المخرج سجن أكثر من مرة وصور فيلم «مجرد حادث» سرا فاز الفيلم الإيراني "مجرد حادث"، للمخرج جعفر بناهي، أول أمس (السبت)، بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان". وينتقد فيلم المخرج جعفر بناهي، المعروف بحصده للعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، الأوضاع السياسية في إيران، وصور في السر، علما أن بناهي سبق أن سجن مرتين ومنع من التصوير لمدة 20 عاما. وتمكن المخرج، البالغ من العمر 64 عاما، من حضور مهرجان "كان" لأول مرة منذ 15 عاما، ودعا على منبر الحدث السينمائي إلى "حرية" بلاده، علما أن فيلمه يقدم قصة أخلاقية تدور حول مخطط لسجناء سابقين للانتقام من جلاديهم. ويعاني بناهي بسبب الرقابة الممارسة منذ سنوات على أعماله، علما أن فيلمه "طاكسي" سبق أن نال الإعجاب عالميا وفاز بجائزة "الدب الذهبي" للبرليناليه في برلين. ويحتفي العديد من الإيرانيين بالمخرج بناهي، تضامنا معه في محنته مع السلطات، ومن بينهم الممثلة الإيرانية المشهورة رويا تيموريان، خاصة أنه يعد من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في بلده، ويستغل شهرته في اللقاءات القليلة، التي يشارك فيها لتبني عدد من القضايا، مثل المظاهرة ضد حرب غزة. وعرضت أفلام بناهي في عدد من المهرجانات العالمية، وحصلت على عدة جوائز، مثل مهرجان "كان" والبندقية وبرلين، حيث حصل فيها في 2006 على "الدب الفضي" بفيلم "حالة تسلل". وفي السنوات الأربع الماضية، أخرج بناهي ثلاثة أفلام بحد أدنى من الإمكانيات، فمنذ 2010، وهو ممنوع من إعطاء حوارات صحافية أو السفر إلى الخارج، ليبقى التهريب السبيل الوحيد لأفلامه للوصول إلى المهرجانات، ما جعلت منه الظروف التي يعيش فيها شخصية مشهورة داخل بلاده وخارجها، كما أن أفلامه تندرج ضمن صنف الأفلام السياسية، لكنها لا تخلو من لمسات فنية جميلة. وقدمت النجمة كيت بلانشيت الجائزة لبناهي، الذي كان سجينا في إيران قبل ثلاث سنوات، قبل أن يدخل إضرابا عن الطعام. ويمثل فوز "مجرد حادث"، إحدى حالات الفوز المتتالي غير المسبوقة في الأفلام، حيث حصد مخرجون وزعت أعمالهم شركة "نيون" المستقلة لتوزيع الأفلام آخر ست سعفات ذهبية. ونقلت وكالات أنباء عالمية تصريح رئيسة لجنة التحكيم مهرجان "كان" جولييت بينوش، التي تطرقت إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في "تحويل الظلام إلى غفران". وقالت الفنانة الفرنسية: "الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدل الأوضاع. الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحول الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة". خالد العطاوي