في كل مرة تعلن فيها المديرية العامة للأمن الوطني عن تفكيك خلية إرهابية، أو إحباط مخطط تخريبي، تنطلق مباشرة جوقة المشككين والمحبطين في حملة من التشويش والتقليل من شأن الإنجازات الأمنية المغربية. الغريب أن المشككين لا يملكون أي بديل منطقي، أو دليل ملموس على صحة مزاعمهم، سوى الغرق في نظرية المؤامرة وترديد عبارات مبتذلة تشكك في توقيت العمليات وأهدافها. وأجج إحباط الأجهزة الأمنية مخططا إرهابيا كان يستهدف المغرب، بتكليف وتحريض مباشر من قيادي بارز في تنظيم «داعش» بمنطقة الساحل الإفريقي، غضب هؤلاء المشوشين، الذين أطلقوا العنان لحناجرهم، بالتشكيك في عمليات إرهابية حدثت بالفعل، وأدت إلى وقوع ضحايا، يقودهم "يوتوبور» في إسبانيا لا يعجبه العجب، ولا الصيام في رجب. لكن، فلننظر إلى الأمر من زاوية أخرى: ماذا لو لم تكن هناك يقظة أمنية؟ ماذا لو ترك الحبل على الغارب لمن يتربص بأمن المغرب والمغاربة؟ ببساطة، سنجد أنفسنا في مشهد أكثر قتامة، حيث تتحول المدن إلى مساحات للفوضى، والمواطن إلى رهينة للخوف، والاقتصاد إلى ضحية للاضطراب الأمني. وهنا، سنجد المشككين أنفسهم يتهمون السلطات بالتقصير، وكأنهم ينتظرون الفشل ليؤكدوا نظرياتهم الواهية! التشكيك في العمليات الأمنية ليس بريئا، بل هو جزء من معركة دعائية تخدم أجندات معروفة، فهناك أطراف لا تخفى عن العيان تسعى بكل الوسائل إلى تقزيم النجاحات المغربية، سواء في الأمن، أو التنمية، أو الدبلوماسية، لأنهم يدركون أن المغرب أصبح رقما صعبا في المعادلة الإقليمية، وأن قدرته على تحصين نفسه داخليا، والتمدد خارجيا، تزعج خصومه التقليديين، فكلما قطع المغرب خطوة نحو الأمام، وجدناه يواجه موجة من الإشاعات والتشويش، بدءا من مشاريع البنية التحتية الكبرى، مرورا بالانتصارات الدبلوماسية، ووصولا إلى التفوق الأمني. ثم هناك فئة أخرى من "مرضى النجاح"، الذين يرون في أي إنجاز مغربي مصدرا للإحباط الشخصي، لأنهم لا يملكون القدرة على استيعاب أن الدولة بمؤسساتها قادرة على تحقيق نجاحات متتالية، دون الحاجة إلى "التمثيل" أو "اختلاق الأحداث"، كما يدعون. فهل كل التقارير الدولية التي تشيد بالأمن المغربي مجرد دعاية؟! ما يحدث اليوم هو أن المغرب، بقيادة أجهزته الأمنية، أصبح نموذجا يحتذى به في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهذا ليس استنتاجا، بل هو اعتراف دولي موثق بتجربة المغرب الناجحة، والتي دفعت حتى الدول الكبرى إلى طلب خبرته في هذا المجال. لكن في كل مرة ينجح فيها المغرب، يتحرك جيش من المحبطين لنشر الأكاذيب، وكأنهم يفضلون أن يروا المغرب غارقا في الفوضى حتى ترضى عقدهم النفسية. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma