دشن جمال خلوق، عامل إقليم برشيد، عمله على رأس الإدارة الترابية، بالقيام بزيارات ميدانية إلى عدد من المناطق التابعة للإقليم، رغبة من المسؤول الأول في هرم وزارة الداخلية على مستوى إقليم برشيد، في التعرف على تضاريس المنطقة، وحدودها الجغرافية، بالإضافة إلى قيامه بعملية مسح طبوغرافي واقتصادي، في انتظار عقد لقاءات مع عدد من الفاعلين، لمعرفة تفاصيل أكثر عن حاجيات الإقليم، ومعرفة الخريطة السياسية على مستوى الجماعات الترابية. هذه المعطيات ستمكن العامل الجديد من رسم صورة شبه حقيقية عن إقليم عين على رأسه، أخيرا، في إطار الحركة الانتقالية، بعدما جرى تعيين سلفه نور الدين أوعبو، عاملا على إقليم فكيك، وترك أثرا "إيجابيا جدا" في تدبيره الترابي لإقليم برشيد، ودون اسمه في السجل الإيجابي لرجال السلطة. ومن عجائب الصدف، أن برشيد، التي احتضنت فعاليات حفل تنصيب جمال خلوق عاملا على الإقليم، عرفت، تزامنا مع جلوسه لأول مرة على كرسي قاعة الاجتماعات، حركة احتجاجية لعاملات شركة كبرى بالإقليم، إذ خرجت عشرات العاملات للاحتجاج على ما اعتبرنه "حيفا وغيابا للحوار مع إدارة الشركة"، وصدحت حناجرهن بشعارات حملت في طياتها رسائل كثيرة ومشفرة على جمال خلوق التقاطها. وفي اليوم الموالي، حج عدد من قاطني دوار "مول العلام" بجماعة سيدي رحال الشاطئية إلى الساحة المقابلة لعمالة الإقليم، ورفعوا شعارات ولافتات رغبة منهم في إبلاغ صوتهم إلى المسؤول الأول عن الإدارة الترابية، ما عجل باستقبال جمال خلوق، عامل الإقليم، المعين أخيرا، ممثلين عن المحتجين، ووعدهم بدراسة مطالبهم وإيجاد حلول في حدود الممكن. ويعقد رعايا ملك البلاد بإقليم برشيد آمالا كثيرة على جمال خلوق لمواصلة ما بناه سلفه نورالدين أوعبو، العامل السابق، من حكامة في التدبير الترابي وتتبع المشاريع التنموية الكثيرة التي شهدها الإقليم طيلة سنوات، في ظل وجود أوعبو، على رأس الإدارة الترابية للإقليم، بالإضافة إلى ما وضعه محمد فنيد، الوالي المتقاعد، من حجر أساس لجعل الإقليم يضاهي مدنا كثيرة من حيث المشاريع التنموية. وباتت أمام جمال خلوق، عامل الإقليم الجديد، تحديات أخرى لإعطاء دفعة قوية لعدد من الجماعات الترابية، والبحث عن مشاريع تنموية جديدة، وتأطير رجال السلطة العاملين تحت مسؤوليته، وتنبيه المتقاعسين منهم لتحسين مردوديتهم، فضلا عن تشجيع زملائهم الذين بصموا بقوة على مستوى مناطق نفوذهم الترابي. سليمان الزياني (سطات)