تميز الأسبوع الذي نودعه، بحادثين مثيرين، يهمان دولة "الكابرانات"، الأول يتعلق بقرار السعودية المتعلق بضرورة خضوع الحجاج الجزائريين لتقييم نفسي، أي الحصول على شهادة تثبت السلامة العقلية، أما الحادث الثاني وهو المتعلق بعميل العسكر الجزائري، الذي اتخذ من "يوتوب" منصة لبث حماقاته، وهو المرشح السابق للرئاسيات الجزائرية، الذي حين منع من الترشح أفتى فتوى تؤكد بجلاء أن مكانه الطبيعي هو المارستان. حوادث كثيرة تستدعي فرض تأشيرة السلامة العقلية على من يصرون على الاحتجاج بطريقتهم في رفع الأعلام والصياح "وان تو تري ... فيفا لالجيري"، في مكان مخصص للخشوع والعبادة. أو من خطب في بعثتهم بالحج في يوم عرفة، وهم غير بعيدين عن مرقد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ أورد الخطيب في خطبته أنه بعد الاستقلال خاطب جزائري الرسول "صلعم" يا محمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك... وغيرها من العبارات التي لا يمكن أن تخرج إلا من لسان من رفع عنه القلم. ودائما في إطار السلامة العقلية، فإن المدعو رشيد نكاز، الذي أوقفته الشرطة المغربية بمراكش بسبب شريط فيديو حاول أن ينشر فيه حماقات وهلوسات، سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية، التي يتم فيها استبعاد من يستحقون، ويشجع العسكر مجموعة من فاقدي العقل والأهلية للترشح والذين تتحول تصريحاتهم إلى فرجة دولية على منصات التواصل الاجتماعي، وفي ذلك غرض في نفس يعقوب، لتسفيه المتنافسين لمن يختاره الكابرانات. المهم أن نكاز عندما تم رفض ترشيحه عمد إلى تسجيل شريط فيديو أعلن فيه نيته في ترشيح ابن عمه الذي يحمل الاسم نفسه، وعند نجاح ابن العم سيكون نائبا له ثم بعد ذلك يستقيل الرئيس لتؤول الرئاسة إليه... (هكذا). حماقات المدعو نكاز، سواء تلك التي كان ينشرها في فرنسا أو في الجزائر، كانت كلها تؤشر على شخص غير سوي، مريض بأمراض نفسية مركبة، وهو المريض الذي حاول مسيروه وممولوه إرساله للمغرب قصد استفزاز "المخزن" لاعتقاله، لفسح الطريق للذباب الإلكتروني المدعم من الجنرالات. الأمن الوطني مؤسسة تأسست قبل استقلال الجزائر، ولها من الحنكة ما يجعلها تناسب كل فعل بالسلوك الواجب للتصدي له، وهو ما ترجم في طريقة التعامل مع نكاز، لأن المخزن يعرف أن نكاز مغلوب على أمره ومسخر من قبل من شحنوه فكرا ومالا، لمحاولة النيل من سمعة بلد عمره أزيد من 12 قرن. ملاحظة لها علاقة بما سبق قال الحسن الثاني في أحد خطاباته، التي يوثق لها شريط من الأرشيف الجميل، "حتى يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار". اليوم أصبح العالم كله يعرف، ورحم الله الحسن الثاني. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma