مسرحية مريم الزعيمي تفضح العلاقات الزوجية في زمن «النيت» تقدم فرقة المسرحيين المتحدين بفاس، أول عرض لمسرحيتها "فوضى" دراماتورجيا وإخراج الممثلة مريم الزعيمي ومن تأليف الكاتب والسيناريست أحمد السبياع، بدءا من السابعة والنصف مساء اليوم (الخميس) بالمركز الثقافي بالحاجب، بدعم من قطاع الثقافة بالوزارة الوصية في إطار دعم توطين الفرق المسرحية بالمسارح. والمسرحية الجديدة للفرقة التابعة لجمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون، صورة حية لمشاكل الزواج راهنا وتأثير وسائل التكنولوجيا ومعاناة الأزواج من الضغوط الخارجية المتسللة عبر الهاتف والشبكة الاجتماعية، وتأثيرها في قراراتهم وصياغة أولوياتهم. وتكشف كيف تصبح وسائل التواصل، وسيلة للتدخل في الحياة الخاصة للأسر. وتبين تأثير "السوشل ميديا" على القرارات الزوجية وكيف تفتح الباب للقيل والقال، في صور تقدمها وفق رؤية نقدية لعالم معاصر تتشابك فيه الفوضى الشخصية والاجتماعية والنفسية مع وسائل التواصل لتحدث علاقات هشة وضعيفة، وتفضح التفاوتات الاجتماعية والصراعات الطبقية بين الزوجين، وزيادتهما من حدة الفوضى في العلاقات. ويؤكد مديرها الفني محمد العلمي أن المسرحية تبرز دور المجتمع في توجيه الأحكام وإملاء التوقعات، وتكشف أعماق النفس البشرية تحت وطأة الضغط المجتمعي، ما يعكس أزمة القيم وانعدام الإحساس بالاستقلالية النفسية ويفضح الصراع الداخلي لكل شخصية بين ما تريده وما تفرضه الظروف الاجتماعية، مقدمة تحليلا عميقا للخيارات. وتحاول مسرحية "فوضى" الإجابة عن أسئلة استفهامات متعلقة بمعنى التواصل الحقيقي ومدى تأثر القرارات الشخصية والعلاقات بالعوامل الخارجية، من خلال قصتي زواج مختلفتين، يتم عرض التأثير المدمر للعوامل الخارجية على الزواج، سواء كان ذلك في شكل طمع مادي أو إدمان وهروب من المسؤوليات الأسرية والاجتماعية. وتتجلى مظاهر الفوضى كما تكشف ذلك المسرحية وتولى عبد الفتاح عشيق مساعدة المخرجة فيها، في الانهيار الأخلاقي والاعتماد على الآخر بشكل مفرط، سواء في الجانب المادي أو العاطفي، ما يثير تساؤلات حول مسؤولية الأفراد في بناء واستمرار العلاقات الاجتماعية التي تأثرت بشكل كبير مع اجتياح وسائل التواصل الاجتماعي لها. وتعكس شخصيات المسرحية فلسفة "الطمع" و"الاستغلال" و"السلطة" و"التبعية العاطفية"، ويشخصها أمين ناسور وسارة مروك وأشرف مسياح وذكرى بنويس، فيما تكلفت أسماء هموش بالملابس والسينوغرافيا. ويدير إنتاجها أمين المربطي، ويصمم إضاءتها عبد الرزاق آيت باها، فيما التأليف الموسيقي يعود إلى ياسر الترجماني. ونفذ ديكور المسرحية طارق قرقوحي وبدر العباسي، فيما قامت بتنفيذ الملابس فاطمة حموشة، بينما كلف بتنفيذ الإضاءة إبراهيم بن خدة، في حين يتولى رشيد الحياني الإدارة التقنية، وعبد الرحمان العلمي يشرف على التوثيق والإعلام، بينما المحافظة العامة كلفت بها إكرام بشلاح، فيما يقوم محمد الشاح بتقنية الديكور. حميد الأبيض (فاس)