خبرة جينية تورط مغتصب طفلة

تلجأ هيآت كثيرة في بعض الأحيان إلى إجراء خبرات جينية أو خطية أو عقلية أو نفسية على متابعين، قبل إصدار الأحكام. وتكون الخبرة حاسمة في الاقتناع بتوجيه التهم، سيما إذا كانت نتائجها إيجابية، فتضع المتابعين فيها في موقف محرج. واقعة حمل طفلة من خمسيني وتأكيد الخبرة الجينية نسب المولودة له وضعت المغتصب أمام الأمر الواقع. كانت غرفة الجنايات الابتدائية بقصر العدالة بالرباط، الاثنين الماضي، على موعد مع محاكمة مغتصب طفلة عمرها 14 سنة وهو عمره 54، وتوبعت باهتمام كبير من قبل الرأي العام المحلي بالصخيرات وتامسنا وسيدي يحيى زعير وتمارة، وأيضا من قبل أعضاء بالمرصد الوطني للطفل. وقف المتهم مشدوها وهو في حالة ارتباك لينادي عليه القاضي باسمه ويستفسره عن اسم والديه ومهنته، فأجاب عن الأسئلة الهوياتية المرتبطة به. أمام ذهول الجميع وقفت الطفلة رفقة والدتها بجانبه، ليشعر رئيس الجلسة المتهم بأنه متابع من قبل قاضي التحقيق بجرائم هتك عرض قاصر بالعنف نتج عنه افتضاض وحمل وولادة والتحريض على الإجهاض. إنكار بعد توجيه استفسارات عن هذه الاتهامات شرع المتهم في إنكار الجرائم المنسوبة إليه، وبأنه لم يسبق له أن ربط علاقة بالضحية أو رافقها إلى شاطئ بالهرهورة أو سد الرويضات ضواحي سيدي يحيى زعير، وأنه يجهل الأسباب الحقيقية وراء جره من قبل والدة المشتكية إلى ردهات المحاكم والسجون. وكلما باغته القاضي بسؤال، سيما إذا كان محرجا، يصد المتهم الاستفسار الموجه له بلغة لا تخرج عن النفي. واعتبرت المحكمة القاصر شاهدة بسبب سنها وأعفتها من أداء اليمين القانونية، بعدما حضرت رفقة والدتها، لتؤكد أنها تعرفت على المتهم في صيف 2023 وتبادلا أرقام هواتفهما وبدأت تلبي طلباته في الخروج معه إلى أماكن عمومية وفي إحدى المناسبات مارست الجنس معه بطريقة سطحية في سيارته وبعدها قطعت اتصالاته به، غير أنه بعد اكتشاف حملها أخبرته بالواقعة إلا أنه تنصل من مسؤوليته، مؤكدة ما جاء في تصريحاتها التمهيدية. لكن بعد انتهاء الضحية بحضور والدتها من الاستماع إليها، أنكر الموقوف ما جاءت به من تصريحات، مؤكدا أنها لا أساس لها من الصحة وأنه يجهل سبب اتهاماتها له، لتصرح أمامه أنها بعد ممارسة الجنس السطحي حملت منه وأنجبت طفلة، ليعقب عليها بأن ما أنجبته الضحية ليس من صلبه. اعتراف قبلي أخبر القاضي المتهم بأنه يعترف أمام الضابطة القضائية باستدراجه القاصر ومرافقتها على متن سيارته إلى شاطئ الهرهورة وسد الرويضات، وبأنه مارس عليها الجنس سطحيا، قبل أن يتفاجأ بحملها منه. وحينما التقى والدتها منحها 5000 درهم للقيام بالإجهاض، لكنها رفضت ذلك، وحاول معهما أكثر من مرة طي الخلاف عبر إجراء خبرة جينية والاعتراف بالمولودة إذا أكدت الخبرة أنها من صلبه. لكن المتهم تنصل من هذه التصريحات المتضمنة بمحاضر الضابطة القضائية، وتراجع عنها رغم توقيعه عليها. الوقوع في المحظور رغم إنكار المتهم أمام هيأة المحكمة وقاضي التحقيق، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، حينما جرى إشهار الخبرة الجينية للمولودة في وجهه والتي خلصت إلى أنه بعد مقارنة البصمات الجينية للمولودة مع جينات المتهم تبين أنه الأب البيولوجي لها، لتخبره المحكمة أن جميع الأنماط الجينية المحصل عليها بنسبة 99.999 تؤكد أن الابنة من صلبه، وأنه ارتكب جريمة هتك العرض بالعنف في حق القاصر نتج عنه حمل وولادة لكن المتهم ظل ينكر الجريمة المنسوبة إليه. بعدما انتهت هيأة دفاع الطرفين من المرافعة، تكونت القناعة لدى الهيأة القضائية والنيابة العامة وحتى من الحاضرين المتتبعين، بأن الفاعل مارس الجنس سطحيا على القاصر، فتسربت حيواناته المنوية من تبانها إلى مهبلها، وهو ما أكدته الطفلة بحضور الأم بأنها كانت ترتدي تبانا شفافا أثناء ممارسة الجنس مع الفاعل، لتنبعث تعابير وقهقهات بصوت منخفض من وسط الحضور "راها شربات ليه شربات ليه". عقوبة بعد اختلاء هيأة المحكمة إلى المداومة صفعت الفاعل الخمسيني بعقوبة عشر سنوات سجنا نافذا وتعويض الضحية بعشرة ملايين سنتيم، كما قضت الغرفة أيضا لفائدة المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي انتصب طرفا مدنيا ضد المتهم بدرهم رمزي. وخلال أطوار المحاكمة، كان يظهر أن هيأة الحكم كانت على قناعة تامة بكل المنسوب إلى المتهم، وأنه المتورط الفعلي في هتك عرض الطفلة بالعنف، وما ترتب عن ذلك من افتضاض بكارة وحمل وولادة. عبد الحليم لعريبي

خبرة جينية تورط مغتصب طفلة

ظل متمسكا بالإنكار ونفى واقعة تسليم والدتها 5000 درهم لإجهاضها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ابتزاز يفضح استغلال تلميذات جنسيا

تلاعبات في تفويت عقارات للدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات