مهنيون طاردوا العميد الممتاز وصدموا سيارته والنيابة العامة بالرباط اعتبرت الواقعة جنايات بعد أبحاث تمهيدية في واقعة مطاردة ثلاثة سائقين لسيارات الأجرة الصغيرة لصاحب سيارة خاصة، وهو عميد ممتاز موقوف مؤقت عن العمل "كوميسير" بحي الفتح بالعاصمة، غير بعيد عن المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، التمس الوكيل العام للملك من قاضي التحقيق بالغرفة الثانية إيداع الموقوفين الأربعة سجن تامسنا، لاستنطاقهم في جرائم توقيف سيارات بالطريق العام وعرقلة حرية المرور وتعطيله بشكل يشكل خطرا على مستعملي الطريق. وحدد قاضي التحقيق تاريخ 15 يناير موعدا لأولى جلسات التحقيق التفصيلي، وتبين أن صاحب السيارة عميد ممتاز كان ينتظر عرضه على المجلس التأديبي، في الأسابيع المقبلة، بعد ثلاث سنوات من توقيف راتبه الشهري، رغم أن القضاء أدانه بشهر موقوف التنفيذ، بعد خلاف له مع عميدة شرطة كانت ترأس دائرة أمنية. واضطر العميد إلى البحث عن مورد رزق، في انتظار عودته للعمل، وله ابنان، فظل يستعمل سيارته بين الفينة والأخرى في حمل الركاب عبر تقنية "إندرايف"، وبعدما حمل راكبة من محطة القطار بأكدال، الخميس الماضي، تعقبه السائقون حوالي ثلاثة كيلومترات من أكدال نحو حي الفتح ولم يمنعهم تهورهم من اختراق نفق تحت أرضي، غير بعيد عن المحطة الطرقية الجديدة، وأظهرت فيديوهات حالة استهتار السائقين بطريقة متعمدة، ما تسبب في حالة استنفار أمني بعد حوادث الدهس والصدم بالشارع العام، في الوقت الذي كانت فيه الطريق ممتلئة بالسائقين. وتدخلت ولاية أمن الرباط لفتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة حدد أوصاف السائقين، كما اصطدم فريق التحقيق بأن صاحب السيارة الخاصة لم يكن سوى زميلهم السابق في المهنة، ووجهت النيابة العامة تعليماتها بوضع الجميع رهن الحراسة النظرية. ورغم تنازل الموقوفين لبعضهم وسهر محاميهم على تحرير ذلك كتابيا، قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالعاصمة إيداعهم رهن الاعتقال الاحتياطي، تنفيذا لتعليمات النيابة العامة التي التمست الاعتقال وإيداعهم السجن، ليجد الموقوفون أنفسهم في موقف محرج بعد سماعهم قرارات الإيداع في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي. وباتت الخلافات بين السائقين المهنيين وأصحاب النقل عبر التطبيقات الذكية، تثير خلافات حادة بين الطرفين، تتحول إلى مطاردات بالشوارع العامة، كما حدث لمسؤول دبلوماسي روسي قبل أسابيع بالبيضاء بعد تعنيفه، ولا تنقطع أخبار المطاردات بشوارع الرباط ومدن أخرى، ما يتسبب في حوادث سير خطيرة. عبد الحليم لعريبي