مسلامة: المغرب أصبح مرجعا بإفريقيا

قال عبد الباسط مسلامة، مساعد مدرب منتخب تشاد، إن المغرب بات مرجعا في الكرة بإفريقيا، وصار المدرب الوطني مطلوبا بقوة. وأضاف مسلامة في حوار مع «الصباح»، أن البطولة لا تعاني نقصا في المواهب واللاعبين، وإنما من أزمة تسيير أرخت بظلالها على الجانب الرياضي بشكل واضح. وأكد المدرب الوطني أن تجربة التدريب في إفريقيا استثنائية، وضرورية في مسار أي مدرب، بحكم الخبرات والظروف الصعبة التي يشتغل فيها، وتجعله مدربا ناجحا وقادرا على مواجهة كل الظروف. في ما يلي نص الحوار: أين وصلت تجربتك مع منتخب تشاد؟ لعبنا تصفيات كأس إفريقيا وواجهنا زامبيا وكوت ديفوار وسيراليون، وكانت عبارة عن تحديات كبرى للمنتخب، إذ كانت المجموعة قوية. كنا نرغب في تحقيق إنجاز والتأهل لم لا للمنافسات الإفريقية. رغم ذلك تعادلنا مع زامبيا خارج ملعبنا، ومع سيراليون الذي يملك لاعبين يمارسون في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي. لم نتأهل في النهاية بسبب الجانب اللوجيستيكي، إذ لم يدبر هذا الجانب بالشكل المطلوب، خاصة أننا لعبنا هذه التصفيات دون جامعة مكلفة بالمنتخب، إذ تكلفت بنا وزارة الشباب التي دبرت تنقلاتنا. كيف يتم إقناع لاعبين بالالتحاق بالمنتخب في ظل هذه الظروف؟ رغم كل تلك التحديات، أقنعنا أربعة لاعبين جدد للالتحاق بالمنتخب، الأول يمارس بنادي روديز بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، وآخر يلعب رفقة الاتحاد الإسلامي الوجدي، وآخران بالسعودية وجنوب إفريقيا. تمت تقوية المنتخب وقدمنا مستوى جيدا بعد ذلك، لكن لم يكن ذلك كافيا، بحكم أننا نفتقد للتجربة الإفريقية، ناهيك عن ضعف الجانب اللوجستيكي. كيف تقيم مستوى البطولة مقارنة بباقي الدوريات الإفريقية؟ المعيار لقياس قيمة البطولة الوطنية، هي عصبة أبطال إفريقيا، وهي المسابقة التي توفر لك رؤية حول مستوى البطولة الوطنية. يمكن أن تكون قويا محليا، لكن عندما تلج العصبة، يمكن أن تجد مستوى آخر. أعتقد أن هذا الموسم، ظهرت أزمة تسيير، رغم أننا نتوفر على لاعبين رائعين ومواهب. التسيير يدرس، وهناك "ماستر" ودبلومات خاصة بذلك، ولا يمكن أن نقفز على التسيير وأن نصبح رؤساء بين عشية وضحاها. هل يؤثر ذلك على الأندية؟ نعم. لأن ذلك متسلسل ومرتبط، إذ أن مسيرا سيئا يعطيك لاعبين سيئين وأزمة مالية. يجب إصلاح الأمور من المصدر أولا، وسيساعدنا ذلك على تحسين المستوى. هناك فرق ماضية في ذلك، مثل الفتح واتحاد تواركة ونهضــة بركان، والتي اشتغلت على العمل القاعدي والاستمرارية في التسيير والتدريب. أفضل مثال على ذلك، محمود الخطيب رئيس الأهلي، الذي يترأس النادي طيلة ثماني سنوات، توج فيها بكل الألقاب وبكم كبير منها. يجب أن نأخذ فرق مثل الأهلي مثالا لنا. كيف ترى مستوى البطولة أخيرا؟ تقنيا، هناك الكثير من العمل يجب القيام به، خاصة من الجانب البدني، مقارنة بالبطولات الأوربية. دورياتنا بطيئة في مستوى اللعب، لأسباب مختلفة، من بينها الجانب البدني والتحكيم، لدرجة أننا نرى توقفا كثيرا للعب، ودخول الجهاز الطبي في كل ثلاث أو أربع دقائق. إذا احتسبنا الوقت الذي تلعب فيه المباريات، فلن تجد أكثر من 40 دقيقة. عندما نواجه فرقا مثل المصرية، فلا يمكننا المنافسة، خاصة من الجانب البدني، وهذا يؤثر على الجانب التكتيكي. كيف تقيم تجربتك بإفريقيا؟ أعتقد أن التجربة الإفريقية شيء استثنائي، وتقدم الكثير في مسار المدرب وخبرته. نتعلم الكثير منها، وخاصة العمل بما هو متوفر لديك، والانسجام مع الأوضاع كيفما كانت. إفريقيا استثنائية، إذ يمكن أن يحدث ما لم يكن في الحسبان، في كل المجالات. التجربة الإفريقية لا تدرس وإنما يجب أن تعيشها بكل ظروفها. لدي أهداف أخرى مستقبلا في إفريقيا. هل ترى أن المدرب الوطني بات مطلوبا بإفريقيا أكثر في السنوات الأخيرة؟ المغرب أصبح مرجعا في كرة القدم الإفريقية، في الجانب التسييري والكروي، خاصة في المنتخبات. كان من الطبيعي أن ترتفع قيمة المدرب الوطني في إفريقيا، وأن يصبح مطلوبا بقوة. هناك مدربون كثر يشتغلون في إفريقيا، وآخرون يعملون في "الخفاء"، مثل فتحي جمال الذي يقدم دروسا في مجال التدريب في عدة دول، من بينها موريتانيا وكوت ديفوار والكامرون، وهذا في حد ذاته اعتراف بالكفاءة المغربية. هذا لا يعني أننا يجب أن نتكاسل، بل يجب مضاعفة العمل لنكون بقيمة هذه الصورة، على غرار ما يفعله اليوم بادو الزاكي مع منتخب النيجر، ورشيد الطاوسي مع عزام التنزاني، وتابعنا أيضا عبد السلام وادو بالكونغو ورشيد لوستيك وآخرين. ماهي أبرز المشاكل في تجربتك في تشاد؟ مثلا خلال مواجهة كوت ديفوار، وهي المباراة التي خسرناها بهدفين لصفر، أجرينا حصة تدريبية واحدة فقط، بسبب صعوبة التحاق باقي اللاعبين، إذ عانى عدد منهم مشاكل في التنقل، وعلق آخرون بمطارات مختلفة. كان من الصعب أن تطلب من اللاعبين تحقيق نتيجة استثنائية والفوز على كوت ديفوار، لكن تبقى تجربة جيدة، وهناك هامش للتطور. في تصنيف الاتحاد الدولي، منتخب تشاد هو ثالث أصغر فريق في العالم من حيث العمر. لماذا غادرت المنتخب؟ قررنا بشكل جماعي مع الطاقم التقني، أن نوقف مسارنا مع المنتخب، إلى حين تأسيس جامعة مكلفة به. بعد ضغط من "فيفا"، تأسست جامعة وبدأ المكتب يتشكل، ومن الممكن أن نعود لعملنا، إذ نفاوض المسؤولين هناك من أجل ذلك، على رأسهم رئيس الاتحاد، بعدما طالبت الجماهير بعودتنا. هل تفكر في تدريب أحد الأندية الوطنية؟ نعم، إذا أتيحت لي الفرصة. تواصلت معي فرق بالقسم الأول، في مناصب الإدارة التقنية ومساعد المدرب، لكنني فضلت التريث، وألا أتسرع في الانخراط في مشروع كيفما كان. التجربة الأولى مهمة ويجب أن تكون ناجحة، وأن تكون رفقة ناد قادر على تحقيق النتائج الإيجابية لأواصل التطور، بعد النتائج الجيدة التي حققتها بهواة فرنسا، إذ صعدنا ثلاث مرات متتالية للدرجات الأعلى. أنا أحب الألقاب ويجب أن أختار المشروع الجيد. تحدث لنا عن تجربتك ودبلوماتك... كانت لي تجربة بأكاديمية محمد السادس، بعدها التحقت بالديار الفرنسية، دربت في "روان" و"فيل ماغوند" و"سانت إيتيان أوبري"، ثم انضممت إلى منتخب تشاد مساعدا للمدرب. بالنسبة إلى الدبلومات، لدي إجازتان في التدريب الرياضي، واحدة من معهد مولاي رشيد والثانية من روان الفرنسية، ولدي "ماستر" في التفوق الرياضي تخصص كرة القدم، ولدي دبلوم الاتحاد الأوربي "يويفا"، وأسعى لاجتياز دبلوم "كاف ألف" هذا الموسم. أجرى الحوار: العقيد درغام في سطور الاسم الكامل: عبد الباسط مسلامة تاريخ ومكان الميلاد: 15 مارس 1994 بسلا مدرب وطني دبلوماته: إجازة في التدريب الرياضي من معهد مولاي رشيد إجازة في التدريب من جامعة روان الفرنسية "ماستر" في التفوق الرياضي دبلوم تدريب من الاتحاد الأوربي تجاربه: مدرب في أكاديمية محمد السادس درب نادي "روان" وفيل ماغوند" و"سانت إيتيان أوبري" بفرنسا وعمل مساعدا لمدرب منتخب تشاد

مسلامة: المغرب أصبح مرجعا بإفريقيا

مساعد مدرب منتخب تشاد قال إن هناك أزمة تسيير في البطولة الوطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

24 سنة لمتهمين بالسرقة بالعنف بالزمامرة

"فـار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات