خلف حادث قطع عدد من الأشجار داخل ثانوية القدس الإعدادية بمديرية بني ملال، موجة استياء في الأوساط التربوية للتداعيات السلبية التي تركها هذا السلوك غير المبرر في نفوس الناشئة التي ستطبع مستقبلا مع سلوك مدان ولا يحتذى به في المعاملات التربوية. واستنكرت الأطر الإدارية والتربوية هذا التصرف العدواني في حق الطبيعة، واصفة إياه بـ "غير التربوي" والمخالف للقيم التي تسعى المدرسة إلى غرسها، وفي مقدمتها احترام البيئة وصيانة الممتلكات العامة. وبررت فعاليات تربوية، ردة فعلها التي تروم تصحيح وضع غير صحي، بأن الأشجار داخل المؤسسات تعتبر رمزا للحياة، ولايقتصر وجودها على تحسين المنظر العام فحسب، بل توفر الظل وتنقي الهواء، وتساهم في خلق بيئة تعليمية مريحة. كما أن الاعتناء بها يعكس وعيا بيئيا يجب تعزيزه لدى التلاميذ الذين ينبغي أن يكبروا في وسط تربوي قائم على أخلاق تمجد العنصر الطبيعي وتعتبره رمز حياتها. وأصرت الأطر التربوية الغاضبة على العدول عن مثل هده السلوكات غير محسوبة العواقب، مطالبة بتكثيف حملات التوعية داخل المؤسسات التعليمية، وتعزيز ثقافة حماية البيئة من خلال إدراج أنشطة تربوية وترفيهية تعزز هذه القيم. كما شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الفضاءات الخضراء داخل المدارس، ودعم حملات التشجير لتعويض الأضرار الناجمة عن مثل هذه السلوكات. وأكدت الفعاليات أن المدرسة ليست فضاء للتعليم فحسب، بل هي مجال لترسيخ القيم، داعية التلاميذ وأولياء الأمور إلى التحلي بروح المسؤولية تجاه البيئة المدرسية. ودعا المحتجون إلى أهمية تضافر جهود كل الفاعلين التربويين والتفاعل مع جميع المتدخلين للحد من مثل هذه التصرفات المسيئة للأخلاق العامة، وحماية الناشئة من التأثيرات السلبية على جمالية الفضاء المدرسي وقيم المواطنة البيئية. سعيد فالق (بني ملال)