تتلألأ، لتنطلق لحظة موجة جماهيرية تتنقل من صف الى آخر في مشهد إيقاعي ساحر يعكس شغف المشجعين بمنتخب بلدهم. أما الهتافات والأهازيج فلم تتوقف منذ بداية المباراة، الكل يرفع هاتفه ليضيء من حوله، ويتفاعل مع كل محاولة يقوم بها لاعبو المنتخب. في المدرجات لم يكن هناك مشجعون عاديون بل كان متيمون بحب الأسود وفخورون بما قدموه بغض النظر عن وجود مؤاخذات على طريقة اللعب. حسرة رغم الفوز رغم أن المنتخب الوطني حقق مراده بفوزه على منتخب بنين بهدف لصفر، مواصلا سلسلة نتائجه الإيجابية، إلا أن عددا من المشجعين، ممن تحدثوا إلى "الصباح" عبروا عن حسرتهم وتذمرهم من الأداء غير المقنع الذي قدمه اللاعبون خلال المباراة، إذ اعتبروا أن الفترة المتبقية عن بطولة كأس أمم إفريقيا لا تسمح بتجريب عناصر جديدة، بل التركيز على روح المجموعة والانسجام بين اللاعبين. إنجاز: عيسى الكامحي

الأسود وبنين… شغف أفسدته الفوضى

الجمهور يبدع بالمدرجات وحسرة رغم الفوز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عيوب تلازم الأسود

إقبال وصخب في افتتاح متجر الوداد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات