رافقت التشكيلة الحكومية، التي تميزت بتعيين 6 وزراء جدد، ووزيرين منتدبين، وستة كتاب دولة، انتقادات واسعة، طالت بالأساس بعض الوزراء وكتاب دولة، حتى دون أن يشرعوا في عملهم، أو منحهم فرصة للحكم على تدبيرهم الحكومي. ويأتي لحسن السعدي، الذي عين كاتب دولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على رأس المسؤولين الحكوميين، الذين طالتهم انتقادات واسعة، مقرونة بتعليقات وتعابير ساخرة، على خلفية رقصته الشهيرة على إيقاع أغنية "مهبول أنا"، في التجمع الكبير الذي نظمته الشبيبة التجمعية في أكادير. وانبرت فعاليات شبابية ونواب ونائبات من حزبه، للدفاع عنه، وصد الهجمات المتواصلة ضده، أبرزهم البرلمانية ياسمين لمغور، التي قالت إن "الثقة المولوية التي نالها لحسن السعدي، تأتي لتؤكد مرة أخرى إيمان بلادنا الكبير بقدرات شبابها ودورهم المحوري في بناء مستقبل الوطن، كما تعكس بوضوح الاستمرارية في الثقة التي يوليها صاحب الجلالة للشباب المبدع والمثابر، وتجسد حرص جلالته الدائم على تمكينهم من تحمل المسؤولية في خدمة الوطن والمواطنين". وقالت البرلمانية نفسها المقربة من عزيز أخنوش، إن هذا التعيين "فخر كبير لحزب التجمع الوطني للأحرار، ولآلاف الشباب والشابات أعضاء الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية". موجهة تحية عالية لرئيس حزبها، على دعمه المستمر وثقته الكبيرة في الشباب، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في خدمة الوطن تحت قيادة جلالة الملك. ونال وزيرا التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير الصحة العمومية، سيلا من الانتقادات، وتعرضا لهجومات كاسحة، وينتظر أن تستمر مع مرور الزمن الحكومي، ولن تتوقف إلا بتشكيل حكومة "المونديال" بوجوه جديدة. وشكل تعيين أحمد البواري، مدير الري وإعداد المجال الفلاحي في وزارة الفلاحة سابقا، ورئيس هيأة المهندسين التجمعيين، وزيرا للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نقطة ضوء في التعيينات التي شملت الفريق التجمعي. ففضلا على أنه ابن الحزب، ولم يتم استقدامه من خارجه، فإنه من الكفاءات التي تزخر بهم الوزارة نفسها، ويعرف تضاريسها جيدا، وكان التيار بينه وبين الوزير السابق محمد الصديقي لا يمر جيدا، وذلك منذ أن انفردت "الصباح" بنشر أخبار احتمال تعيين البواري، وزيرا للفلاحة السنة الماضية. ولم ينج عمر حجيرة، المعين كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة، المكلف بالتجارة الخارجية، من الانتقادات الحادة، إذ استغل البعض ملفه القضائي الذي نال فيه البراءة، ونكأ جراحه القديمة. ولم تسلم نعيمة بنيحيى، الموظفة "الشبح" في مجلس النواب، والمحبوبة من قبل عباس الفاسي، وزوجة العلمي، المدير العام الأسبق للتعاون الوطني، التي تم تعيينها وزيرة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة من الانتقادات التي جاءت على لسان أكثر من استقلالي. وأكد استقلاليون واستقلاليات، أن عواطف حيار، أحسن كفاءة من بنيحيى، كما أن نساء استقلاليات أكثر كفاءة منها، ولكن لم يتم اقتراحهن للاستوزار، وهو ما يسائل نزار بركة عن المعايير التي وضعها في اختيار الفريق الحكومي الجديد لحزبه. وورث عبد الصمد قيوح، الذي عين وزيرا للنقل واللوجستيك، إرثا ثقيلا من سلفه الذي طلب الرحيل، ويحتاج إلى قدرة خارقة، تفوق قدرته على تدبير أراضيه الفلاحية، لإصلاح فساد قطاع النقل وملفاته المترامية الأطراف. عبد الله الكوزي